سفيرة فوق العادة.. وناشطة اجتماعية تحلم بنشر ثقافة «المناظرات»

بيان حريري.. نموذج لجيل جديد من الشابات السعوديات

بيان عبد الرحمن حريري
TT

حتى الآن لا توجد سفيرة «أنثى» من السعودية، بالمعنى الدبلوماسي للمنصب، إلا أن الشابة السعودية بيان عبد الرحمن حريري (25 عاما) غردت خارج السرب، فهي سفيرة من نوع آخر، بعد أن اختيرت قبل أشهر قليلة لتكون سفيرة الفكر، وهو لقب أطلقته عليها مؤسسة «الفكر العربي»، حيث تعد أول سفيرة أنثى تمثلها في السعودية.

وبيان التي درست إدارة تقنية المعلومات الصحية في جامعة الدمام، وتعمل حاليا معيدة في نفس الجامعة، هي نموذج لجيل جديد من الشابات السعوديات، اللاتي أصبحن يمزجن بين العلم والعمل والاهتمام بالشأن الاجتماعي، لكونها تعد من مؤسسات مفهوم العمل التطوعي في المنطقة الشرقية، الأمر الذي يجعلها متفائلة بالنقلة الكبيرة التي ستحققها فتيات جيلها بما يضيف لرصيد نجاحات المرأة السعودية خلال العشر سنوات المقبلة.

تحدثت «الشرق الأوسط» مع حريري التي تنضح بالطموح والحيوية، حيث تناولت نشأتها بالقول «أنا من أسرة كبيرة تضم 3 أولاد و3 بنات، درس والدي في الخارج، وكان مهتما بمسألة الالتزام واحترام القوانين، وحرص على أن ألتحق مع إخوتي بالمدارس الحكومية.. تربيت على الاستقلالية، بحيث إن كل فرد في الأسرة يكون مسؤولا عن أموره بنفسه، ونشأت على حب القراءة في كافة المجالات».

وبسؤالها عن معنى أن تكون سفيرة للفكر، تجيب حريري «مؤسسة (الفكر العربي) لها اهتمام بالثقافة والاقتصاد في الدول العربية، ولها مؤتمرات وأنشطة، ومن ضمن أنشطتها تلك المختصة بالشباب، كل حسب مجاله، وبالنسبة لي فأنا معظم أنشطتي تأتي تحت إطار العمل الاجتماعي، فأنا ناشطة تطوعية منذ 7 سنوات تقريبا، وكنت ممن بدأ في تأسيس أول فريق تطوعي في المنطقة الشرقية، وكذلك بدأت في عمل أندية القراءة ونشرها في المنطقة».

وحول مسؤولياتها في هذا الجانب، توضح حريري أنها تحرص على حضور كافة ورش العمل والأنشطة الاجتماعية، بالإضافة إلى التنقل بين المنطقة الشرقية والرياض وجدة، للالتقاء بأكبر شريحة من الفتيات، والاطلاع على الفرق التطوعية لمعرفة أفكارهم ومحاولة إيصالها ونقلها لمناطق سعودية أخرى، حسب قولها.

تجدر الإشارة هنا إلى أن مؤسسة «الفكر العربي» التي اختيرت حريري لتكون أول سفيرة لها في السعودية، تأسست في مايو (أيار) لعام 2000 في حضن احتفالية بيروت عاصمة للثقافة العربية، حين دعا الأمير خالد الفيصل في خطاب ألقاه آنذاك، إلى مبادرة تضامنية بين الفكر والمال تتبناها مؤسسة أهلية عربية تستهدف الإسهام في النهضة والتضامن العربيين. وقد بدأت المؤسسة نشاطها التحضيري في مقر مؤقت في مدينة أبها بالمملكة العربية السعودية، قبل انتقالها إلى مقرها الدائم في بيروت.

وعودة لسفيرة الفكر، فتتحدث عن سقف تطلعاتها بالقول «أطمح في أن أصل من خلال عملي إلى مرحلة التغيير في طريقة التعليم، من منطلق التركيز على الاهتمام بالمجتمع وتكوين شخصية الطالب وتعويده على التعامل مع مختلف الفئات والشرائح، بما يصقل شخصيته». وتضيف «توجهي في الجامعة لا يقتصر على الدراسة فقط، فلا بد أن أدخل مناهج تضيف للشخصية، بدلا من الاكتفاء بالدراسة لتأدية الاختبار والنجاح، فالمهم أن يدرك الطالب أنه بهذه المعلومات سيصنع الفرق بعد التخرج، وليس فقط للحصول على الدرجات وتجاوز الامتحان». وتمتد طموحات حريري إلى الرغبة في نشر ثقافة المناظرات التي شاعت مفاهيمها ومراكزها في الدول الأجنبية، بقولها «أتمنى في مرحلة معينة خلال العشر سنوات المقبلة أن تكون لدينا ثقافة للمناظرات، فأنا أرغب في نشر هذه الثقافة في كل مؤسسة تعليمية، سواء عبر مراكز أو أندية للمناظرات». وتبرر حريري هذا الاتجاه بأنه يتوازى مع اهتمامها بنشر ثقافة الحوار وتقبل الآخر.

وتنظر حريري إلى واقع الشابات السعوديات بتفاؤل كبير، قائلة «قبل شهر تقريبا كنت مشاركة في إحدى جلسات مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، ومن عمل مسبق كنت أرى أن هناك طاقات شابة مميزة لدينا، لكن عندما أقيم الحوار الوطني كانت هناك مجموعة مميزة لفتت انتباهي وأعطتني ثقة أكبر، من خلال الطاقة والفكر الذي يتمتعون به، مما يجعلني متفائلة جدا بحال أبناء جيلي من الشباب والفتيات».