فريق «تيك ذات» يتجاوز الانشقاقات بثماني حفلات في لندن

جولة «لمّ الشمل» جمعت أعضاء الفريق بعد 16 عاما من الانفصال

جانب من عرض فريق «تيك ذات»
TT

لم يثنِ التقدم في السن أعضاء فريق البوب البريطاني «تيك ذات» من الاستعراض والرقص بلياقة مذهلة على ملعب ويمبلي في لندن خلال حفل موسيقي، إذ ظهروا كصبية يتسكعون على مسرح مدرستهم على الرغم من تجاوزهم سن الأربعين، حيث فاجأ عضوا الفرقة الأكبر سنا هاورد رونالد (43 عاما) وجيسون أورانج (41 عاما) الجمهور بوصلة ما يسمى «بريك دانس»، وهو أحد أنوع رقص الشارع الذي يتطلب مرونة ولياقة عالية.

وقد افتتح الفريق البريطاني، الذي ظهرت شعبيته في التسعينات من القرن الماضي، أطول سلسلة غنائية في لندن يوم الخميس الماضي، متناسين بذلك خلافات عصفت بجولتهم الغنائية. وتستمر الجولة لمدة ثماني ليالٍ متواصلة متفوقة على عدد حفلات أسطورة البوب مايكل جاكسون (سبع حفلات) التي كان ينوي إقامتها في لندن قبل وفاته 2009 عام. وتعتبر السلسلة جزءا من جولة عالمية تضم 27 حفلة غنائية يقيمها الفريق متكاملا بعنوان «Progress» يطوفون خلالها أوروبا والمملكة المتحدة ووصفت بأنها جولة «لمّ الشمل»، بعد أن انضم عضو الفرقة روبي ويليامز إلى الفريق بعد انفصاله عن الفرقة عام 1996.

وقبل الحفل لم يهدأ تصفيق الجمهور وامتد لأكثر من 6 دقائق ابتهاجا بظهور أعضاء الفريق مكتملين لأول مرة منذ 16 عاما إلا عند الافتتاح بأغنية «Rule the world» الرومانسية التي تغلب بها أعضاء الفرقة على صيحات الجمهور.

وظهر كل من روبي ويليامز (36 عاما) وغاري بارلو (40 عاما) وهاورد دونالد، وجيسون أورانج، ومارك أوين (40 عاما) ببدلات سوداء أنيقة قاموا بتبديلها 4 مرات تتناسب مع مكانتهم التي منحتها لهم معظم مجلات الموضة البريطانية كأيقونة لأناقة الرجال في الأربعين، فإلى جانب اهتمامهم المكثف مؤخرا بالأزياء يعنى أعضاء الفريق بشكلهم إلى درجة استخدامهم لكريمات ضد الشيخوخة كل ليلة قبل الظهور على المسرح.

وامتزجت المؤثرات الصوتية والمرئية بطريقة جعلت الحفل الموسيقي أشبه بنهائي بطولة كرة القدم، خصوصا مع امتلاء الملعب بأكثر من 800 ألف متفرج في اليوم الأول. وظهر أعضاء الفريق على منصات موضوعة على رافعات ضخمة اعتلاها راقصون يرتدون أزياء رومانية لأداء أغنية «Kids» التي تهزأ بالسياسيين.

وقد عصفت خلافات شديدة بين أعضاء الفريق عقب التخطيط للعودة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والسبب هو روبي ويليامز الذي قال عبر فيلم وثائقي أذاعته قناة «اي تي في» بأنه قرر عدم المشاركة في الجولة بعد الاتفاق على ذلك مسبقا، مبررا ذلك بأنه لا يملك طاقة للمشاركة في جولة تشمل أكثر من 27 حفلة داخل وخارج المملكة المتحدة، وهو ما أثار استياء المجموعة وخصوصا جايسون أورانج.

وربما تكون الدعاية والجولات الغنائية التي كان يفترض أن يلتزم بها المغنون هي ما أحبطت ويليامز، إذ ذكر أورانج: «قلت لروبي: نزواتك لها تأثير مباشر علينا.. انسَ كل ذلك ولنركز على الحفلات فقط». ولكن ويليامز عاد أكثر حماسا عند انطلاق الجولة وبالتحديد في مدينة مانشستر الأسبوع الماضي.

هذا وقد لا يحصل محبو الفريق البريطاني على فرصة رؤيتهم جميعا في جولة غنائية مرة أخرى بعدما تردد عزم ويليامز عن عودته للغناء منفردا بعد الحفل. وعلى الرغم من أنه من غير المؤكد خبر رحيله لكن زميله في الفريق مارك أوين لمح في مقابلة بأن روبي يرغب في الاستمرار بالغناء منفردا، حيث قال: «ربما يرغب روبي بعمل شيء خاص به، هذا الجزء يمثل حيزا كبيرا من شخصيته».

يذكر أن فريق «ذات» حصل على ست جوائز عن ألبومه «progress» الذي طرح مطلع هذا العام. كما تصدر الألبوم قوائم بيع الألبومات عبر موقع «أمازون»، متفوقا على أساطير الغناء أمثال البيتلز ومايكل جاكسون. كما باع الفريق أكبر عدد من التذاكر لحفل موسيقي في تاريخ آيرلندا والمملكة المتحدة، إذ تم بيع مليون تذكرة لسلسلة الحفلات بعد أربع وعشرين ساعة من طرحها في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقد حصل الفريق على أكثر من 22 جائزة موسيقية، أهمها أفضل فريق بريطاني خمس مرات في حفل جوائز الموسيقى البريطاني، وأفضل أغنية 11 مرة، كما حازت ألبوماتهم على جائزة أفضل البوم عام 2008 و2010.