جامعية من سلا فازت بلقب ملكة الكرز

«ملكة حب الملوك» المغربية يشترط فيها إتقان اللغات

ملكة جمال حب الملوك تحيي الجمهور (تصوير: أحمد العلوي المراني)
TT

قبل أكثر من 90 سنة دخلت فاكهة الكرز إلى المغرب خاصة إلى مدينة «صفرو» فوق جبال أطلس في وسط البلاد، وكانت صفرو تعرف وقتها باسم «أورشليم الصغيرة» عند اليهود و«مدينة حب الملوك» التي تعني فاكهة الكرز عند باقي المغاربة، وباسم «حديقة المغرب» عند الفرنسيين.

مع دخول فاكهة الكرز إلى المغرب انطلقت الاحتفالات بموسم جني هذه الفاكهة، وخلال الفترة الاستعمارية أطلق عليه الفرنسيون اسم «مهرجان نهاية ربيع صفرو» قبل أن يتحول إلى «موسم ثقافي» ثم تحول إلى «مهرجان سنوي» في مطلع التسعينات لكنه حافظ دائما على طابعه الاحتفالي.

وكانت ملكة جمال «حب الملوك» في البداية عبارة عن مجسم أو دمية بمثابة ملكة ترتدي زيا خاصا، وكانت هذه الدمية الملكة تعلق فوق قصبة وتلبس أزياء أمازيغية (بربرية) وتتقدم موكب الاحتفال الذي لا يختلف كثيرا عن طريقة الاحتفال الحالية، بما في ذلك على طريقة تنظيم الموكب ومساره والشوارع والأزقة التي يمر بها، قبل أن يصل إلى ساحة «باب المقام» عند مدخل المدينة. ومنذ عام 1935، تخلى المهرجان عن الملكة الدمية، وأصبح يختار الملكة من بين جميلات مدينة صفرو، اعتمادا على مبدأ التناوب في الاختيار بين مرشحات يهوديات ومسلمات ومسيحيات، وتكون الفائزات بلقب الملكة ووصيفتها من الديانات الثلاث تكريسا لمبدأ التعايش بين الأديان والثقافات التي كانت تميز مدينة صفرو آنذاك.

ومنذ عام 1958 اقتصر تتويج ملكة حب الملوك على المسلمات عندما رحل معظم اليهود والمعمرين الفرنسيين. وكان اختيار ملكة جمال حب الملوك يقتصر على فتيات لكن منذ عام 2005 أصبحت شروط الترشيح تتطلب التوفر على مستوى ثقافي وإتقان اللغات بالإضافة إلى التوفر على قدر كبير من الجمال، ودماثة الأخلاق وحسن السيرة والسلوك، وانعدام السوابق، وهي الشروط التي يجب أن تتوفر في الراغبات للترشيح، وأن تتراوح أعمار المرشحات ما بين 18 و26 سنة، وهي مقرونة بموافقة والدي الفتاة وتوقيعهما التزاما بقبول المنافسة.

تتويج ملكة «حب الملوك» كان في البداية عن طريق حملها في مجسم «الحمامة» البيضاء الغارقة في الريش الأبيض الناعم وحيث ينطلق الموكب من قصر البلدية ويجوب أهم شوارع صفرو، وترافقها وصيفات، هذا التقليد لم يعد قائما الآن إذ تم تبديل المجسم بعربات مزخرفة تجرها خيول.

الجديد في المهرجان أن الفائزات لم يعدن الملكة والوصيفتين فقط بل أصبحن يشملن 6 فائزات بإضافة العروس التقليدية والعروس الأمازيغية والعروس الصحراوية، بحيث تنتمي الفائزات إلى مناطق مغربية مختلفة، عكس ما كان سابقا حيث كانت المسابقة تقتصر على المرشحات من صفرو.

والجديد هذا العام أن حفل الافتتاح الرسمي كان في ساحة عامة تسمى «باب المقام» على مرأى من سكان المدينة عكس ما كان عليه الحال من قبل حيث كان السكان يرون الملكة فقط بعد تتويجها في الموكب الرسمي في شوارع المدينة. وتمت إضافة عروض للأزياء، وكذا عروض أزياء لخياطات المدينة في حفل تتويج الملكة، بالإضافة إلى أن جميع الفرق الموسيقية والجمعيات المحلية شاركت في الاستعراض بتقديم لوحات خاصة.