افتتحت، مساء أول من أمس الثلاثاء، الدورة الجديدة من مهرجان قرطاج الدولي، وسط جدل في الأوساط الثقافية التونسية، حول استمرارية المهرجان على النهج نفسه الذي سطره النظام السابق، وبالأسماء نفسها التي صعدت على ركح مسرح قرطاج الشهير. وانطلق مهرجان ليالي قرطاج بميزانية تقشفية؛ إذ أعلنت وزارة الثقافة التونسية عن تقليص الميزانية من 5 ملايين دينار تونسي، إلى مليوني دينار تونسي (من نحو 3.5 مليون دولار أميركي إلى 1.4 مليون دولار أمريكي). وأعلنت الوزارة كذلك عن إلغاء العروض الفنية الأجنبية وتعويضها بعروض التبادل الثقافي.
وتحول اسم المهرجان من قرطاج الدولي إلى «ليالي قرطاج»، وتتوزع عروضه على 6 فضاءات ثقافية بالعاصمة والضاحية الشمالية، ويغيب المسرح الأثري بقرطاج هذه السنة عن استقبال العروض الفنية؛ بسبب مجموعة من الأشغال التي يتم تنفيذها، خلال هذه الفترة، من قبل فريق مختص في الترميم مقبل من إيطاليا.
ففي فضاء الأكروبوليوم انطلق العرض، وقدم الموسيقي الملحن رضا الشمك «إرادة الحياة» الذي أخرجه التونسي الشاذلي العرفاوي. ويتضمن هذا العرض عشرة أعمال موسيقية، من بينها خمسة أعمال جديدة تم إعدادها مباشرة بعد ثورة 14 يناير، وتضم القائمة أغاني تحمل أسماء «حرية» و«أحلم» و«إرادة الحياة» و«دعاء» و«الديك».
وفي حي «البراطل» بحلق الوادي في الضاحية الشمالية للعاصمة، انطلق الافتتاح الذي حضره عز الدين باش شاوش، وزير الثقافة التونسي، والمهدي حواص، وزير التجارة والسياحة، وقدمت الفنانة التونسية الشابة بديعة، عرضا تحت عنوان «رسالة إلى تونس الخضراء». واحتوى برنامج السهرة على عروض لعدد من الفنانين التونسيين الشبان، من بينهم «الجنرال» (من مغني الراب)، وكراك، والفكاهي التونسي وسيم الحريزي، وحاتم القروي وسفيان سفطة ونادر قيراط، وقدم هؤلاء «تحية للثورة التونسية» بلغات موسيقية مختلفة، من بينها «الراي» و«الراب»، والموسيقى الشرقية والغربية وفن الجاز.
ومن بين العروض الفنية المبرمجة خلال أيام المهرجان، نذكر عرض الفنان التونسي نور الدين الباجي، والفنانة المغربية لطيفة رأفت، وعرض الباليه الروسي، إلى جانب كل من التونسية ألفة بن رمضان والهادي قلة ومحمد الجبالي.
يذكر أن المهرجانات الصيفية في تونس قد انطلقت منذ سنة 1959، وتم إحصاء ما لا يقل عن 376 مهرجانا موزعة على كامل ولايات تونس، وتم بعث مهرجان قرطاج سنة 1964، وكان الهدف منه الترويج للإبداع الفني التونسي.