تزايد الإقبال على مطبخ الشرق الأوسط في بريطانيا

أنه لن يمر وقت طويل قبل أن تصبح مكونات الطعام الشرقي معروضة في كل مكان

TT

يعد رئيس الطهاة البريطاني ستيفي بارل مجموعة من أطعمة الشرق الأوسط في مطبخه بغرب لندن مستخدما مكونات مثل الليمون والثوم وزيت الزيتون، كما يقدم لزبائنه الطحينة التي تنتج من السمسم المطحون.

بدأت أطباق مثل التي يقدمها بارل في مطعمه الذي يحمل اسم «دوك كيتشن» تظهر على نحو متزايد في قوائم الطعام بمطاعم أخرى في بريطانيا. كما يقول عشاق الطعم الجديد إن البريطانيين يطهون أصنافا من الطعام مستوحاة من الشرق الأوسط في منازلهم. وتنشر وصفات في الصحف والمجلات لإعداد أطباق شرقية باستخدام مكونات مثل الزعتر ودبس الرمان والسماق.

وقال بارل، في تصريحات لوكالة رويترز، إنه يستمتع بطهي الأطعمة الشرقية في مطبخه. وأضاف «دائما أجد أن طهي أصناف طعام الشرق الأوسط مثير، كما أنه يتماشى مع الطريقة التي نفضل تناول طعامنا بها الآن. النكهات طازجة أكثر وأكثر نظافة والأمر يتعلق باستخدام أعشاب جميلة أو إعداد اللحوم بطرق بسيطة. طهي أطعمة الشرق الأوسط لأمر جميل وأنا دائما استمتع به». كما يرى أن اكتساب الطعام الشرقي شعبية في بريطانيا يرجع إلى تزايد الأسفار إلى أنحاء العالم.

وقال: «أعتقد أنها عدة أسباب وأعتقد أن أحدها هو أن العالم أصبح أصغر والناس يسافرون إلى الشرق الأوسط أكثر وهناك المزيد من تبادل الثقافات والأفكار أكثر مما كان الوضع فيما مضى على ما أعتقد وبالتالي فمن الطبيعي أن يتطلع الناس إلى هذه المكونات بدرجة أكبر وأن يحاولوا الاستعانة بها في الوصفات العادية وفي الحياة اليومية». ويجوب بارل العالم بحثا عن وصفات جديدة للطعام وبعد أن قضى فترة في لبنان يستورد الآن الفريك من هناك ويستخدمه في أطباقه. والفريك قمح أخضر يحمص ويقدم مع أصناف اللحوم.

أما دبس الرمان فهو مكون آخر يشيع استخدامه في الشرق ويضيفه يوسف جاد مالك مطعم «يلا يلا» في واحد من أكثر أطباق المطعم شعبية وهو أكباد الدجاج بالثوم. ويقع مطعم جاد في وسط لندن بمنطقة أغلب سكانها من غير العرب. وافتتح مطعم «يلا يلا» عام 2009 واتسع نطاق نشاطه خلال الأعوام الثلاثة الماضية. ويعزو جاد الإقبال على أطعمة الشرق الأوسط إلى أن مكوناتها طازجة وصحية.

وقال جاد «الأكل اللبناني صحي بنفس الوقت.. وهلق (الآن) العالم اللي عم بتتجه على الاتجاه هيدا.. كل شيء صحي.. كل شيء ما إنه دسم.. كل شيء مشوي.. مش مطبوخ كثير بالسمن أو هيك.. هيدا اللي بنعمله هون.. زيت الزيتون والثوم وعصير الليمون اللي العالم بتحبه». وأضاف «أول شيء هو أنه المفهوم عندنا مختلف شوي. والناس أكيد على طول بتروح على كل شيء جديد.. كل شيء محتلف».

لكن ليست المطاعم مثل «دوك كيتشن» و«يلا يلا» وحدها التي تعد أطباقا مستوحاة من شمال أفريقيا والشرق الأوسط حيث يباع السماق والزعتر وماء زهر البرتقال في الكثير من المتاجر والأسواق في بريطانيا.

ويملك البريطاني جيمس والترز شركة «أرابيكا» للأطعمة والتوابل التي تنتشر أكشاكها في الأسواق في أنحاء لندن وتبيع مجموعة من الأطعمة في قسم بمتجر سيلفريدجز الشهير في العاصمة البريطانية.

وتبيع الشركة أصناف المزة أو المقبلات مثل التبولة والحمص. كما تبيع أنواعا من التمر تستوردها من الأردن علاوة أيضا على حلوى البقلاوة والحلاوة الطحينية.

وقال والترز في الجزء المخصص لشركته في سيلفريدجز: «لدينا مجموعة من نحو 35 أو 40 صنفا من المقبلات الطازجة ننتجها يوميا فضلا عن مجموعة من مكونات الطهي. في مكونات الطهي هناك أشياء مثل الزعتر والسماق والليمون المحفوظ وماء الورد وماء زهر البرتقال. ثم هناك كل أنواع حلوى البقلاوة التي يحبها الجميع».

بدأت شركة «أرابيكا» نشاطها منذ أكثر من 10 سنوات ويرجع والترز نجاحها إلى تغير ذوق المستهلك البريطاني. وقال: «أعتقد أن نطاق ذوقنا في بريطانيا اتسع على مدى السنوات العشر الماضية. نسافر إلى أماكن أغرب. أصبحنا أكثر فضولا بشأن المكونات غير المألوفة وأعتقد أن الشرق أو النكهات الشرقية باتت أكثر شعبية». ويعتقد كثير من الذواقة في بريطانيا أنه لن يمر وقت طويل قبل أن تصبح مكونات الطعام الشرقي معروضة في أكبر المتاجر بأنحاء البلاد وأن الكثير من ملاك المطاعم سيحذون حذو بارل في تقديم أصناف الطعام الشرقي المختلفة للجمهور البريطاني.