ندوة بـ«مقهى الندوات» في أصيلة حول الخط العربي

يمتلك ميزة التعبير عن نفسه.. وأسماؤه تنسب إلى المدن ومبدعي أشكاله

المهنة يتحدث إلى جمهور «المقهى الأدبي» في أصيلة («الشرق الأوسط»)
TT

قال المهنة حمد المهنة، مراقب التراث العربي بإدارة الثقافة والفنون في الكويت: إن الحرف العربي يعتبر الحرف الوحيد الذي يمتلك ميزة التعبير عن نفسه من بين حروف اللغات الأخرى، وهو الوحيد الذي يمتلك القدرة على جعل الآخرين يحترمونه. وأوضح المهنة، خلال ندوة نظمت بـ«مقهى الندوات»، في إطار فعاليات الدورة الـ33 لمنتدى أصيلة الثقافي، أن في داخل الحرف العربي تكمن طاقة انفعالية يودعها الخطاط بداخله ويشعر بفيضها، مشيرا إلى أن الأصل الأول للخط العربي يتمحور حول مصدري اشتقاق أساسيين، أولهما: مدرسة الوعي القومي والخط النبطي المتحدر من الخط الآرامي، وقال: إن لغة المسند في شبه الجزيرة العربية تبدو متأثرة باللغة الآرامية في العراق والشام وفلسطين.

ويعتقد المهنة أن «آراء الناس اختلفت كثيرا حول نشأة الكتابة العربية، إلا أن العرب اعتبروا هذا أمرا طبيعيا»، معتبرا أن الكتابة عبارة عن وجه من وجوه الحضارة، مثل الخط المصري القديم والكتابة الهيروغليفية. وأضاف المهنة: «إن الجمالية التي يتسم بها حرفنا العربي لم تكن حديثة العهد به أو اتصف بها عندما جاء الإسلام، بل إنها طابع وسامة عرف به هذا الحرف دون غيره منذ أن وجدوا أن الجمال اللامتناهي في هذا الحرف هو وليد مواقف فكرية عاش الإنسان العربي حقبها التاريخية بدافع من تأمله وتذوقه للغته، ثم جاء الدين الإسلامي فكان حافزا لصقل الموهبة وتنمية القدرات الفنية التي كانت بداخلية الفنان المسلم فأكد فيها الناحية الروحية؛ لذلك جاء الحرف مرتبطا بنا وبروحنا».

وأشار المهنة إلى أن هناك مدرستين تعرفان تاريخ الخط العربي: المدرسة الإنجليزية - الفرنسية التي ربطت الدخول في التاريخ بمعرفة الكتابة، والمدرسة الألمانية التي لا تعترف بدخول شعب ما التاريخ إلا بعد أن تجد له بقايا عظام أو جماجم، واعتبر الخط العربي فنا وتصميما، وقال إن الكتابة العربية تتميز بكونها قابلة لاكتساب أشكال هندسية مختلفة من خلال المد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب.

وأضاف المهنة: «إن لغتنا العربية كانت أصلا لهجات تتمايز عن بعضها البعض بين قبيلة وأخرى بحسب مواطن وسكن كل قبيلة وجيرانها».