كتاب يرصد رحلة حياة لأزيد من نصف قرن مع ميكروفون الإذاعة المغربية

الإذاعي محمد بن ددوش شاهد على تاريخ حافل

صورة الغلاف
TT

احتفى الوسط الإعلامي في الرباط بالصحافي الإذاعي محمد بن ددوش الذي يعد عميد الإذاعيين المغاربة، وذلك بمناسبة صدور كتابه «رحلة حياتي مع الميكروفون» عن «دار أبي رقراق للطباعة والنشر». تحدث في الحفل الذي نظم في المكتبة الوطنية بالرباط، عدد من معارف وزملاء وأصدقاء بن ددوش، واستعرضوا جوانب من حياة الرجل الذي شغل سنوات طويلة منصب مدير إذاعة الرباط الرئيسية. وأشاروا إلى أن الكتاب يعتبر سجلا حافلا بالوقائع التي عاشها وواكبها بن ددوش خلال مسار امتد خمسين سنة من ممارسة عمله في الإذاعة المغربية.

وقال محمد العربي المساري، وزير الإعلام المغربي الأسبق، في تقديمه للكتاب «هذا العمل يعد سجلا حافلا لممارسة العمل الإذاعي في المغرب على يد جيل الاستقلال الذي خلف جيلا له لغة عتيقة ومفاهيم متوارثة منذ إنشاء الإذاعة في عام 1928».

مشيرا إلى أن «بن ددوش، إضافة إلى كونه مؤرخا للعمل الإذاعي في مغرب ما بعد الاستقلال، يجده القارئ شاهدا على التاريخ، حينما يقدم إضاءات على الأحداث التي عاشها أو واكبها، ومنها وجوده كرهينة في دار الإذاعة أثناء محاولة انقلاب الصخيرات (عام 1971 ضد الملك الحسن الثاني)». وقال المساري إن الكتاب «سجل حافل لممارسة العمل الإذاعي في المغرب على يد جيل الاستقلال» وإن «المؤلف ساهم بهذا المجلد في إنقاذ جزء من الذاكرة الإذاعية، ومن المؤكد أن جيل اليوم سيستفيد منه كثيرا». وأشارت شهادات عدد من المؤرخين والسياسيين والمثقفين وأصدقاء بن ددوش إلى أن الكتاب يبرز الانطباعات التي سجلها الكاتب خلال مواظبته عقودا من الزمن على تغطية أحداث مهمة عاشها المغرب وفي مقدمتها المسيرة الخضراء، ومواكبة علاقة الملك الحسن الثاني مع عالم الصحافة من خلال مؤتمراته وتصريحاته الصحافية ودوره في تقوية مكانة المغرب في العالمين العربي والإسلامي، بالإضافة إلى علاقات المغرب بدول الجوار ارتباطا بقضية الصحراء. رصد بن ددوش في كتابه كيف واكبت الإذاعة المغربية رحلة الملك الراحل محمد الخامس إلى إسبانيا خلال المفاوضات التي أفضت إلى تكريس وحدة واستقلال المغرب ومرحلة الازدهار التي عاشها مع الملك الراحل بعد رجوعه من المنفى، كما خصص صفحات للزعيم الكونغولي «باتريس لومومبا» الذي رافقه خلال رحلته الأفريقية ووجوده في المغرب واللقاء الذي جمعه مع الملك الراحل محمد الخامس. ولم يغفل محمد بن ددوش التطرق بإسهاب للفترة التي هيمنت فيها وزارة الداخلية على الإعلام وما تميزت به تلك الفترة كما عايشها بصفة خاصة من داخل الإذاعة، كما أورد القصة الكاملة لسيطرة انقلابيي الصخيرات على الإذاعة عام 1971، حين وجد نفسه رفقة صحافيين ومذيعين وفنيين وفنانين من بينهم المطرب المصري الراحل عبد الحليم حافظ، تحت رحمة السلاح لمدة عشر ساعات عصيبة، حيث «تحولت الإذاعة إلى مستودع للرهائن» كما يقول بن ددوش. وتطرق الكاتب في الكتاب لزياراته المهنية لأزيد من 40 دولة في العالم لتغطية أحداث سياسية. ويشتمل الكتاب على 32 فصلا موزعة على 583 صفحة، تبدأ من بداية التحاق المؤلف بالإذاعة، وتستمر مع عودة الملك محمد الخامس من المنفى وانطلاقة مواكبة بناء الدولة المستقلة كشاهد من داخل الإذاعة، ثم الصراعات السياسية التي عرفتها الساحة المغربية في بداية عهد الاستقلال، مع توالي الحكومات وتعاقب المديرين والمسؤولين على مؤسسات الإعلام.

يشار إلى أن محمد بن ددوش ولد عام 1929 في تلمسان (شمال غربي الجزائر) ودرس بجامعة القرويين بفاس (عاصمة المغرب الثقافية) عام 1952، حيث تولى عدة مناصب وأصبح مديرا لها ما بين 1974 و1986، كما شغل منصب مستشار إعلامي في ديوان الأمين العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي.