بلدة باد زيغبرغ الألمانية.. عاصمة الخفافيش في أوروبا

عروض لمشاهدة تفاصيل الحياة اليومية

TT

الخفافيش من المخلوقات العجيبة التي لا تمكن متابعة حياتها اليومية بسهولة.

فإذا كنت من عشاق هذه الطيور، ما عليك سوى زيارة ولاية شليزفيغ - هولشتاين، في أقصى شمال ألمانيا، التي تعتبر من أفضل الأماكن التي يمكن فيها مشاهدة سلوك هذه المخلوقات.

عاصمة الخفافيش في هذه الولاية الاتحادية هي بلدة باد زيغبرغ التي يقضي فيها أكثر من 20 ألف خفاش فصل الشتاء، داخل جبل «كالكبيرغ»، الذي يعرف بأنه جبل جيري، لكنه يتكون في الواقع من مادة الجص. هناك تجد مركز «نوكتاليس» للتجارب مفتوحا على مدار العام بأكمله؛ حيث يقدم للزوار عروضا تتيح لهم مشاهدة تفاصيل الحياة اليومية للخفاش.

فأثناء شهور الصيف، يقدم مسؤولو الحفاظ على الطبيعة نزهات ليلية تمكن الزائرين من مشاهدة الخفافيش وهي تتنقل سريعا للقيام بأعمالها اليومية.

ذروة موسم الصيف هذا العام تأتي يوم 27 أغسطس (آب) المقبل، مع حلول «ليلة الخفافيش» الأوروبية الـ15 في باد زيغبرغ، في كهوف جبل «كالكبيرغ» وحوله.

ولعلك تحسب أن أحد طيور السنونو يطير في السماء عندما تقع عيناك على خفاش يجوب السماء المظلمة أثناء الليل.

يقول أولريش لينزينجر، من وحدة أبحاث الخفافيش في مجموعة «نابو» الألمانية للحفاظ على الطبيعة والتنوع الأحيائي بولاية شليزفيغ - هولشتاين: «ثمة خفافيش تجوب (السماء) عادة قبل غروب الشمس بحثا عن حشرات» للتغذي عليها.

أولريش مستعد دائما لمشاهدة الخفافيش مع الزائرين، الصغار والكبار على حد سواء، لإرشادهم في نزهتهم، بل يمكنه الاستماع إلى أصوات هذه الطيور وفهمها.

وفي «جلسات استراق السمع» هذه، يستخدم أولريش جهاز رصد خاصا بالخفافيش لالتقاط الأصوات الحادة فوق الصوتية التي تصدرها تلك الطيور لتحديد مواقع الأجسام وتحويلها إلى إشارات يمكن أن يسمعها الإنسان بوضوح.

تستمر الرحلة النموذجية نحو 90 دقيقة، وتبدأ عادة في فترة الغسق.

هذه الرحلات التي يقودها مرشد ليست مقصورة على باد زيغبرغ وحدها؛ إذ إن هناك نزهات مماثلة على ساحل بحر البلطيق في دامه وشاربويتس بمتنزه «إيخولت كاونتي» أو بالقرب من قرية توينين الساحلية.

وعلى الرغم من وجود الكثير من أنواع الخفافيش المختلفة هنا، فإن جميعها تشعر بالراحة في قضاء فصل الشتاء في كهوف الجص ببلدة باد زيغبرغ؛ لذلك يحظر على العامة دخول هذه المنطقة في الفترة بين شهري أكتوبر (تشرين الأول) ومارس (آذار).

تعطي العروض في مركز «نوكتاليس» الزائرين فكرة عن كيفية قضاء هذه المخلوقات أشهر الشتاء الباردة. وعند المدخل يلتقط كل زائر شعلة تمكنه من رؤية الخفافيش الملتصقة بالجدران أثناء بياتها الشتوي، وقطرات الندى تغطي أجسامها المكتنزة.

يعتبر ذلك المكان أكبر موطن طبيعي للبيات الشتوي للخفافيش في أوروبا والذي يكتظ بهذه الطيور في فصل الشتاء، بيد أنه لا ينام فيه سوى بضع مئات من هذه الحيوانات في أشهر الصيف.

ومعظم الخفافيش تنهي بياتها في نهاية مارس وتعود إليه في أواخر فصل الصيف.

وفي مكان مغلق يعرف باسم «الحوض»، وهو مخصص لمحاكاة بيئة الخفافيش، يمكنك سماع أصوات الخفافيش قصيرة الذيل من خلف الزجاج.