النجمة الفرنسية كاثرين دينوف تجسد اللحظة التي تخشاها كل مذيعة

التلفزيون بحاجة دائمة إلى شقراء جديدة لتقديم نشرات الأخبار

TT

جرت العادة مع نهاية كل صيف واستعدادا لموسم «العودة» إلى العمل أن تمارس الإذاعات والقنوات الرئيسية للتلفزيون الفرنسي لعبة تنقلات بين مقدمي برامجها، وبعضهم من النجوم في الفضاء الإعلامي والعام. لكن الحساسية تبلغ مداها ويرتفع التوتر إلى أقصى درجاته عندما تسري شائعات عن احتمال التخلي عن مذيعة أساسية من «الشقراوات»، أي واحدة من مقدمات نشرات الأخبار المسائية. إن القضية تشبه طرد ملكة عن عرشها الذي تربعت عليه لعدة عقود.

لذلك، أثار «عينا أمي»، آخر أفلام النجمة الفرنسية كاثرين دينوف، تساؤلات تقترب من النميمة عن المذيعة المقصودة في الفيلم، هل هي كلير شازال، نجمة نشرات نهاية الأسبوع في القناة التلفزيونية الأولى، أم هي زميلتها الأكثر شبابا والأقل تمركزا لورنس فيراري؟

إن دينوف تبدو، في الفيلم، أقرب إلى الأولى من الثانية، فهي مقدمة مخضرمة للنشرة، تشغل كرسيها مثل عرش لا يهتز، ويعمل ضمن فريقها عشرات المساعدين والصحافيين والمصورين والسكرتيرات. لكن كل تلك الكفاءة والشهرة والتسريحة الشقراء المحنطة لا تصد عنها مؤامرات الزملاء الغيورين وسعي المديرين إلى استبدال مذيعة أكثر شبابا بها. ورغم أنها كانت تهيمن على مصادر الأخبار في البلد، فقد كادت تكون آخر من يعلم بخبر إزاحتها عن منصبها. ولما علمت بالأمر، بالمصادفة، فاجأت الجميع بأن تولت بنفسها إذاعة الخبر، في آخر النشرة، بمنتهى المهنية والشجاعة، وودعت المشاهدين الذين ظلوا أوفياء لموعدها اليومي معهم، على مدى سنوات.

أخرج الفيلم تييري خليفة، وهو إنتاج مشترك فرنسي بلجيكي، وهو يضع في طريق دينوف مساعدا شابا عرف كيف يندس ضمن فريق عملها ويروح يتفانى في خدمتها لكي يكسب ثقتها لأنه في الحقيقة كاتب يعاني من أزمة في الإلهام الأدبي ويريد أن ينجز كتابا حول سيرة المذيعة الشهيرة، كان قد وعد به دارا للنشر. ولتحقيق هدفه، يقيم الكاتب، الذي يقوم بدوره الممثل الشاب نيكولا دوفاشيل، علاقة موازية مع ابنة المذيعة، وهي راقصة باليه تعيش قطيعة مع والدتها، لها ولد مراهق لا تعرف جدته بوجوده.

لولا هذا السيناريو المعقد والمشتت في عدة اتجاهات، لكان «عينا أمي» واحدا من أكثر النتاجات الفرنسية الجديدة حساسية وإمتاعا. ويبقى الأداء الجيد للممثل الشاب دوفاشيل وللممثلة جيرالدين بياس التي أبدعت في دور الابنة، لسقط الفيلم في فخ الميلودراما. وحتى كاثرين دينوف، التي أمضت حياتها السينمائية المديدة وهي تؤدي أدوار المرأة الجميلة، وغالبا الباردة التي لا يرف لها رمش، فإنها تفوقت في هذا الفيلم على نفسها، كما يقولون، ونجحت في تقمص هموم المذيعة التي لا تشفع لها شهرتها في حجب تجاعيد الشيخوخة، وبالتالي حلول شقراء جديدة في كرسي الأخبار أمام الكاميرا.