«أوريغامي».. فن ياباني يستهوي السعوديات

يعتبر أحد أشكال الفن المعتمد على طي الورق الملون

TT

صناعة زورق أو طائرة ورقية بطيها عدة مرات؛ هو ما يعتمد عليه فن الأوريغامي الياباني، الذي يتم بواسطته طي الورق وتشكيله دون الحاجة لقصه أو لصقه بأشكال وألوان مختلفة. وبحسب موسوعة ويكيبيديا على الإنترنت فإن شعبية الأوريغامي - التي تعني طي الورق باللغة اليابانية – قد بدأت بالانتشار خارج الإمبراطورية اليابانية في بداية عام 1900 من القرن الميلادي.

في السعودية مثلا، يستهوي الأوريغامي عددا كبيرا من المهتمين بالثقافة اليابانية بشكل عام وبالفنون بشكل خاص. فيوجد عدد كبير من المدونات باللغة العربية ترجمت لتقدم دورات إلكترونية، مع شرح مفصل بالوسائط المتعددة بالصور والفيديو، لطرق صنع الأوريغامي، هذا الفن الياباني العريق، بالإضافة لعدد من الدورات التي شهدتها عدد من المدارس والمراكز الصيفية، التي أقمنها فتيات متقنات لفن الأوريغامي في السعودية.

وترمي تلك الدورات التدريبية للاستمتاع بفن الأوريغامي بطي الورق بأشكال مختلفة وابتكار الأشكال الجديدة؛ فكل ما يحتاج إليه هذا الفن ببساطة ورقة مربعة لصنع أشكال لا محدودة.

الأوريغامي يعد بحد ذاته ثقافة يابانية متأصلة بفعل معتقدات بناها اليابانيون على ما ترمز له الأشكال التي تزين بالورق والتي بلغت ما يقارب 150 شكلا مبتكرا. فمن أشهر أشكال الأوريغامي طائر الكركي الذي يتبادلونه فيما بينهم للمحبة والصداقة المستمرة، والنوشي وهو عبارة عن ورق يتم طيه مع شريط من السمك المجفف واللحم، يتبادله محاربو الساموراي ويرمز للحظ السعيد.

وأوريغامي الضفدع الذي يدل على المحبة. وفي الأعراس اليابانية تستخدم الفراشات المصنوعة من الورق المطوي كزينة معبرة عن الفرح والزهو. ومما ذكر؛ فإن أحد الحكماء اليابانيين يقول: «متعة الأوريغامي ثلاث مرات في حياتك» وذلك كناية عن أن الأطفال يمارسون هذا الفن في سن صغيرة، وعندما يصبحون آباء يعلمونه لأطفالهم، ولما يكبرون في السن يعودون لممارسته مرة أخرى.

وفي هذا المجال يرى أحد أستاذة جامعة توهوكو في اليابان أن الأوريغامي إذا تمت ممارسته بشكل دوري، يساعد في تنشيط تدفق الدم، مما يعزز نشاط المخ، بل ذكرت بعض الدراسات أنه سبب لتقليص الإصابة بمرض ألزهايمر.

هدى حمود، إحدى الفتيات التي أتقنت فن الأوريغامي وأصبحت مدربة له في حملة تطوعية لفتيات أيتام في الصيف، تذكر لـ«لشرق الأوسط»: «الأوريغامي فن ملهم، وعلمته سابقا لفتيات في إحدى المدارس، وآثرت تعليمه للفتيات اليتيمات حتى يتذوقن هذا الفن ويستمتعن به».

فن الأوريغامي تطور مؤخرا وتحول من تسلية للمرء إلى وسيلة مفيدة يمكن استخدامها زينة للمنازل مثل باقات الزهور المصنوعة من الورق الملون على طريقة الأوريغامي.

ويعتمد في تزيين موائد الطعام بالمناديل المطوية بطرق الأوريغامي المبتكرة، واستخدمه البعض في طي الأوراق النقدية بشكل منسق في أغصان باقات الزهور وإهدائها لمحبيهم.