صور الحياة في السعودية تبهر البريطانيين

في افتتاح معرض صور «رحلة الأميرة أليس» في لندن

جانب من عرض أقيم على هامش المعرض (تصوير: حاتم عويضة)
TT

كان يوم أول من أمس حافلا باهتمام كبير من قبل محبي التاريخ والثقافة من الشعب البريطاني وكذلك الجالية العربية، بالإضافة إلى السياح الذين تزدحم بهم العاصمة البريطانية لندن في هذا الصيف، الذين حرصوا على الحضور في يوم افتتاح معرض صور الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (مؤسس الدولة السعودية)، والتي التقطتها الأميرة أليس، حفيدة الملكة فيكتوريا، خلال زيارة قامت بها إلى السعودية عام 1938. المعرض نظم بالتعاون مع السفارة السعودية في لندن ومكتبة الملك عبد العزيز العامة.

وبدا على الجميع الاهتمام البالغ بالمعرض، من خلال الحضور الكبير الذي ازدحم به مسرح الجمعية الجغرافية في كينزنغتون بلندن، وظهر الحضور في إنصات ومتابعة لدقائق الندوة التي أقيمت عن العلاقة السعودية البريطانية التي ظهرت من خلال صور المعرض.

قدم الندوة كريسبين تيكيل، الرئيس السابق للجمعية الجغرافية، وتحدث فيها رئيس جمعية الصداقة السعودية - البريطانية السفير البريطاني السابق في الرياض السير شيرارد كوبر كولز، وعضو الجمعية الجغرافية والكاتب والرسام المعروف ميتلاند ألكسندر وهو أيضا مؤرخ الرحالة المعروف ويلفريد ثيسيغر الذي كان من أوائل الرحالة الغربيين في الجزيرة العربية. وظهر تفاعل الحضور مع السرد التاريخي للعلاقة السعودية - البريطانية من قبل المحاضرين، بالتقاط الصور لعدد من اللقطات التي جاءت مصاحبة للعرض التلفزيوني.

وكان السفير السعودي في لندن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز افتتح المعرض بوجود عدد من أحفاد الأميرة أليس، والأمير سلطان بن فهد بن عبد الله، والأمير سلمان بن محمد بن نواف، بالإضافة إلى حضور دبلوماسي كبير لعدد من السفراء العرب والأجانب تقدمهم عميد السلك الدبلوماسي في لندن السفير الكويتي خالد الدويسان.

ومن خلال الصور المعروضة لوحظ حرص الأميرة الراحلة على التقاط أكبر كم من الصور المختلفة، والدقيقة في الوقت نفسه، لعدد من الأماكن التي زارتها في رحلتها إلى السعودية سواء في الأرياف أو المدن، وكذلك الأماكن الشعبية المعروفة في عدد من المدن السعودية في الوقت الحالي، حيث كانت نقطة الانطلاق من مدينة جدة التي وصلتها أولا مرورا بالطائف، ومن ثم العاصمة الرياض، لتختتم رحلتها بالمنطقة الشرقية بدءا من مدينة الأحساء.

ومن بين الصور التي عرضت لقطات مختلفة لمؤسس البلاد الملك عبد العزيز مع عدد من أبنائه تقدمهم الملك فيصل، ولقصر الملك عبد العزيز في جدة في ذلك الوقت. كما حرصت الأميرة على التقاط صور خاصة لها وهي تعيش أجواء رحلتها، حيث ظهرت لقطة لها وهي ترتدي الزي السعودي «الثوب» في أحد المخيمات وسط البلاد، كما هو الحال في صورها المختلفة في جدة أثناء إقامتها في قصر «الكندرة»، ومع زوجها الأمير ايرل أثلون وهما يحتسيان القهوة العربية، مع عدد من المواطنين السعوديين.

وحظي الفيلم الوثائقي القصير الذي عرض على هامش المعرض بمتابعة من قبل الكثير من رواده، حيث يحكي طريقة الحياة القديمة في السعودية، وكيف كان المواطن يقوم ببرنامجه اليومي ببساطته في تلك الحقبة الزمنية.

السفير السعودي في لندن الأمير محمد بن نواف أبدى تفاعله مع الصور من خلال كلمته التي ألقاها في ختام حفل الافتتاح حيث بين «عالمنا يتغير، ونحن بلا شك نتغير معه، وسنمر بالتغيير، وفق مورثنا السعودي، فالصور كانت تحكي عن حقبة لم تكن بها طرق أو خدمات كافية، لكن من ينظر للوضع الآن يرى سرعة التغيير في دليل على تطور غير عادي».

ومن جانبه، كان الدكتور عبد الكريم الزيد، نائب المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز، يرى أن أهمية المعرض تنبع من مكان وجوده في الجمعية الجغرافية البريطانية التي تستضيف الرحالة البريطانيين للحديث عن رحلاتهم الاستكشافية، والتي تهتم بالصور الوثائقية على غرار هذا الحدث.

ويستمر المعرض حتى 21 أغسطس (آب) المقبل، فاتحا أبوابه أمام محبي التاريخ والثقافة والصور التوثيقية لرحلة الأميرة أليس.

العلاقات السعودية ـ البريطانية عبر 60 عاما

* عبر عمله سفيرا لبريطانيا في الرياض، كانت للسير شيرارد كوبر كولز نظرة أقرب على العلاقات البريطانية - السعودية، وجاء حديثه قبل المعرض ليعبر عن عمق تلك العلاقات وثرائها وبعدها التاريخي.

وبين كولز أن زيارة الأميرة أليس المبكرة للسعودية كان لها أثر كبير في توطيد العلاقة السعودية البريطانية، واستشهد السفير البريطاني السابق في الرياض بعدد من المواقف السياسية والاقتصادية التي جمعت بين السعودية وبريطانيا أثناء عمله هناك، مبينا أن العلاقة تستمد قوتها من فترة تمتد لأكثر من 60 عاما.