موناكو تعرض مفاتن العائلات الملكية وأثمن مقتنياتها

بمناسبة العرس الأميري الذي ركز عليها الأنظار

راهنت الإمارة الصغيرة الواقعة على الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، جنوب فرنسا، على العرس لاستعادة بريقها السابق الذي ضمنته لها (أ.ف.ب)
TT

ما الذي لم تفعله موناكو لكي تجعل من عرس أميرها ألبير والأميرة الجديدة شارلين مناسبة للتسويق الإعلامي والسياحي والمالي؟

لقد راهنت الإمارة الصغيرة الواقعة على الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، جنوب فرنسا، على العرس لاستعادة بريقها السابق الذي ضمنته لها، طوال النصف الثاني من القرن الماضي، أميرات حسناوات وشهيرات كن ملء السمع والبصر، وعلى رأسهن نجمة هوليوود السابقة غريس كيلي، الممثلة المفضلة لمخرج أفلام التشويق الأميركي ألفريد هتشكوك، التي تركت السينما بعدما تزوجها أمير موناكو السابق، رينيه غريمالدي. وقد قيل يومها إن الجمال البارد للأميرة ونظراتها الملتبسة كانت توحي بأنها مستعدة لقتل زوجها الأمير رينيه في سبيل إرضاء هتشكوك.

ولما غيب حادث سيارة مفاجئ الأميرة غريس، تركزت الأضواء على ابنتيها الأميرتين كارولين وستيفاني، اللتين واصلتا ممارسة الحضور الباذخ والباهر في وسائل الإعلام، باعتبار أن صورهن تؤمن للإمارة من الشهرة والعائدات السياحية ما يعادل بترول دول أخرى. كما كانت تلك الواجهة الجميلة هي الستار الذي يموه ما كانت أوساط عالمية تؤاخذ موناكو عليه من شبهة غسل للأموال الجارية في مصارفها الكثيرة ذات الحسابات السرية وعلى موائد القمار في الكازينو الشهير الذي يقصده أثرياء العالم.

لكن الزمن تغير والأميرتان تقدمتا في السن وما عادت أخبار زيجاتهما وطلاقاتهما تهم أحدا. وكان على الأمير الجديد ألبير أن ينقذ الموقف وأن يتزوج بمن تجلس على العرش وتحاول استعادة بريق موناكو المتلاشي. وبعد العزوبية الطويلة للأمير وميله إلى السهر والمغامرات قرر حكماء الإمارة أن من الضروري تزويجه وتأمين الولاية الشرعية للعهد، وإلا طار العرش وطارت موناكو كلها من الخريطة. ولما تحققت الأمنية، أخيرا، جاء المسؤولون بخبراء في التسويق الإعلامي لكي يستثمروا العرس وينتهزوا فرصة حضور الكثير من ملوك وأمراء العالم وزعمائه ونجومه، لكي تستحيل موناكو إلى نقطة جذب عالمية تعوض ما فات.

على هامش العرس، جرى تنظيم عدة معارض فاخرة، أبرزها معرض بعنوان «مفاتن وعظمة البلاطات الأوروبية». وأقيم المعرض في فضاء «رافيل دو غريمالدي» في موناكو، وتولى الإشراف عليه خبراء مشهود لهم بالخبرة والكفاءة والذوق السليم. وهكذا تمكن الزوار من التمتع بمشاهدة جواهر الإمبراطورة جوزفين المعروضة، إلى جانب خاتم رفيقها الإمبراطور الفرنسي نابليون. كما كان هناك أثاث مصنوع من حجر «لابيس لازولي» الأزرق، من مقتنيات بلاط قيصر روسيا ألكسندر الثاني، والحصان المستلهم من ذاك الذي كان يعود لأوغست لوفور دو ساكس. هذا عدا العربة الأميرية الرائعة التي تشكل أبرز مقتنيات أمراء موناكو. إنها ممتلكات تفتقد أصحابها الذين مضوا وبادوا، لكنها ظلت شاهدة على بذخهم وعلى عظمة قصورهم.

افتتحت المعرض الأميرة كارولين، شقيقة أمير موناكو، أو «أخت العريس»، وكان برفقتها اثنتان من المشرفين على المعرض هما كاترين أرمينجون وباتريسيا بوشنو دوشان. وطافت كارولين على الواجهات الزجاجية وكأنها تقوم بجولة في أوروبا الماضي، حين كان 20 من العائلات الملكية تحكم من شرق القارة إلى غربها وتتصاهر وتتنافس في اقتناء القطع الفنية الأصيلة والجواهر النادرة.

اشتمل المعرض على 700 قطعة فنية جاءت من مجموعات وطنية وخاصة، عائدة إلى مختلف العائلات النبيلة الأوروبية.