الجزائر: الموروث الثقافي السعودي يستأثر باهتمام جمهور تلمسان

في إطار فعاليات تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية

TT

استأثرت «الأيام الثقافية السعودية»، التي نظمت الشهر الماضي في إطار «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية»، باهتمام زوار أجنحة التظاهرة الثقافية الإسلامية التي تدوم فعالياتها طول عام 2011. واشتمل المهرجان الثقافي السعودي على عروض أبرزت تنوع الموروث الثقافي السعودي في جميع المجالات.

وذكر المفتش العام لوزارة الثقافة الجزائرية، رابح حمدي، في افتتاح «الأيام الثقافية السعودية»، أن المملكة العربية السعودية «تملك مكانة مرموقة في قلوب المسلمين؛ نظرا لاحتضانها الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة ولما تكتنزه من موروث تاريخي وثقافي وتراثي».

أما المهندس صالح بن عبد العزيز المغيليث، وكيل وزارة الثقافة والإعلام للعلاقات الثقافية الدولية السعودي المكلف، فصرح بأن مشاركة وزارة الثقافة السعودية في «تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية» هي نتاج حرص القيادة السعودية على تعريف الشعوب بالتراث والثقافة في المملكة. وقال: «إن هذه المشاركة هي تجسيد وتعميق العلاقات المميزة بين المملكة والجزائر، التي تشهد تواصلا في جميع المجالات، ومنها الجانب الثقافي». وشارك في افتتاح «الأيام الثقافية السعودية» سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجزائر، الدكتور سامي بن عبد الله الصالح.

ضم المهرجان الثقافي السعودي مجسمات للحرمين الشريفين من خلال التوسعات التي أضيفت لهما، في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وصورا توضح جهود «معهد أبحاث الحج» في توسعة المسعى وزيادة طاقة الاستيعاب للمطاف، ومشروع المملكة للإفادة من لحوم الهدي والأضاحي والتوثيق التاريخي لبئر زمزم، ومشروع جسر الجمرات. وتم عرض فيلم وثائقي حول مكة المكرمة والحج.

ونظم في تظاهرة تلمسان معرض الفنون التشكيلية السعودية الذي ضمت محتوياته أعمالا فنية تجاوز عددها 80 عملا في الرسم والخط العربي والتصوير الفوتوغرافي. ويعتبر التصوير الرقمي أحد أبرز الفنون في المملكة.

إضافة إلى تنظيم معرض للأزياء السعودية التراثية الذي عُرضت فيه مجموعة من الملبوسات التراثية القديمة، التي أعيدت صياغة تصميمها برؤية حديثة مع الاحتفاظ بطابعها القديم المميز. وشهد المعرض إقبالا منقطع النظير، زيادة على تنظيم معرض النخلة والتمور، الذي يُعرف بـ«النخلة وقيمة التمور الغذائية».

وقدمت الفرقة الموسيقية السعودية المشاركة في المهرجان الثقافي طبقا موسيقيا مميزا؛ إذ أطربت الحضور بالأغاني من التراث السعودي وموسيقى العود التي تفاعل معها جمهور تلمسان (أقصى الغرب الجزائري). أما الفرقة الفلكلورية السعودية فقد أثارت إعجاب جمهور مدينة تلسمان، الذي عادة ما يولي اهتماما مميزا للأنشطة الثقافية. وتمكن الجمهور التلمساني من متابعة مختلف الرقصات القديمة المستوحاة من الموروث الثقافي السعودي، مثل رقصات «العرضة» و«السمري» و«البدوي». وقال المدير العام للتراث والفنون الشعبية بوزارة الثقافة والإعلام السعودية: إن من بين الاهتمامات الرئيسية لهذه الفرقة، المكونة من 30 شابا، المحافظة على الفلكلور السعودي عن طريق نشره في مختلف أنحاء المملكة والعالم.

وبالمناسبة نفسها، ألقى الروائي والأديب السعودي يوسف إبراهيم عبد الله المحيميد، بقصر الثقافة بتلمسان، محاضرة بعنوان «مراحل تطور الرواية في المملكة العربية السعودية»، أبرز فيها تتويج مدرستين في الفضاء السردي السعودي هما عبده خالد ورجاء عالم، اللذان فازا بـ«جائزة البر العالمية» لعامين متتالين.