«الشحرورة» و«باب إدريس» و«الزعيم» تخطف أضواء برامج رمضان على محطات التلفزة

مع غياب عدد كبير من نجوم الدراما المصرية عن برامج رمضان

TT

صدقت توقعات النقاد على الساحة الفنية لهذا العام عندما أشاروا في أحاديثهم إلى أن الدراما اللبنانية والسورية ستحتل المساحة الأكبر من شبكة برامج رمضان لهذا العام بعدما أطاحت الثورة المصرية بمواعيد تصوير المسلسلات الخاصة في هذه المناسبة التي تسببت باعتذار عدد من نجوم الدراما المصرية عن عدم إكمال ما بدأوا به في يناير (كانون الثاني) الماضي فغابوا تماما عن شاشة رمضان الفضية لهذا الموسم.

احتلت المسلسلات اللبنانية حيزا لا يستهان به من موسم رمضان التلفزيوني الحالي بحيث اعتمدتها محطات تلفزة عدة، وفي مقدمتها «المستقبل» التي أعلنت عن عرض مسلسل «الشحرورة» الذي يحكي سيرة المطربة اللبنانية صباح التي تجسد دورها كارول سماحة، بينما بدأ تلفزيون «إل بي سي» الترويج لبرامجه الرمضانية من خلال عرض مقتطفات إعلانية عنها وأبرزها «باب إدريس» الذي يشارك فيه كم لا يستهان به من نجوم الشاشة الصغيرة أمثال يوسف الخال ونادين نجيم وبيتر سمعان وتقلا شمعون وغيرهم، وإلى جانب هذه الأعمال تأتي المسلسلات السورية لتملأ الفراغ الذي أحدثه غياب المصرية منها لتتربع على عرش برامج رمضان كاسحة بعددها وبإنتاجاتها الأعمال العربية الأخرى مثل «الزعيم» و«الولادة من الخاصرة» و«طالع الفضة» وغيرها.

ودخلت على الخط المسلسلات الخليجية والأردنية لترضي شريحة لا يستهان بها من مشاهدي هذه المحطات، لا سيما قناة «إم بي سي» التي خصصت مساحة كبيرة منها في برمجتها الرمضانية مثل «طاش 18» و«إم الحالة 2»، وهي من النوع الكوميدي. أما «المصاقيل» فهو كرتوني كوميدي أيضا يتناول اسكتشات طريفة بطابع خليجي يسلط الضوء على مواضيع عدة كالكذب والنفاق والشعوذة وغيرها وقد سُجلت بأصوات نجوم معروفين أمثال مشعل المطيري ومحمد القس.

ويحكي المسلسل الكويتي «فرصة ثانية» الذي تعرضه «إم بي سي» عن شخصية «تركي» الذي يتعرض لغيبوبة طويلة تجعله يعيش تجربة خاصة بين الحياة والموت وعندما يستيقظ يقرر إعادة ترتيب أوراقه من جديد لقناعته أن الله، سبحانه وتعالى، منحه فرصة ثانية ليعيد تصليح حياته وحياة أسرته المفككة. كتبت المسلسل وداد الكواري وأخرجه علي العلي، وهو من بطولة سعاد العبد الله عبد العزيز جاسم ومرام وحسين المنصور وغيرهم. وتقول سعاد العبد الله: «نجد في العمل شبها كبيرا بأعمال الدراما التركية؛ إذ يشتمل على الكثير من الرومانسية والنعومة في الطرح والمعالجة، فضلا عن جمالية الصورة والمواقف الإنسانية التي يتطرق إليها».

أما المسلسل الأردني الفكاهي «وين ما طقها عوجة» على «إل بي سي» فيطل فيه النجوم صبا مبارك وإياد عيسى وعبير المصري وغيرهم، ويتناول مواقف معيشية واجتماعية واقتصادية وتربوية في قالب كوميدي وهو من تأليف نورا الدعجة وإخراج مازن عجاوي.

ويعتبر مسلسل «الزعيم» أحد أقوى المسلسلات السورية لهذا الموسم، وقد اختارته «إل بي سي» ليعرض على شاشتها الأرضية، بينما تتفرد «إم بي سي» بعرضه فضائيا، وهو من تأليف وفيق الزعيم الذي يظهر فيه أيضا كممثل ومن إخراج الأخوين بسام ومؤمن الملا وبطولة خالد تاجا وصبا مبارك ومنى واصف وباسل خياط وغيرهم، ويحكي قصة عدة حارات دمشقية تقرر مجتمعة تعيين زعيم أوحد لها عشية خروج العثمانيين من بلاد الشام من دون المساس بالزعامات المحلية لتلك الحارات لتبدأ الصراعات على منصب الزعامة الكبرى ولتأخذ المكائد والمخططات مداها فتحاك في الخفاء وتشترك في نسجها نساء تلك الحارات وزوجات الزعماء. ويرى مؤمن الملا أن «الزعيم» يأتي مختلفا عن أعمال البيئة الدمشقية في مرحلة تاريخية معينة تدور قبل توجيه الجنرال غورو إنذاره لحكومة دمشق ودخول القوات الفرنسية المحتلة لاحقا، بينما أشار الكاتب إلى أن كل شخصية في المسلسل موثقة بذاتها، بمعنى أنه يعرفها تماما، وقد جمعها معا من مئات الحكايات والقصص الواقعية من حاراته العتيقة فنسج منها الرواية. ويرصد مسلسل «الولادة من الخاصرة» من بطولة سلاف فواخرجي وعابد فهد وتعرضه «إل بي سي» الأرضية طبيعة العلاقة بين الآباء والأبناء وما ينتج عنها من فروق وتمايز بين الأجيال وكذلك يسلط الضوء على مشكلة العاملين في المجتمع المدني والأزمات التي تلاحقهم فيها، أما دور عابد فهد فهو مقدم في جهاز المخابرات ذو شخصية قاسية وتعسفية، بينما تجسد سلاف فواخرجي دور زوجته التي تحارب الظلم الذي يقوم به زوجها وهي شاعرة وكاتبة رقيقة المشاعر. ويقول كاتب المسلسل سامر رضوان: إن اسم المسلسل يرتبط ارتباطا مباشرا بولادات الشخصيات في المسلسل التي تأتي أحيانا لا منطقية وأحيانا أخرى غير شرعية وهو من إخراج رشا هشام شربتجي. أما مسلسل «آخر خبر» فهو إنتاج سوري - لبناني مشترك تتضمنه شبكة برامج «إل بي سي» الفضائية لموسم رمضان ويشارك فيه عدد من نجوم التلفزيون في البلدين أمثال ماغي بو غصن ووسام صباغ من لبنان ومصطفى الخاني وشكران مرتجى من سوريا وهو كوميدي طريف تدور قصته في أروقة مجلة «آخر خبر» وتلقي الضوء على متاعب هذه المهنة في قالب ضاحك كتبه محمد السعودي وأخرجه هشام الشربتجي.

ويتابع مشاهدو الجزء الأول من المسلسل السوري «صبايا» القسم الثاني منه أيضا على شاشة «إل بي سي» الذي يشارك فيه عدد من الممثلات السوريات بينهن جيني أسبر وميس حمدان وكندة حنا وديمة قندلفت وغيرهن، اللاتي تجمعهن الصداقة والمشاكل والحب والانكسارات وخيبات الأمل في قالب رومانسي طريف. المسلسل من تأليف مازن طه ونور شيشكلي وإخراج ناجي طعمة.

محطة «نيو تي في» من جهتها اختارت إنتاجات سورية ضخمة لتزين بها شاشتها الرمضانية، وهي: «الدبور» بطولة سامر المصري و«العشق الحرام» مع عباس النوري وقصي الخولي و«في حضرة الغياب» الذي يروي قصة الشاعر الفلسطيني محمود درويش من بطولة فراس إبراهيم وسلاف فواخرجي وإخراج نجدة أنزور، و«الخربة» مع دريد لحام، وهو كوميدي تدور أحداثه بين عائلتين: «بو قعقور» و«بو مالحة» في قرية «الخربة»، وهما تتنافسان على إغاظة بعضهما من خلال مقالب طريفة.

أما العملان اللبنانيان اللذان ينتظرهما المشاهد العربي عامة واللبناني خاصة فهما: «الشحرورة» وتنفرد قناة «المستقبل» بعرضه و«باب إدريس» الذي تقدمه «إل بي سي».

فالأول، كما أصبح معلوما لدى الجميع، يتناول قصة المطربة اللبنانية صباح، المعروفة بلقب الشحرورة، ويشارك فيه كم هائل من الممثلين المعروفين في العالم العربي ويواكب حياة هذه الفنانة منذ ولادتها ونشأتها في لبنان، مرورا بمصر، حيث لاقت النجاح والشهرة، وصولا إلى زيجاتها السبع بحلوها ومرها. المسلسل من إنتاج شركة «سيدرز آرت برودكشن الإخوان الصباح» وقد فاقت تكلفته 4 ملايين دولار، وصُور بين لبنان وسوريا ومصر، ومن المنتظر أن يزاحم أضخم الإنتاجات العربية الأخرى كما ذكر منتجه صادق الصباح، خصوصا أنه يحكي قصة أيقونة فنية ما زالت تعيش بيننا. أما الإخراج فيعود لأحمد شفيق ومن تأليف فداء الشندويلي. ويأتي المسلسل اللبناني «باب إدريس»، الذي ستعرضه المؤسسة اللبنانية للإرسال، كأحد أضخم الإنتاجات اللبنانية المشاركة في موسم رمضان الحالي، وهو من تأليف الكاتبة اللبنانية كلوديا مرشيليان، وإخراج سمير حبشي، ويروي حياة البيروتيين في حقبة الأربعينات قبل أشهر من نيل لبنان استقلاله عن فرنسا، وتدور أحداث المسلسل في منزل قديم تملكه عائلة بيروتية يجتمع فيه الثوار بقيادة راشد للتخطيط والتسلح لصد الاستعمار. يتعرف راشد على شمس، امرأة مطلقة حرمها زوجها من رؤية أولادها فتعمل كراقصة تزود الثوار بمعلومات عن تحركات الجيش المحتل. شخصيات حقيقية وأماكن واقعية وأخرى وهمية يعرضها المسلسل، تتماشى مع الأحداث التاريخية والاجتماعية التي طبعت تلك الحقبة من تاريخ بيروت، لتنقل لنا صورة عن الوحدة الوطنية التي كانت سائدة في زمن الاستقلال.

ومن الإنتاجات اللبنانية الضخمة لموسم رمضان أيضا: «الغالبون»، ويشارك فيه أكثر من 100 ممثل لبناني، وهو من بطولة عمار شلق وأحمد الزين وعبد المجيد مجذوب ويوسف حداد وشربل زيادة ووفاء شرارة وغيرهم، كتبه فتح الله عمر، وهو من نوع الدراما الاجتماعية الإنسانية مستوحاة من البيئة الشعبية المثقلة بالتعب والمعاناة كرد فعل على الاحتلال الإسرائيلي للبنان عام 1982 وأخرجه باسل الخطيب وتعرضه قناة «المنار».

وانحصر عرض المسلسلات المصرية على القنوات الفضائية اللبنانية بدءا بـ«مسيو رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» من بطولة محمد هنيدي ويجسد شخصية مدرس اللغة العربية القروي الذي تصادفه مواقف طريفة يحاول إيجاد الحلول لها، وهو من تأليف يوسف معاطي وإخراج سامح عبد العزيز. وبالتالي تعرض القناة نفسها مسلسل «جوز ماما مين» في جزئه الثاني، وتتابع فيه سلمى (هالة صدقي) البحث عن العريس المناسب لها، وهو من تأليف ولاء شريف.

واختارت قناة «المستقبل» مسلسل «شارع عبد العزيز» من بطولة عمرو سعد وعلا غانم وهنا شيحا وإخراج أحمد يسري، ويحكي قصة شاب يكافح من أجل الوصول إلى أهدافه وطموحاته لكنه يصطدم بواقعه الذي يولد له عقبات ومشاكل تؤخرها. تقدم «إم تي في» مسلسل «آدم»، ويتناول تحليلا عميقا للوحدة الوطنية في مصر وكيفية التلاحم ومحاربة الفتنة الطائفية وهو من بطولة تامر حسني ودينا فؤاد وعفاف شعيب ومن إخراج محمد سامي.

وغابت الدراما المصرية عن قناة «إم بي سي» بعدما كان مقررا أن تعرض «فرقة ناجي عطا الله» لعادل إمام، الذي أُلغي في اللحظة الأخيرة كونه، كما أشيع، يتضمن صورا لرئيس الجمهورية المصري السابق الذي أطاحت به ثورة مصر في خلفية الديكورات المستخدمة في استوديو التصوير؛ إذ كان حينها ما زال يشغل مكانته الرسمية في البلاد، بينما تردد، من ناحية ثانية، أن مشاكل مالية حصلت بين الشركة الموزعة للمسلسل والقناة المذكورة تسببت في إلغاء عرضه قبيل أيام من إعلان شبكة برامج «إم بي سي» الرمضانية. ولمحبي البرامج المسلية والمنوعات فقد خصصت لهم «إم تي في» برنامج «بالهوا سوا» الذي سبق أن عُرض العام الماضي ويقدمه وسام بريدي في حلقات جديدة يستقبل فيها وجوها معروفة في عالم الفن والإعلام والمجتمع.