الرسائل الإلكترونية تقلب المعادلة التقليدية لدعوات الزواج في السعودية

تواجه منتقدين ومؤيدين.. ومن إيجابياتها السرعة وتدني التكلفة

اندثرت البطاقات الخاصة بالزواج في السعودية مؤخرا جراء اللجوء للتقنية ووسائل الاتصال الحديثة في مثل هذه المناسبات (تصوير: خالد المصري)
TT

قلبت التقنية الحديثة الطرق التقليدية في الدعوات الخاصة بالمناسبات والزواج في السعودية إلى طرق أكثر سهولة بعد دخول الرسائل النصية الأقل تكلفة، والأسرع وصولا.

ففي السابق، كانت رقاع الدعوة إما لزواج وإما لمناسبة فرح تتم عبر بطاقات في الغالب ما تشهد اجتهادا في التصميم من صاحب المناسبة أو من يوجه الدعوة للأصدقاء والأحباب، كل على حسب ذائقته الفنية والكتابية.

أما في الفترة الحالية، وخلال السنوات القليلة الماضية، فقد تحول الاهتمام بتوجيه رقاع الدعوة من تلك البطاقات، إلى رسائل نصية (Sms)، وهي الطريقة الأسرع وصولا، والأقل تكلفة، مع انتشار التقنية ووسائل الاتصال الحديثة، وهو الأمر الذي قاد كثيرا من المتخصصين في صناعة وطباعة تلك البطاقات، إلى تقديم عروض البعض منها لا يصدق، على سبيل المثال، الكثير من تلك المحلات، ما إن يقبل فصل الصيف الذي يعتبر موسما للأفراح والزواج، تقدم إعلانات عن طباعة 200 بطاقة، للحصول على 400 بالمجان، أي ضعف ما يحتاجه المرء الداعي للفرح.

ذلك التحول، الذي كان منصبا في الفترة الماضية على الاهتمام بالشكل الخاص بالبطاقة، تحول إلى السعي وراء أجمل عبارة يتم تضمينها رسالة نصية للدعوة للمناسبات تلك.

كانت البطاقات في تلك الآونة مرهِقة من حيث ضرورة أن تصل إلى جميع الأهل والأصدقاء والأحباب في المدينة التي يقطنها الداعي للمناسبة، بل يبلغ الأمر عند البعض منهم إلى السفر إلى منطقة أخرى لإبلاغ قريب أو صديق بموعد المناسبة عبر تلك البطاقة، وهو الأمر الذي يعتبر شاقا ومرهقا في آن.

بعض السعوديين يبدي رفضه لهذا النوع من الدعوات، تحت ذريعة أنه أكبر قدرا أو يجب الاهتمام به وتوجيه الدعوة له بطريقة أعلى مستوى من رسالة نصية يتم إرسالها عبر هاتف محمول، وأنها غير معبرة عن اهتمام العريس بهم، أو يتم ربطها بالعادات والتقاليد، والبعض الآخر يراها وسيلة أكثر راحة وأسرع ما دامت تؤدي الغرض ذاته الذي تؤديه بطاقات الأفراح التي تتطلب جهدا أكبر.

وغالبا ما تخلو دعوات الزواج، عن طريق الجوال، من جملة كثيرا ما يستخدمها السعوديون في الدعوات عن طريق كروت الأفراح، تستهدف منع الأطفال من الحضور في عبارة شهيرة «يمنع اصطحاب الأطفال».

ويشهد فصل الصيف، الذي يطلق عليه بعض السعوديين «فصل الأعشاش الزوجية»، أغلب حفلات ومناسبات الزواج للسعوديين.

واستخدم الكثير من الشبان المقبلين على الزواج في السعودية الطريقة المختصرة للوقت والمال؛ حيث تحوي هواتفهم المحمولة أعدادا كبيرة من أرقام أصدقائهم وأقاربهم داخل وخارج المملكة لدعوتهم إلى حضور حفل الزواج.

محمد الفالح، أحد الشباب الراغب في دخول العش الزوجي خلال الصيف الحالي، قال لـ«الشرق الأوسط»: إن مسألة استخدام رسائل الجوال أسهل وأوفر للمال والوقت.. وفضل أن يستخدمها لدعوة أصدقائه ومعارفه.. أما عن استخدامه لكروت الدعوة الورقية، فيقول الفالح: «إنني أستخدمها لدعوة العائلات القريبة من المدينة التي سيقام بها الزواج، وتحاشيت إرسالها لكبار السن، خشية أن يعتبروها عدم اهتمام بهم حينما ترسل لهم الدعوة عن طريق الهاتف الجوال». ويقول عبد العزيز عبد الرحمن إنه يستخدم الدعوة عن طريق الجوال للأصدقاء والزملاء فقط، كونهم متفهمين لهذه الطريقة الجديدة، وإن استخدمها من أجل اختصار الوقت، أما دعوة الآخرين فتكون عن طريق كروت الأفراح.

من جانبه، اعتبر ناصر الشمري، وهو في العقد الخامس من عمره، أن دعوته لحفل الزواج عن طريق الجوال تعتبر انتقاصا منه وتعبر عن عدم اهتمام الداعي به، موضحا عدم تقبله لثقافة الدعوة الجديدة التي بات يستخدمها كثير من السعوديين في السنوات الأخيرة.

في الوقت ذاته، عبَّر عبد الله العتيبي عن أن الطريقة المستخدمة حاليا في الدعوة للزفاف هي اختصار للوقت والعناء الذي يحدث في توزيع تلك الدعوات على كل منزل، مما يسهم في استهلاك الكثير من الوقت، معتبرها طريقة أنسب في الدعوة، مع مراعاة العادات والتقاليد السائدة في المجتمع.

في الجانب ذاته، يرى أحد البائعين في محال بطاقات الأفراح أن الإقبال أصبح أقل مما كان عليه في السنوات الماضية، خصوصا بعد دخول فكرة الدعوة عن طريق الجوال، التي اعتبروها أسهل وأسرع لوصولها للمدعو لحفل الزفاف، وبأنها تختصر الوقت والمال في آن.

وقدر نسبة الانخفاض بقرابة 30% في مبيعات بطاقات وكروت الأفراح، مؤكدا استخدام المحال تصاميم كروت دعوات مبهرة وفريدة من نوعها لترغيب المتزوجين في الإقبال عليها واقتنائها، وعرضها بأسعار أقل مما كانت عليه في السابق.

ويستثنى من ذلك حفلات الزواج في الفنادق التي في الغالب تستخدم كروت الأفراح لأن الدخول يعتمد على بطاقة الدعوة التي يحملها المدعو للحفل.

واقترح العتيبي استخدام الدعوات عن طريق الجوال للشباب وبعض العوائل الصغيرة، ولا بد من دعوة كبار السن عن طريق كروت الأفراح التي يعتبرون دعوتهم عن طريق رسالة نصية في الغالب قليلة في حقهم، وكذلك العوائل الكبيرة. وفي الغالب ما تحوي الدعوات عبارات شهيرة، مثل «بحضوركم تكتمل فرحتنا وفي ليالي الأفراح تزداد وتضاء ليلتنا.. نبث التحية لكل حبيب استجاب لدعوتنا».