عازف استثنائي في «أصيلة» يقدم ألحانه على قارعة الطريق

لا يعزف سوى مقطوعات كلاسيكية عربية.. و«أشواق» رياض السنباطي المفضلة لديه

أحمد أوشعو قرب إحدى الجداريات في «القريقية» («الشرق الأوسط»)
TT

كل صيف عند انطلاق مهرجان أصيلة الثقافي وعندما تتزين المدينة بجداريات لكبار الفنانين التشكيليين العالميين، يأتي «أحمد أوشعو» قادما من آسفي (جنوب الدار البيضاء) لتقديم مقطوعات موسيقية كلاسيكية عربية على آلة العود في أزقة أصيلة. عزف الموسيقى في قارعة الطريق، هو مصدر عيشه منذ سبع سنوات، يقول أحمد أوشعو إنه يملك محلا لصناعة الآلات الموسيقية في أسفي، وهو العمل الذي كان يعتمد عليه كمصدر للعيش، لكنه لم يعد يدر عليه مداخيل كافية، ويضيف أن عمله كعازف في الطرقات والأزقة جاء صدفة، إذ بعد أن توقف عن صنع الآلات الموسيقية بدأ يعمل في صناعة الخشب وينتقل من محل إلى آخر ومن عمل إلى آخر ومن بلد إلى آخر دون استقرار، وفي أحد الأيام وجد نفسه في ضائقة واضطر إلى استعمال العود الذي يحمله معه ليجمع قليلا من المال لفك ضائقته والعودة إلى بيته، مشيرا إلى أن هذه كانت بداية امتهانه هذه الحرفة حتى اليوم. يتحدر أحمد أوشعو في الأصل من مراكش وهو يعزف الموسيقى الكلاسيكية العربية فقط، ومن الألحان التي يفضل عزفها في الشارع ألحان الموسيقار رياض السنباطي، خاصة قطعة «أشواق» ويرى أنها قطعة صعبة العزف، لكن كلماتها تحرك وجدان الإنسان.

يتحدر أحمد أوشعو في الأصل من مراكش وهو يعزف الموسيقى الكلاسيكية العربية فقط، ومن الألحان التي يفضل عزفها في الشارع ألحان الموسيقار رياض السنباطي خاصة قطعة «أشواق» ويرى أنها قطعة صعبة العزف لكن كلماتها تحرك وجدان الإنسان. ويقول إن علاقته بالموسيقى ابتدأت منذ الطفولة حين كان يتعلم صنع الآلات الموسيقية، وتعلم العزف على العود من خلال موسيقيين كانوا يقتنون الآلات الموسيقية من محله وكانوا يقدمون له أحيانا دروسا في العزف. يختار أحمد أوشعو دائما الأزقة الهادئة التي لا تعج بالناس لتقديم مقطوعات من عزفه، لذلك يجده زوار «أصيلة» غالبا في الرواق المؤدي إلى «قصر الثقافة» المطل على البحر، حيث توجد معارض للفن التشكيلي، أو في «القريقية» وهي عبارة عن جزء من برج قديم يمتد مسافة داخل بحر «أصيلة» القديمة، وعندما يكتظ المكان بالزوار والباعة ينتقل أحمد أوشعو إلى أحد الأزقة الضيقة ينتظر مارة يفضلون الاستماع إلى موسيقاه ويلتقطون صورا بجانبه مقابل بضعة دراهم. وعلى مدى سبع سنوات، كان خلالها يزور «أصيلة» كل صيف بالتزامن مع أنشطة الموسم الثقافي. استطاع أن يكسب معارف كثيرة، خاصة من زوار المدينة الأجانب الذين وجه له بعضهم دعوات لإقامة سهرات موسيقية، ويؤكد أنه يوافق على إحياء هذه السهرات ويقبل بأي مقابل أيا كان قدره، وحتى إن لم يكن هناك مقابل، المهم بالنسبة له هو اللقاء بأشخاص يقدرون الفن.