أخريف وديان صين يفوزان مناصفة بجائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الأفريقي في أصيلة

قيمتها 10 آلاف دولار.. ودرعها عبارة عن شجرة «الباوباو»

المهدي أخريف وفاما ديان صين الفائزان بجائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الأفريقي (تصوير: أسامة محمد)
TT

أعلن مؤخرا في مدينة أصيلة المغربية عن الفائزين بجائزة فليكس تشيكايا أوتامسي للشعر الأفريقي في دورتها التاسعة؛ حيث فاز بها، مناصفة، الشاعر المغربي المهدي أخريف، والشاعرة السنغالية فاما ديان صين، عن مجموع أعمالهما الشعرية، وذلك في إطار فعاليات الدورة الـ33 لموسم أصيلة الثقافي الدولي.

ويمنح الجائزة، التي تحمل اسم الشاعر الكونغولي الراحل، وهي جائزة دورية محكمة، يتقدم إليها الأفراد، وترشح لها الهيئات والاتحادات، المنتدى العربي الأفريقي اللاتينو – أميركي، الذي ينشط ضمن فعاليات منتدى أصيلة. وتبلغ قيمة الجائزة 10 آلاف دولار، وتمنح لصاحب، أو صاحبة، موهبة واعدة أثبت حضوره المتميز، بما نشره من إنتاج ينطوي على قيمة فنية عالية.

وأعرب الشاعر أخريف، الذي وُلد سنة 1953 بأصيلة، عن سعادته لحصوله على هذه الجائزة التي «تكتسب قيمة معنوية مهمة؛ لأنها مُنحت لي في مدينتي أصيلة، ولأنها تحمل اسم شاعر مبدع كنت على معرفة شخصية به، ويوجد بيني وبين شعره بعض الارتباط». وقال أخريف إنه تعرف شخصيا على أوتامسي، وذلك بموسم أصيلة الثقافي عام 1982، وقال إنه شخص متواضع يعطي انطباعا بأنه شخص بوهيمي، لكنه إنسان مثقف وقريب من النفس وحميم وكان معجبا جدا بالشاعر المغربي محمد خير الدين. وأضاف أن قيمة أوتامسي تكمن في كونه كاتبا شاملا لأنه يكتب الشعر والمسرح والنثر. وعبَّر أخريف عن إحساسه بالرضا لكونه استطاع أن يبتكر طرقا جديدة للشعر، موضحا أن الكتابة مسؤولية كبرى، وهي كذلك لعب بالنار وبالكلمات وباللغة، مضيفا أن الأهم لم يكتبه بعدُ، وهو ما يخلق لديه قلقا يجعله يستمر في الكتابة. والشاعر أخريف من أبناء أصيلة، وله عدة دواوين، من بينها: «وردة في الرماد»، «باب البحر»، «سماء خفيضة»، «ترانيم لتسلية البحر»، «شمس أولى»، «قبر هيلين»، «ضوضاء نبش في حواشي الفجر»، وأصدر عددا من الترجمات عن اللغة الإسبانية.

بدورها، أعربت الشاعرة ديان صين، التي وُلدت سنة 1969، عن بالغ سعادتها بفوزها بجائزة تشيكايا أوتامسي التي تحمل «اسم مبدع شامخ يكن له جيلي كامل التقدير والإعجاب، وتشكل إحدى أهم الجوائز التي حصلت عليها خلال مسيرتي».

وأكدت ديان صين، التي تعتبر ثاني امرأة تفوز بهذه الجائزة، أن هذا التتويج «يشكل تكريما للمرأة الأفريقية: الزوجة، والأم، وربة البيت».

من جانبه، قال أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة عضو لجنة تحكيم الجائزة: إن منح جائزة تشيكايا أوتامسي في إطار فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي، يشكل «اعترافا ووفاء لهذا الأخ الكريم الذي يعتبر من الرواد الأوائل الذين أسهموا في وضع اللبنة الأولى لهذا المشروع الثقافي الكبير».

وأعرب محمد بن عيسى عن قناعته بأن تعزيز التعاون (جنوب – جنوب) يجب ألا يقتصر فقط على الجوانب الاقتصادية والمالية، وإنما يتعين أن يتجذر أولا من خلال الجانب الثقافي وتلاقي النخب، مؤكدا أن تكريم القارة الأفريقية كان أحد الأهداف التي قام لأجلها موسم أصيلة.

وضمت لجنة التحكيم، التي ترأسها رئيس جمعية كتاب السنغال رئيس الفيدرالية الفرنسية للكتاب، أليون بادارا بيي، مدير دار ثقافات العالم بباريس، شريف خزندار، والكاتب والناقد الجزائري محمد ماغاني، والرئيس السابق لاتحاد كتاب الغابون جوستين منستا، والأستاذ الجامعي عمر شانكر من السنغال، والكاتب والناقد شارل أكيبود من جمهورية الرأس الأخضر.

واختار المنتدى شجرة «الباوباو» كدرع تقدم للفائزين بالجائزة، وهي شجرة منتشرة في السنغال، وتغنى بها الشاعر والرئيس السنغالي الراحل ليوبولد سيدار سنغور في كثير من قصائده. وقال محمد بن عيسى، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، لـ«الشرق الأوسط»: إن اختيار هذه الشجرة لتكون درعا لكل الجوائز، هو وفاء للرئيس سنغور الذي كان مؤسسا للمنتدى العربي الأفريقي، إلى جانب الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي. وأضاف أن اختيار الشجرة، التي هي عمل يدوي بسيط ينجزه الصناع التقليديون، هو أيضا تكريم للمهارات الأفريقية الشعبية.

وقدمت جائزة تشيكايا أوتامسي في حديقة تحمل اسمه ويتوسطها نصب تذكاري كتبت عليه إحدى قصائده. وهي حديقة تقع محاذية لسور مدينة أصيلة القديمة؛ حيث كان يحلو للشاعر أن يتمتع بمنظر غروب الشمس. واعتبر بيي أن أوتامسي كان شاعرا وروائيا ومسرحيا يتحكم في الفن السردي، حيث كان يكتب مسرحيات هزلية وأخرى تراجيدية وكان ينقل وينتج الصور والشعر المعتمد على الإيقاع والصور والرموز.