الإسماعيلية تنفض عباءة سياحة اليوم الواحد وتدخل أجندة التسوق

تجتذب آلاف المصطافين وتتنوع شواطئها على ضفاف البحيرات وقناة السويس

شواطئ الإسماعيلية الجميلة تسعى إلى جذب السياح لفترات أطول
TT

تستقبل شواطئ الإسماعيلية زائريها من مختلف أنحاء البلاد لقضاء الإجازة الصيفية بها والاستمتاع بجمال هذه المدينة الهادئة التي تجتذب المواطنين من كل مكان في مثل هذا الوقت من كل عام، حيث يحرص الكثير من الأفراد على قضاء عطلتهم الصيفية بالإسماعيلية كل عام.

وتتميز الإسماعيلية بكثرة شواطئها الجذابة التي تمتد بمحاذاة قناة السويس وعلى طول طريق البلاجات وكذلك بمنطقة «نمرة 6»، وكثير من هذه الشواطئ يتميز بالقدم والعراقة، حيث كان وما زال يوجد الكثير من الشواطئ التي أقيمت قبل ثورة 23 يوليو (تموز) 1952 والتي كانت تعد مكانا مفضلا لدى الأجانب الذين كانوا يعيشون بالمحافظة منذ إنشائها وحتى قيام ثورة 1952.

ومن أهم هذه الشواطئ وأشهرها شاطئ التعاون الذي يقع عند الكيلو 7 شرق الإسماعيلية - السويس (طريق القناة) بجوار النصب التذكاري للجندي المجهول بمنطقة جبل مريم، ويعد من أقدم شواطئ الإسماعيلية وبه كافيتريا ومطعم وكبائن للإقامة، ومن أقدم الشواطئ أيضا شاطئ الأسرة، وكان يعرف باسم «الفرنساوي»؛ فقد أنشئ من قبل الشركة الفرنسية لقناة السويس للترفيه عن العاملين بها ويضم قاعة للطعام وحديقة للأطفال وكافيتريا، كذلك شاطئ الشراع، وهو يتبع هيئة قناة السويس ويقع بمنطقة الجمرك على بحيرة التمساح، وبه مطعم وكافيتريا ومرسى للانشات الترفيهية، وأيضا شاطئ الدنفاه، الذي يتبع هيئة قناة السويس، ويعد من أروع شواطئ الإسماعيلية ويقع بمنطقة «نمرة 6»، ويطل على قناة السويس مباشرة، وبه العديد من الملاعب كرة القدم والاسكواش وغيرها من الألعاب، وأيضا حديقة للأطفال، وكذلك شاطئ التجديف ويتبع هيئة قناة السويس ويقع بمنطقة الجمرك بجوار نادي الشراع ويضم مدرسة لتعليم السباحة والتجديف ومسرحا لإقامة الحفلات الصيفية، ومن أجمل الشواطئ أيضا وأهمها شاطئ الفيروز، الذي يعد من أجمل شواطئ الإسماعيلية، وهو مصمم على شكل سفينة ومجهز بمطعم على نفس الطراز، ويتميز بوجود الملاعب الرياضية لكرة القدم والتنس والنادي الصحي وحمام للسباحة وكافيتريا وحديقة للأطفال، والكثير من الألعاب المائية، ويوجد بها مدينة ملاه كبيرة للأطفال، كما يضم الشاطئ 30 شاليها مميزا ومجهزا للإقامة.

وقال محمد خليل، مدير شاطئ الفيروز، إنه تم اتخاذ الكثير من الإجراءات استعدادا لاستقبال ضيوف الإسماعيلية، حيث تم عمل إصلاحات وصيانة لجميع المرافق داخل النادي من حمامات وأماكن للاستحمام على الشاطئ ودهان البرجولات وزيادة أعدادها بطول الشاطئ، وشراء أكثر من ألف مقعد، وتم كساء الشاطئ برمال جديدة، وزيادة المساحات الخضراء في النادي، وتطوير الكافيتريا والمطاعم، هذا بالإضافة إلى تشغيل أكبر نسبة من الطلاب خلال الإجازة الصيفية.

وعن الأنشطة والخدمات التي يقدمها النادي لزائريه، قال إنه يتم إقامة حفلات غنائية ترفيهية كل يوم جمعة على الشاطئ، بالإضافة إلى بعض الألعاب للأطفال وحمام سباحة، مشيرا إلى أن إدارة النادي قد تسلمت نحو 30 شاليها مكيفا وعلى مستوى عال من التجهيزات لإدارتها.

وأضاف بأن أعداد المصيفين قد قلت بشكل ملحوظ عن السنوات الماضية والسبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى الحالة الاقتصادية وما تعانيه الأسر المصرية من غلاء في الأسعار بشكل ملحوظ، بالإضافة إلى أن الأحوال الأمنية كان لها تأثير على الوضع الاقتصادي؛ فالاثنان يرتبط كل منهما بالآخر.

وأشار إلى أن نسبة تشغيل الشاليهات بلغت 70 في المائة، وذلك لأن كثيرا من المصطافين يفضلون سياحة اليوم الواحد، مضيفا أن أكثر الأفراد الذين يقبلون على الإسماعيلية هم من محافظتي القاهرة والشرقية.

وعن أكثر المعوقات التي تؤثر على قلة أعداد المصطافين وتقلل نسبة الإقامة لأكثر من يوم هو انتشار ورد النيل الموجود بكثافة على المياه مما يزعج الزوار، ويحتاج إلى مجهود كبير لإزالته، مشيرا إلى أنه في جميع دول العالم يتم استغلاله والاستفادة منه، كما أن الإسماعيلية لا يوجد بها أماكن ترفيهية كثيرة.

وفي ما يتعلق بما يمكن القيام به من أجل جذب مزيد من السائحين وجعل الإسماعيلية واحدة من أهم المدن السياحية في مصر، قال إنه يجب عودة الأمن بأسرع ما يمكن وضرورة وجود التزام من جانب الأفراد لأننا نعاني من حالة فوضى كبيرة، بالإضافة إلى أنه يمكن إقامة مدينة ملاه كبيرة ومتحف كبير وعلى مستوى عال.

وطالب أيضا بأهمية عودة مهرجان السياحة والتسوق مرة أخرى، الذي كان يقام في الإسماعيلية كل عام، إلا أنه تم إلغاؤه، مؤكدا أنه كان يساعد على الرواج السياحي في المحافظة.

والى جانب هذه الشواطئ الجميلة والعريقة يوجد أيضا العديد من القرى السياحية التي أنشئت حديثا لجذب المزيد من الزائرين والسائحين طوال العام، وأهم هذه القرى السياحية نادي «كامب البمب»، ويقع على مساحة كبيرة في طريق عمارة السياحي، ويحتوي على الشاليهات بالإضافة إلى كافيتريا كبيرة ومطعم وحمام سباحة، وكذلك القرية الأولمبية وهي تعد من أجمل الأماكن التي أنشئت حديثا في المحافظة، وقد تم بناؤها بطريقة هندسية بحيث تطل كل الغرف على قناة السويس، وتضم ملاعب رياضية وحمام سباحة و5 مبان للغرف الفندقية تشمل 140 غرفة ومطاعم، بالإضافة إلى مركز صحافي، وكذلك قرية ترفيهية بمنطقة جبل مريم وتضم حمام سباحة ومعسكرات وملاعب رياضية وقاعات مؤتمرات.

وعن الاستعدادات التي تقوم بها محافظة الإسماعيلية للموسم الصيفي هذا العام، قال عصام عطية، مدير السياحة في المحافظة، إن أهم الاستعدادات قد تمثلت في توفير الكثير من الخدمات للمواطنين والأفراد، حيث تقوم مديرية التموين بتوفير كافة المواد التموينية والسلع الأساسية بأعداد كبيرة، خصوصا مع زيادة نسبة الاستهلاك في فصل الصيف، هذا إلى جانب توفير الخدمات الصحية والمتمثلة في تمركز عدد من سيارات الإسعاف في الأماكن الرئيسية، وكذلك توفير وسائل النقل الداخلي من وإلى الشواطئ ومن أهمها «الطفطف» الذي يعد من وسائل المواصلات والترفيه في ذات الوقت.

وأضاف بأنه تم رفع كفاءة الشواطئ عن طريق عمل صيانة لها وردمها بالرمال لأن عوامل المد والجزر تزيد من عمق المياه فيتم ردمها مرة أخرى بالرمال لحماية الزوار من الغرق.

وقال إنه من أجل تأمين المصطافين وحمايتهم تم عقد دورة تدريبية على أعمال الإنقاذ للشواطئ قام بها الاتحاد المصري للغوص، يحصل من خلالها المتدرب على شهادة بممارسة أعمال الإنقاذ لأن إنقاذ أرواح الناس من أهم المواضيع التي يتم التركيز عليها، هذا بالإضافة إلى تجهيز بعض الشواطئ بغرف إسعافات أولية وضرورة وجود مسعف على الأقل بكل شاطئ.

وأكد عطية وجود عمليات متابعة مستمرة من جانب المحافظة ووزارة السياحة والوحدات المحلية تتم على المقاهي والمطاعم لمراقبة جودة الخدمات المقدمة، وكذلك الأسعار، مشيرا إلى أن هذه الاستعدادات لا تقتصر على الإسماعيلية فقط، وإنما على مدينة فايد أيضا، التي تستقبل أعدادا كبيرة قد تكون أكثر من مدينة الإسماعيلية، وذلك لأن واجهتها أكبر على البحيرات المرة وسهولة المواصلات إليها، وخصوصا من محافظة القاهرة.

وقال إن نسبة الإشغال في الشواطئ والشاليهات والقرى السياحية بداية من شهر يوليو (تموز) وحتى بداية شهر أغسطس (آب) بلغت 100 في المائة، وذلك لأن الإجازة هذا العام قد تأخرت بسبب امتحانات الثانوية العامة، كما أن شهر رمضان تقل فيه نسبة الزوار، وهذا أدى إلى قصر الموسم الصيفي بشكل ملحوظ هذا العام، مؤكدا أن أغلبية المصريين يفضلون التفرغ للعبادة بشهر رمضان، وليس من عاداتهم الذهاب إلى المصايف والتنزه خلاله، على أنه قد يمكن التغلب على هذه المشكلة بإقامة فعاليات تساعد على رواج السياحة في هذا الشهر الكريم، وأيضا لا تتعارض مع طقوسه مثل إقامة بعض الندوات والمسابقات بقصور الثقافة والمكتبات العامة، إلا أن ذلك يحتاج إلى توجيه من جانب الدولة ودعم مادي منها.

وفي ما يتعلق بموضوع استقرار الأمن ومدى تأثيره على جذب أعداد كبيرة من الزائرين، قال إن الأوضاع الأمنية في الإسماعيلية مستقرة إلى حد ما ولا يوجد ما يقلق المواطن أو يعرض حياته للخطر، مشيرا إلى أن ذلك أيضا يتطلب تعاونا ووعيا من المواطن مع رجال الأمن من أجل تحقيق استقرار أكبر بهذه المدينة الصغيرة.

وعن أكثر المعوقات التي تجعل الإسماعيلية غير جاذبة سياحيا بشكل كبير وتعتمد أكثر على سياحة اليوم الواحد، قال إنه «على الرغم من أن الإسماعيلية مشهورة بسياحة اليوم الواحد، فإن الأسباب التي لا تجعل السائح يقيم أكثر من يوم بها هي عدم وجود أماكن ترفيهية كثيرة بها فلا يوجد بها مراكز تجارية، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة التلوث في بحيرة التمساح، فإذا أردنا أن تكون الإسماعيلية مكانا مفضلا لقضاء أكثر من يوم، فعلينا أن نعالج التلوث بالبحيرة، وأن يكون بها مزارات مسموح بارتيادها وتوفير أماكن إقامة في حالة وجود وفود منتظمة».

وعن أهمية المهرجانات ودورها في تنشيط السياحة، قال إن الإسماعيلية مدينة المهرجانات، مثل مهرجان الهجن الذي كان يقام قبل ثورة يناير (كانون الثاني)، الذي تشترك فيه قبائل من مختلف أنحاء البلاد، وأيضا الكثير من البلاد العربية وجاري العمل الآن من أجل إعادة تنظيمه في أقرب وقت، وذلك بعد التنسيق مع الدول العربية الأخرى.

ويقول مجدي محمد عبد الوهاب، موظف يحرص هو وأسرته الصغيرة على زيارة الإسماعيلية كل عام، خصوصا أن أقاربه من أهالي الإسماعيلية مما يشجعه على زيارة الإسماعيلية وقضاء عدة أيام بها للاستمتاع بما سماه «مدينة السحر والجمال».

وأضاف أنه لم يشعر بالخوف أو عدم الأمان في الحضور هو وأسرته لقضاء إجازتهم هذا العام، بل إنه يرى أن الإسماعيلية أكثر هدوءا وأمانا من القاهرة، مشيرا إلى أنه يرى أن الأحداث التي تمر بها البلاد لم تؤثر على إقبال المصطافين وأن الأعداد في تزايد مستمر.

وقال إنه يتمنى أن يرى جديدا في المحافظة، حيث إنه لم يتغير شيء عن العام الماضي، حيث يطالب بوجود حديقة للأطفال لقضاء باقي اليوم بها، وضرورة الاهتمام بالمقاهي وزيادة أعدادها على الشواطئ لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الزوار.

وقال أسامة أبو الفتوح، الذي يعمل مديرا عاما للعلاقات العامة بإحدى الشركات، إنه يقيم هو وأسرته في القاهرة، ويحرص كل عام على زيارة الإسماعيلية وقضاء يوم ممتع بها ثم العودة مرة أخرى، مؤكدا أنه لم يتردد هذا العام في زيارتها ولم يشعر بأي خوف، مشيرا إلى أنه يرى أنه يوجد إقبال كبير على الزيارة.

وأضاف أنه يفضل سياحة اليوم الواحد بالإسماعيلية، وذلك لأن الإسماعيلية لا يوجد بها خدمات أو أنشطة تشجع على الإقامة بها أكثر من يوم، مؤكدا على ضرورة وجود أنشطة صيفية ووجود برامج ترفيهية للزوار.