اللبنانيون احتفوا بالفنانين أمادو ومريم حفاة في «مهرجانات بيبلوس»

رقصا وباللباس الأفريقي المزركش بكل الألوان

من حفل الثنائي أمادو ومريم ضمن حفلات مهرجان «بيبلوس» («الشرق الأوسط»)
TT

ليلة أفريقية بامتياز أحياها الفنانان الماليان الضريران أمادو ومريم مساء أول من أمس، على مرفأ بيبلوس القديم. الزوجان اللذان اشتهرا بأغنيتهما «جو بانس أتوا» أو «أفكر بك» كانا نجم السهرة ما قبل الأخيرة في مهرجانات جبيل. وبحضور حشد من الشباب، الذي جاء بالزي الأفريقي، متوشحا الألبسة الملونة الآتية من القارة السوداء، اعتلى الجمهور المنصات، وفضل من اشترى بطاقات للجلوس البقاء واقفا في حفل تميز بالرقص والمرح على أنغام موسيقى البلوز والبوب والروك والإيقاعات الأفريقية. وعندما احتدمت الأجواء التي أشعلتها مريم بعباراتها الحماسية، خلع الشباب أحذيتهم، وتخففوا منها لينطلقوا في جولات رقص لا تتوقف.

عزف أمادو على غيتاره الكهربائي ولعبت زوجته مريم دور المحمسة والمشجعة للجمهور على الانخراط في الرقص والقفز على وقع الإيقاعات، وتفاعل الجمهور وهو يستمع لأغنيات مثل «ولكوم تو مالي» أو «باتوما» وكذلك «أفريكا سوليدارتي». أغنيات بالفرنسية والإنجليزية، تشابهت في كثير من الأحيان بموسيقاها. ولم يتوقف الجمهور عن تصوير الفنانين الضريرين بنظارتيهما السوداوين، فيما كانت تذهب مريم لترتاح ويبقى أمادو صامدا مع غيتاره، وهو يغني ويعزف بصحبة بقية أعضاء الفرقة.

وكان الزوجان الفنانان اللذان باتت لهما شهرة عالمية قد التقيا عام 1977 وربط بينهما الزواج، كما جمعتهما الموسيقى، وقدما أول عرض موسيقي لهما في أبيدجان في ساحل العاج وبقيا هناك، وشاركا عام 2006 بأغنية لافتتاح كأس العالم، وذاع صيتهما، وحازا جوائز عالمية، وأصبحت جولاتهما حول العالم محط انتظار الجمهور.

الليلة الأفريقية في مهرجانات بيبلوس، كانت شبابية كالحفلات التي سبقتها، على أن تقدم حفلة أخيرة غدا، هي تعريف بفن الأوبرا، من خلال إشراك الحاضرين بلعبة التارو، وتبعا لما يختاره الجمهور من أوراق التارو سيغني الفنانون من لبنانيين وفرنسيين مقطوعات على أنغام موسيقى هاندل، موزار، ورافييل وآخرين. ويشارك في الغناء غدا سمارة سلامة، فادي جنبار، فابريس دي فالكو، جياني دو فيو. مهرجانات ذات حفلات كثيفة، تحاول أن تنهي برنامجها الذي يحتاج في العادة شهرين كاملين، في أسابيع قليلة، قبل حلول شهر رمضان، ولو تزاحمت المواعيد، وتضاربت. فغدا الجمعة، ثمة حفل للرقص المعاصر في بيت الدين بعنوان «بابل»، وأوبرا في جبيل، وكذلك عرض مسرحي غنائي في البترون بعنوان «عروس البحر»، وعلى الجمهور أن يختار ويتوزع بين المناطق تبعا لذائقته وما يشتهيه.