تونس تنظم مهرجانا للثورات العربية

محطته الأولى في العاصمة ثم يقدم عروضه في مصر وليبيا

TT

تحتضن تونس حاليا وإلى 30 يوليو (تموز) الجاري الدورة الأولى لمهرجان الثورات العربية. وتجوب فرقة «المرحلة» التي ستنفذ فقرات المهرجان محافظات سيدي بوزيد وجندوبة وقابس وصفاقس وسوسة والمهدية، على أن يكون العرض النهائي بتونس العاصمة. ويهدف هذا المهرجان الأول من نوعه في العالم العربي إلى «تجاوز الواقع العربي الحالي ومحاولة بناء واقع جديد ينهي الانقسامات العربية ويلغي كل الحدود الوهمية».

حول هذه التظاهرة، يقول الأسعد خضر مدير المهرجان، إن فكرة بعث مهرجان بهذه الفقرات هي بادرة جيدة ومتميزة لم يسبقنا إليها أحد على المستوى العربي، وهي تهدف بالخصوص إلى تأثيث المشهد الثقافي التونسي والعربي وخلق ثقافة واعية بين الشعوب العربية في زمن «الربيع العربي»، الذي أطاح بالكثير من المسلمات. وحول المسائل الأمنية التي قد تعوق إجراء مثل هذه الحفلات الكبرى، قال خضر إن المهرجان يعول على السلطات التونسية وعلى تفهم ووعي التونسيين على مواكبة مثل هذه التظاهرة الداعمة للثورات العربية. ويضيف خضر أن الأسعار قد لا تتجاوز في بعض الحالات 5 دنانير تونسية (3 دولارات أميركية) وهذا قد يشجع الجمهور على الحضور والتشجيع على إنجاح هذه التظاهرة التي سيذهب جزء من مداخيلها لدعم العائلات التونسية التي فتحت أبوابها أمام اللاجئين الليبيين.

وقال الأسعد خضر إن المحطة التونسية من مهرجان «الثورات العربية» ستليها محطات أخرى في كل من مصر وليبيا بما يدعم الثورة في هذين البلدين.

وقال سمير المهيري، عازف كمنجة بفرقة «المرحلة»، إن التظاهرة الفنية تنطلق من نقطة أساسية ألا وهي الاحتفاء بالثورة التونسية ومن بعدها الثورات العربية المتلاحقة، وهي تهدف إلى تجذير مجموعة من المبادئ الإنسانية والقيم الكونية الثابتة. وأضاف المهيري أن المجموعة الموسيقية التي ستنفذ مجموعة العروض عملت من خلال تصوراتها الجديدة على معالجة الواقع الثقافي الحالي والتوجه مباشرة إلى عروض ثقافية مميزة وهادفة تتماشى مع الواقع الجديد، وتمكن الجمهور من التمتع بأعمال فنية جيدة وبعيدة عن الأعمال الاستهلاكية التي أفسدت الأذواق طوال عقود من الزمن.

ويعمل مهرجان «الثورات العربية» على تجسيد البعد العربي للمهرجان من خلال إشراك مجموعة كبيرة من الفنانين العرب في هذه التظاهرة ودعوة فنان ساحة التغيير المصري مصطفى محمود للمشاركة في مهرجان «الثورات العربية» في دورته الأولى، كما يشارك من ليبيا الفنان وائل البدار من خلال أغاني «أم الشهيد»، و«رجال الميدان» و«الوطن».

وتتمثل المشاركة الفلسطينية بهذا المهرجان في الفنان زيد تيم مؤسس فرقة «حنين»، والفنانة سناء موسى، حيث يقدمان مجموعة من الأغاني المعروفة على غرار «زهرة المدائن» و«لو هدي يا بحر هدي» و«سنرجع يوما». أما بالنسبة إلى المشاركة التونسية فهي تتمثل في مجموعة من العناوين الغنائية على غرار «ارحل» و«البرزخ» و«تغريبة» و«الثورة العربية».

يذكر أن فرقة «المرحلة» الموسيقية تتكون من 26 عنصرا من بينهم 21 عازفا و5 ضمن المجموعة الصوتية، وقد عانت لسنوات من حالات التضييق التي قادها ضدها النظام السابق، وهي تحاول استرجاع أنفاسها بعد الإطاحة بنظام بن علي.