معرضان للكاريكاتير يوثقان للحياة في مصر قبل ثورة 25 يناير وبعدها

أحدهما فردي والآخر جماعي.. والفكاهة السوداء شعارهما

من أعمال معرض «في بيتنا ثورة» للفنان إبراهيم حنيطر
TT

برز فن الكاريكاتير كإحدى الأدوات المهمة التي توثق لثورة 25 يناير، وشهدت القاهرة خلال الأسبوع الحالي معرضين ساخرين يضمان لوحات كاريكاتيرية حول مصر بوجهيها قبل وبعد الثورة. ففي مكتبة مصر العامة بالجيزة، قدم فنان الكاريكاتير الساخر إبراهيم حنيطر 200 عمل في مجال الرسم والكاريكاتير، ضمها معرضه الفني «في بيتنا ثورة».

تجسد أعمال المعرض يوميات الثورة المصرية من خلال رسومات استخدم فيها الفنان إبراهيم حنيطر أسلوبه المميز في استخدام القلم الرصاص إلى جانب الكاريكاتير الملون، الذي ينفذه بأسلوب أقرب للإسكتش السريع مع التركيز على الأفكار اللماحة، كما تضمن المعرض كذلك بعض الأعمال الكاريكاتيرية التي منعت من النشر قبل الثورة، كما عرضت أيضا لوحته «شاهد على مصر» التي تعبر عن الحياة في مصر قبل الثورة، ولوحة «النفاق» وهي صورة أيضا من الحياة في مصر قبل «25 يناير».

يقول حنيطر لـ«الشرق الأوسط»: «لوحات المعرض تنتمي إلى الفكاهة السوداء، التي تعد حصيلة لإنتاجي الكاريكاتيري خلال أيام الثورة المصرية وما قبلها وما تبعها، فجاءت بما يشبه توثيقا للأحداث اليومية التي صاحبت الثورة، فمنها ما يعبر عن كونها انتفاضة شعبية خلال الأيام الأولى لها.. وهناك لوحات حملت أفكارا مستقبلية توقعت ما يدور في الأيام التالية للثورة، ثم ما تبع الثورة من إشكاليات حول الدستور وتدهور الحالة الاقتصادية وتعقب الفساد».

ويبين حنيطر أن من أبرز لوحات المعرض لوحة «رقعة الشطرنج» التي استبدل العساكر بها بجنود الأمن المركزي التي تحمي الملك، ولوحة «حقل القمح» الذي يظهر فيها «خيال المآته» يمثل النظام والغربان ترمز للمنتفعين. إلى جانب لوحات الإنسانيات التي تمثل حالة الإنسان المصري وما يعانيه من فقر وبؤس وغلاء المعيشة من حوله، والأعمال الأخرى التي تناقش كافة قضايا المجتمع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تثقل كاهل الفرد المصري بنظرة ساخرة.

كانت لوحات المعرض قد تم عرضها أولا بقاعات العروض بمتحف محمود سعيد بمدينة الإسكندرية، قبل أن ينتقل للقاهرة ويفتتحه وزير الثقافة المصري عماد أبو غازي، تكريما لصاحب المعرض الذي يعد من أبرز الفنانين المتخصصين في فن الكاريكاتير في مصر.

من ناحية أخرى، شهدت ساقية الصاوي الثقافية معرضا جماعيا بعنوان «ثورة الكاريكاتير»، بمشاركة 60 فنانا ينتمون إلى أربعة أجيال مختلفة، قدموا 470 عملا فنيا تتناول أحداث ما قبل وبعد وأثناء الثورة التي نشرت في الصحف المصرية، حيث تتحدث في مجملها عن قضايا الفساد والمحسوبية والتوريث، وتجسيد لما كان يحدث في ميدان التحرير.

ويعد المعرض، بحسب مسؤولي الجمعية المصرية للكاريكاتير المنظمة له، من أهم المحطات الكبرى لفن الكاريكاتير بعد ثورة 25 يناير، حيث تبرز الملامح الثورية والإصلاحية والمطالبة بالتغيير كأحد أهم معالم اللوحات والرسومات الفنية المعروضة، كذلك برزت التغييرات السياسية والثقافية على حرية الإبداع والخيال الفني غير المحدود لدى الفنانين المشاركين، ومن بينهم مصطفى حسين، وجمعة، وعمرو فهمي، ومن جيل شباب الفنانين أحمد يعقوب ومحمد الصباغ.

جدير بالذكر أن رسومات المعرض تتنوع بين لوحات بتعليق وأخرى من دون تعليق، كما يحتوي المعرض بجانب فن الكاريكاتير على فنون أخرى في الرسم كفن الخيامية لإبراهيم الدرديري، وقصاصات القماش لفاطمة حسن ولوحات أخرى بأساليب وتكوينات مختلفة. ومن المقرر أن ينتقل المعرض من القاهرة إلى مختلف المحافظات المصرية لجذب أكبر عدد من الجمهور.