ألان ديلون متهم بتزوير لوحة سيارته في سويسرا

هل تفلت خيوط السيطرة من يد النجم الفرنسي الحريص على سيرته وسمعة أولاده؟

الممثل مع زميلته النجمة كلوديا كاردينالي وابنته أنوشكا في مهرجان «كان»
TT

صدقت محكمة الاستئناف الفيدرالية في سويسرا حكما بتغريم الممثل ألان ديلون مبلغ 1500 فرنك سويسري (1300 يورو) لاستخدامه لوحة مزورة لسيارته. وأوضحت المحكمة أنها ردت الاستئناف الذي تقدم به النجم الفرنسي ضد حكم ابتدائي كانت محكمة الشرطة في جنيف قد أصدرته في حقه، الصيف الماضي. ولجأ ديلون إلى استخدام لوحة متحركة لأرقام السيارة، كان ينقلها بين سيارتين يملكهما، واحدة من نوع «مرسيدس» والثانية من نوع «بي إم دبليو».

وإذا كان نقل لوحة الأرقام من سيارة إلى أخرى مسموحا به في سويسرا، فإن الممثل خالف القانون عندما سعى إلى تصنيع لوحة، في باريس، مطابقة للوحة السويسرية، لاستخدامها في السيارة العائدة لشركة الإنتاج السينمائي الخاصة به، وذلك لتفادي نقل اللوحة من سيارة إلى أخرى. لذلك استند قرار المحكمة على أن اللوحة تعتبر مزورة، حسب القوانين السويسرية، لأنها غير صادرة عن جهة رسمية في البلاد. كما يتعين على المتهم دفع مصاريف القضية وقدرها 2000 فرنك سويسري.

وكان ألان ديلون، على غرار الكثير من نجوم السينما والرياضة والأزياء الفرنسيين، قد نقل إقامته إلى سويسرا وحصل على جنسيتها قبل 12 عاما، للتهرب من دفع ضرائب باهظة في فرنسا. ويملك الممثل شقة في حي راق في جنيف، وهي الشقة نفسها الواقعة في الطابق السادس التي كانت مسرحا لحادثة إطلاق نار تحدثت عنها الصحافة، في وقت سابق من مطلع الشهر الحالي. واستجوب المحققون المحليون ألان فابيان، أصغر أبناء الممثل، البالغ من العمر 17 عاما، لمعرفة سبب إطلاق النار أثناء حفل كان الولد قد دعا إليه عددا من الأصدقاء والصديقات. كما استمع المحققون إلى شاب آخر من أصدقائه. وحسب التحقيقات، فإن رصاصة انطلقت من سلاح ناري عائد للممثل، أثناء تدافع جرى بين صاحب الدعوة وأحد المدعوين، وتسبب في جرح بليغ في البطن لشابة كانت بين الحضور.

ديلون، الذي لم يكن موجودا في المكان وقت الحادث، هرع إلى جنيف ليكون بجانب ولده القاصر. وحسب المحامين فإن الحادث ليس أكثر من قضاء وقدر عرضي لا عمد فيه. وقد أكد ديلون أنه لا يملك أي سلاح في شقته، لكنه يحتفظ بقطعتين أو ثلاث في منزله الريفي الواقع جنوب باريس. وكان واضحا أن النجم الفرنسي الأصل الذي يقترب من الثمانين، الشهير بحرصه على أن تبقى صورته تحت السيطرة، لم يكن يريد لهذه القضية أن تأخذ أكثر من مداها، خصوصا أن محكمة فرنسية كانت قد نقلت، العام الماضي، حق حضانة ألان فابيان من والدته، عارضة الأزياء السابقة والممثلة الهولندية روزالي فان بريمن. وأنجبت بريمن من ديلون، أيضا، ابنة هي أنوشكا التي تقاسمت مع والدها بطولة مسرحية «يوم عادي»، التي عرضت على أحد مسارح العاصمة الفرنسية، مؤخرا.

بدأ الصراع على حضانة الابن أوائل صيف العام الماضي، عندما أعلنت والدته، في تصريح لصحيفة هولندية، أن ابنها يتعاطى المخدرات، وهي بصدد إدخاله مصحة للعلاج من الإدمان. وسارع الولد إلى الاتصال بأبيه لطلب الحماية، خصوصا أن تصريحات روزالي لم ترق للممثل الحريص على منع أي شائعات أو تقولات حول حياته الخاصة وحياة أبنائه. ومن جانبها، لم تسترح الأم للقاءات الكثيرة بين طليقها وابنهما الذي تريده بجانبها في جزيرة «سيلت» الألمانية التي كانت تمضي فيها إجازاتها مع زوجها الجديد، رجل الأعمال الإيطالي، روبيرتو أغوستينيلي. وبعد فشل المفاوضات بين الطليقين، تقدم ديلون بدعوى قضائية يطالب فيها بحق حضانة الولد المراهق، وحصل على حكم لصالحه.

لكن يبدو أن رعاية الأب لم تكن بأفضل من رعاية الأم. وفيما يخص حادثة الطلق الناري، كان يمكن للمسؤولية الجنائية أن تقع على عاتق الممثل النجم لولا مسارعته لتوكيل أفضل المحامين للدفاع عن نفسه وعن ولده. وقد تساءلت الصحف السويسرية عن أسباب وجود مسدس في حفل لجماعة من الشبان المراهقين في غياب شخص مسؤول أو بالغ؟ وكيف يمكن أن يكون في متناولهم؟

لا يحب ديلون الصحافيين الفضوليين الذين يسعون للنبش في ماضيه وابتداع سيرة غير مرخصة له. وهو قد دأب، طوال العقود الأربعة الماضية، على ملاحقة من يدس أنفه في صحنه، من دون رغبة منه، ونجح في منع إصدار كتاب كان الصحافي برنار فيوليه قد أعده عنه ودفع به إلى دار باريسية معروفة للنشر. لكن صاحب الدار سارع إلى أخذ رأي الممثل وأرسلت له نسخة من المخطوطة. وكانت النتيجة حصول ديلون على حكم قضائي بمنع توزيع الكتاب؛ فما الذي يخفيه الممثل الذي تربع على عرش الفتى الأول في السينما الفرنسية منذ خمسينات القرن الماضي، وحتى سنوات قلائل؟ هل هي علاقته الغامضة بمواطن يوغوسلافي كان سائقا له ولقي حتفه في ظروف غامضة؟ أم هي علاقته المتوترة بابنه البكر أنطوني من زوجته الأولى ناتالي، الذي تعرض للسجن بسبب القيادة بسرعة كبيرة وفي حالة سكر؟ أم أن ديلون لا يحب العودة إلى علاقاته المتعددة بالنساء، على الرغم من أن تلك القصص ما عادت تهم أحدا؟ لعله لا يحب، أيضا، ما تنشره الصحف عنه، بين الحين والحين، من أخبار حول ميول يمينية وتصريحات معادية للمهاجرين.

وعلى الرغم من كل ما يقال، يحاول ألان ديلون أن يبقى بمثابة «الأيقونة» التي لا تبهت. لكن يبدو أن الحظ لم يعد يقف بجانبه، والدليل قضاياه التي تعكر مزاجه مع العدالة. ألا يكفيه، اليوم، عزاء، عودة شركة باريسية كبرى للعطور إلى صورة قديمة له، يبدو فيها في أوج شبابه وسحره، لاستخدامها في واحدة من حملاتها الإعلانية الجديدة؟ إن الصورة المكبرة الموزعة على جدران باريس تشهد بأنه كان «الفرنسي الوسيم» الذي سحر هوليوود ووقف أمام أجمل نجمات أميركا وإيطاليا وألمانيا، فضلا عن حكاياته الشهريارية مع بريجيت باردو ورومي شنايدر وشيرلي ماكلين وآن مرغريت وميراي دارك وآن باريو وكلوديا كاردينالي.