إلغاء حفلة انتخاب ملكة جمال العالم للعارضات في لبنان

35 عارضة أزياء أجنبية كن سيشاركن فيها

ملكة جمال العالم للعارضات
TT

تفاجأ اللبنانيون بإعلان إلغاء حفلة انتخاب ملكة جمال العالم من العارضات العام الحالي، الذي كان مقررا أن يقام مساء البارحة في كازينو لبنان، كما أعلن عنه في مؤتمر صحافي عقده إيلي نحاس صاحب وكالة «ستايل إيفنتس» منظم الحفلة، الأسبوع الماضي. وعلى الرغم من استقدام المشاركات في الحدث، وعددهن 35 عارضة جئن من مختلف دول العالم لهذه الغاية، فإن مصيرهن قد يكون العودة دون الفوز بأي لقب يذكر؛ بسبب تقاعس منظم الحفلة عن تأمين الأوراق القانونية المطلوبة من قبل وزارة السياحة اللبنانية، كما أكد لنا الوزير فادي عبود نفسه في اتصال مباشر معه.

وتفاصيل القصة أن وزارة السياحة تفاجأت بالمؤتمر الصحافي والإعلانات المروجة للحدث، دون أن يكون لديها أي علم به، فاتصلت بمنظم الحفلة إيلي نحاس ليقدم لها الأوراق القانونية المطلوبة؛ ليعطى الترخيص اللازم، فوعدها خيرا، ولكنه لم يستكمل جميع المستندات المطلوبة، فأعلن الوزير عبود إيقاف الحفل إلى حين تأمين الأوراق القانونية اللازمة، وهنا ثارت ثائرة إيلي نحاس مهددا بفضح المستور، مشيرا إلى أن هناك مؤامرة تحاك ضده وهو لا يعرف مصدرها ومن يقف وراءها، وأن خسارته تقدر بآلاف الدولارات، وأنه لا بد سيقاضي المسؤول عن إلغاء الحفل؛ لأن في ذلك تشويها لوجه لبنان السياحي، إضافة إلى خسارة مادية سيتكبدها شخصيا بسبب هذا الإجراء.

وفي اتصال مع وزير السياحة، فادي عبود، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن لا مصلحة لديه في إلغاء أي حدث سياحي يجري في لبنان ويلمع صورته في هذا المجال، طالما لا يطرح أي علامات استفهام، ولا يتنافى مع القانون اللبناني. وقال: «لقد أبلغنا السيد إيلي نحاس ضرورة تأمين جميع الأوراق المطلوبة لإعطائه الترخيص، ولكنه لم يقم بذلك، واكتفى بإرسال بعضها عبر الفاكس، وعلى الرغم من أننا أعلمناه أن الوقت النهائي لتسليمنا إياها أقصاه في الرابعة من مساء الجمعة، أي قبل 24 ساعة من موعد إقامة الحفلة، فإنه لم يتجاوب معنا، وبذلك خسر الترخيص، فلم يعد يحق له إجراء الانتخابات المقررة مساء السبت 23 الحالي». وأضاف: «أرفض الرد على الاتهامات التي يرشقنا بها، ولا أنوي أن أنزل إلى هذا المستوى من الكلام.. وأكتفي بالقول إن أوراقه ناقصة، ولا أستطيع أن أغامر وأعطيه ترخيصا للحفلة وأنا لا أدري من هن الجميلات اللواتي استقدمهن، ومن هي لجنة التحكيم المسؤولة عن انتخاب الفائزة باللقب، وليس لديه كفالة مصرفية، إلى آخر ذلك من الأوراق المستلزمة لحصوله على الترخيص».

وتساءل الوزير عبود عن سبب اختلاق نحاس أسبابا وهمية واتهامات كاذبة؛ لتبرير تقاعسه في تأمين الأوراق المطلوبة من قبل وزارة السياحة، التي سبق أن أعطت هذا العام تراخيص مماثلة لمباراة مشابهة كانتخاب ملكة جمال لبنان، وانتخاب ملكة جمال المغتربات، وغيرهما من الحفلات التي تناولت ألقابا مماثلة.

من جهته أكد إيلي نحاس لـ«الشرق الأوسط» أنه من غير المسموح أن يصار إلى إلغاء الحفلة، لا سيما أنه، حسب قوله، قد سبق وسجل ملفها في قلم وزارة السياحة، وهذا الأمر لا يتم إلا إذا كانت الأوراق كاملة، وأن الوزارة لا يحق لها إلغاء الحفل بعد 17 يوم من الإعلان عنها والترويج لها إعلاميا وإعلانيا، وأنه سيقاضي المسؤول عن هذا العمل المضر بالصورة السياحية في لبنان، وخصوصا أنه استقدم من الخارج ستة من أعضاء لجنة الحكم المشاركة في الحفلة، ومن بينهم مدير الـ(fashion T.V) دنيس أومات، إضافة إلى المغني العالمي آدم كلاي، الذي كان من المنتظر أن يحيي الحفل في كازينو لبنان، أمام أكثر من مائتي شخص. وعن الخسارة التي سيمنى بها فقد قدرها بـ600 ألف دولار، إلا أن الخسارة المعنوية التي سيتكبدها بنظره هي الأهم.

وكان إيلي نحاس قد اتهم الوزير عبود بأن خلافه مع إدارة كازينو لبنان هي التي تقف وراء الأسباب الحقيقية للإلغاء، وأنه شخصيا ولضخامة الحدث لا يستطيع نقله إلى مسرح أو مكان آخر، خصوصا أن التمرينات والبروفات قد أعدت على مسرح الكازينو للفتيات المتباريات على اللقب، بإشراف الكوريغراف سامي خوري. وقال: «حتى لو كانت هناك أوراق ناقصة كان على الوزير أن يسهل لي الموضوع، ويسمح لي بإقامة الحفل لحفظ ماء الوجه مع المدعوين، وأن لا يضعني في هذا الموقف الحرج».

من جهته، أوضح ميشال حبيب لـ«الشرق الأوسط»، وهو أحد المستشارين الخاصين للوزير عبود، وأشرف شخصيا على تطورات هذا الملف، أنه على عكس ما يحاول إيلي نحاس إشاعته من أقاويل، فإنه شخصيا كان على اتصال معه، وحاول أن يكون معه إيجابيا إلى آخر حدود، إلا أنه لم يمتثل للبنود التي ينص عليها القانون اللبناني في هذا الإطار، فتلكأ في تقديم الأوراق المطلوبة، على الرغم من أن الوقت لم يكن لصالحه، مما ترك لدينا علامات استفهام كثيرة لم نستطع أن نجد لها أجوبة شافية حتى الساعة، مشيرا إلى أن نحاس باستطاعته أن يؤجل إقامة الحفلة وإجراءها لاحقا في حال أمن الأوراق القانونية اللازمة، وأنهم كوزارة سياحة لا يملكون أي مستند قانوني مفصل عن تفاصيل الحفلة. حتى الساعة لم يبد إيلي نحاس رغبته في إقامة الحفلة لاحقا، ومن المنتظر أن تعود الفتيات اللاتي كان من المرتقب مشاركتهن في المسابقة إلى بلادهن، وبينهن من جاء من روسيا وأوكرانيا وألبيرو وفنزويلا والدنمارك والسويد، وغيرها.