شباب على «فيس بوك» يدعون لمقاطعة مسلسلات رمضان

في مقدمتها «سمارة» و«كيد النسا»

غادة عبد الرازق في مشهد من مسلسل «سمارة» («الشرق الأوسط»)
TT

قبل أيام قليلة من حلول شهر رمضان الفضيل دخلت المسلسلات الرمضانية قفص الاتهام، واشتدت حدة الهجوم والغضب على عدد من المسلسلات التلفزيونية عبر صفحات الموقع الاجتماعي الـ«فيس بوك»، وأنشأ عدد من نشطاء الموقع صفحات كثيرة يطالبون فيها بمقاطعة 4 من المسلسلات المفترض عرضها خلال شهر رمضان.

يأتي في المقدمة مسلسل «سمارة» الذي تقوم ببطولته غادة عبد الرازق، وتأليف مصطفى محرم وإخراج محمد النقلي، وقد انضم للصفحة نحو 23 ألف عضو، حيث اتهم عدد من المشتركين بالصفحة الممثلة غادة عبد الرازق بأن تمثيلها وأداءها لا يتناسب مع شهر رمضان الكريم الذي يعرض فيه المسلسل، وانحسر جل التعليقات على الشكل الذي اعتادت أن تظهر به عبد الرازق في أعمالها سواء السينمائية أو التلفزيونية، خاصة أنها تقوم بتقديم رقصات غير لائقة في المسلسل – على حد قولهم - وهو ما جعل المسلسل يتم منع عرضه على شاشة التلفزيون المصري، علاوة على كونها واحدة من الفنانين المصريين الذين هاجموا ثورة 25 يناير (كانون الثاني) ودافعوا عن النظام السابق. ولأسباب مشابهة مع مسلسل «سمارة» أنشئت أيضا صفحة على موقع الـ«فيس بوك»، وصل عدد أعضائها إلى أكثر من ألف عضو، تطالب بمقاطعة ومنع عرض مسلسل «كيد النسا» بسبب احتوائه على قدر كبير من الإيحاءات غير اللائقة التي تقوم بها كل من فيفي عبده وسمية الخشاب، وهو ما يتضاد مع أخلاقيات الشهر الكريم.. وقد انقسم النقاش عبر الصفحة بين فئتين، الأولى بررت موقفها استنادا إلى دوافعهم الدينية، والفئة الثانية كانت ترفض الابتذال في شهر رمضان.

المعروف أن مسلسل «كيد النسا» تأليف حسين مصطفى ويشارك في بطولته أحمد راتب وميمي جمال وإخراج أحمد صقر.

وبعد أيام قليلة من الإعلان عن عرض مسلسل «الحسن والحسين» على بعض من الفضائيات المصرية، الحياة والنهار، والتحرير، أنشئت 13 صفحة على الـ«فيس بوك» يتراوح المشتركون في كل صفحة ما بين 30 إلى 70 عضوا تطالب بمنع عرض المسلسل، بعد أن قام مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف والأوقاف برفع دعوى قضائية ضد كل القنوات التي تعرضه، وطالبت بمنع عرض المسلسل، أو عرض أي مسلسلات دينية تظهر فيها شخصيات من آل البيت. وذكر أحد المشاركين في صفحة من صفحات المقاطعة أن امتهان سيرة هؤلاء الأئمة من قبل الممثلين سيؤدي إلى زعزعة ثقة الأمة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك سيرة الإمامين الجليلين الحسن والحسين، ما يورث خفة هيبة مقامهم في قلوب المشاهدين ويفتح باب التشكيك على المسلمين في دينهم.

وطالب المشتركون في الصفحات بأنه يجب على كل مسلم مقاطعة المسلسل والقنوات التي يعرض بها، ووصفوها بأنها قنوات تهدف إلى الربح والتربح من الإعلانات فقط.

ويتناول مسلسل «الحسن والحسين» فترة حرجة من التاريخ الإسلامي، تبدأ من اضطراب الأوضاع السياسية في عهد الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه - التي أدت لمقتله، وتستمر حتى استشهاد الحسين في كربلاء على يد جند معاوية بن أبي سفيان. والمسلسل يخرجه عبد الباري أبو الخير.

وكان للمغني «تامر حسني» النصيب الأكبر في حملة الهجوم والمنع لمسلسله الجديد «آدم» الذي من المفترض عرضه بعد أيام، فقد أنشئت له ما يقرب من 3 صفحات يتراوح عدد المشتركين فيها من 80 إلى 300 عضو، ورفعت إحدى الصفحات اسم «حملة مقاطعة مسلسل آدم لتامر حسني»، وهاجم المشتركون بالصفحات تامر حسني، ووصفوه بأنه يعتبر من أوائل من هاجموا الثورة في مصر، وطالبوا بغلق وعدم مشاهدة القنوات التي سوف تعرض أي عمل تلفزيوني لفنانين ممن أطلق عليهم القائمة السوداء.

وتساءل الكثيرون على صفحة مقاطعة مسلسل «آدم» كيف يهاجم تامر حسني الثورة، ويحول أحداثها إلى جزء هام في عمله التلفزيوني الأول؟

الناقدة الفنية ماجدة خير الله علقت على هذه الحملات قائلة: إن هذا النوع من حملات المقاطعة للأعمال الفنية لا يصلح إلا في السينما، وغير مناسب للتلفزيون، والسبب يرجع إلى أن الذهاب إلى السينما هو قرار ذاتي، أما التلفزيون فهو جهاز موجود بشكل دائم، وبالتالي سيكون قرار مقاطعة هذه الأعمال غير ممكن لنسبة كبيرة ممن يجلسون دائما في المنزل، ويجدون في هذا النوع من المسلسلات التي تسمى بالميلودراما التقليدية الأداة الوحيدة للتسلية والهروب من واقعهم، بالإضافة إلى أن النسبة الأغلب من جمهور التلفزيون ومشاهدي المسلسلات من ربات المنزل، والبعض منهم ذو تفكير مختلف.

وتؤكد خير الله على ضرورة وضع مساحة صغيرة من المفاجآت، والتي قد تتسبب في إغفال الناس عن المسلسلات جمعيها في رمضان حسب تطورات الأحداث في مصر، وهو ما قد يشير إلى احتمالية أن تكون أحداث الشارع في مصر أكثر إثارة وأهمية من المسلسلات والخلافات وحملات الهجوم عليها.