صندوق التنمية الثقافية بمصر ينتهي من إعداد متحف إنجي أفلاطون

تمردت على أرستقراطيتها وانحازت في أعمالها للفقراء

متحف إنجي أفلاطون
TT

انتهى صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية مؤخرا من تجهيز متحف خاص للفنانة التشكيلية الراحلة إنجي أفلاطون، وذلك بقصر الأمير طاز، بجوار قلعة صلاح الدين التاريخية، ويخضع المتحف الذي سيتم الإعلان عن حفل افتتاحه قريبا لبعض اللمسات الأخيرة ليكون لائقا بإنجاز الفنانة الراحلة.

وبحسب بيان للصندوق التنمية فإن المتحف سيضم ثماني وثمانين لوحة فنية من أعمال أفلاطون المتميزة، كما يضم مجموعة نادرة من مقتنياتها الشخصية، ومكتبة تضم مؤلفاتها، ومجموعة من الدراسات الفنية ألقت الضوء على تجربتها التشيكيلة، ودورها المتميز في مسيرة الحركة التشكيلية في مصر.

ومن جهته، أوضح المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الإدارة المركزية لصندوق التنمية الثقافية، أن المتحف تم إعداده انطلاقا من دور الصندوق في إبراز دور الرموز الفنية وتأثيرها في الحركة الفنية المصرية، منوها بأن المتحف سوف يتبع قطاع الفنون التشكيلية المختص بمثل هذه النوعية من المتاحف.

ذكر أن إنجي أفلاطون التي ولدت عام 1924 بقصر من قصور حي شبرا بالقاهرة وفي بيئة أرستقراطية، اهتمت من خلال لوحاتها بإبراز المرأة العاملة والزوجة المقهورة، لتصبح أعمالها إضافة بليغة إلى فن التصوير الواقعي، ونموذجا متقدما لتزاوج الموقف السياسي مع الإبداع الفني.

توفيت أفلاطون في أبريل (نيسان) عام 1989، تاركة وراءها سيرة حافلة لفنانة مناضلة اختارت بإرادتها الحرة الحياة بين عامة الناس والبسطاء بديلا عن حياة القصور والرفاهية. وقد بدأت طريق الإبداع الفني تلقائيا قبل أن تدرس فن الرسم دراسة أكاديمية، وبعد فترة التقت أحد الفنانين الذين أثروا في الحركة الفنية آنذاك وهو كامل التلمساني الذي أخذ يشرح لها الفن ويوجهها نحو تاريخ الفنون وفلسفة الجمال وقدم لها فنون التراث واتجاهات الفن الحديث من خلال المراجع والصور فانفتحت أمامها نافذة أطلت منها على عالم الفنون الحافل بالجمال، وكان ذلك من عام 1942 حتى 1945.

في مستهل حياتها اتخذت أفلاطون من السريالية منهجا للتعبير عن نفسها فنيا، فصورت كل ما خطر ببالها من أحلام وكوابيس بطريقة روائية، ويظهر ذلك في لوحات (الوحش الطائر) 1941، (الحديقة السوداء) 1942، و(انتقام شجرة) 1943، وفي نفس الوقت تقريبا بدأت إنجي أفلاطون مشوارها الفني مع جماعة «الفن والحرية» التي ضمت بين أعضائها محمود سعيد وفؤاد كامل.

وفي عام 1951 قدمت معرضها الخاص الأول الذي غلب عليه الطابع الواقعي الاجتماعي سواء في اللوحات التي عبرت فيها عن هيمنة الرجل على مقدرات المرأة أو اللوحات التي صورت الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال البريطاني مثل (لن ننسى) التي عبرت عن شهداء الفدائيين في معارك قناة السويس.

من أشهر أعمال إنجي أفلاطون لوحات: جمع الذرة، حاملة شجرة الموز، جمع البرتقال، الشجرة الحمراء، سوق الجمال، صياد بلطيم.

أقامت الفنانة إنجي أفلاطون الكثير من المعارض بالداخل والخارج، كما شاركت في معارض جماعية دولية من بينها بينالي ساوباولو 1953، بينالي فينيسيا 1952، 1968، بينالي الإسكندرية لدول البحر المتوسط الدورة (4) 1961، الدورة (6) 1965، معرض الفن المعاصر ببلغراد 1974، صالون (المستقلين) بباريس رقم (87) عام 1976 «قوميسير».. وشاركت في معرض الفن المصري المعاصر بباريس وكانت «قوميسير» المعرض.. ولها عدد من الكتب المهمة من أبرزها: كتاب «80 مليون امرأة معنا» 1947 و«نحن النساء المصريات» 1949، وكتاب «السلام والجلاء» 1951.

نالت إنجي أفلاطون جوائز محلية ودولية، منها جائزتان من صالون القاهرة عامي 1956، 1957، الجائزة الأولى في مسابقة المناظر الطبيعية التي نظمتها وزارة الثقافة عام 1959، وسام (فارس للفنون والآداب) 1985، 1986 من وزارة الثقافة الفرنسية.