«كرنفال الحمير» في دورته التاسعة في المغرب ينظم تحت شعار «العدالة والمساواة للجميع»

مسابقات لأسرع حمار وأجمل حمار وتوزيع جوائز نقدية وأكياس شعير على الحمير الفائزة

الفائزون في مسابقتي الجمال والسرعة في إطار فقرة «كرنفال الحمير»، ضمن فعاليات الدورة التاسعة من «مهرجان بني عمار» («الشرق الأوسط»)
TT

تميز اليوم الأخير من برنامج الدورة التاسعة من «مهرجان بني عمار»، التي نظمت تحت شعار «العدالة والمساواة للجميع»، بمدينة مولاي إدريس وقصبة بني عمار زرهون (وسط المغرب)، بتنظيم «كرنفال الحمير». وقال محمد بلمو، رئيس المهرجان: «إن تنظيم فقرة (كرنفال الحمير) هي احتفاء بهذا الحيوان، واعتراف بفضائله على المنطقة المعروفة بصعوبة تضاريسها وقسوتها، واستحالة دخول السيارات أزقة مدينة زرهون وقراها وبعض المدارات الفلاحية الوعرة، مما يجعل الحمار الوسيلة المثالية لنقل الأثقال بالمنطقة».

وتضمن برنامج الكرنفال إجراء مسابقة السرعة ومسابقة أجمل حمار، وفاز بالمرتبة الأولى، في سباق السرعة، الحمار «أعلاش ألا» (لم لا ؟)، وكانت الجائزة 2500 درهم (310 دولارات) ودرع المهرجان وكيسا من الشعير. وفاز بالمرتبة الثانية الحمار «كونزالو» والجائزة 1500 درهم (188 دولارا) وكيس من الشعير، في حين احتل المرتبة الثالثة الحمار «الخروبي»، الذي فاز صاحبه بـجائزة قدرها 1000 درهم (125 دولارا).

وبالنسبة لمسابقة الجمال، تم حجب مسابقة أجمل حمارة، لعدم وجود متسابقات بالمنطقة، فيما جرت مسابقة أجمل حمار وفق ضوابط وضعتها لجنة التحكيم، من بينها بنية الحمار وسلامته الجسدية، والقدرة على الترويض أو التعامل مع الحمار، فضلا عن الإكسسوارات والتزيين. وأسفرت المسابقة فوز الحمار «بيوض»، بعد حصوله على 230 نقطة، ليفوز بمبلغ مالي قدره 2500 درهم وكيس من الشعير ودرع المهرجان، فيما فاز بالمرتبة الثانية الحمار «ميسي»، بعد حصوله على 222.5 نقطة، وقد فاز بـ1500 درهم وكيس من الشعير، فيما فاز بالمرتبة الثالثة الحمار «مربوح»، بعد حصوله على 213 نقطة، وفاز بجائزة مالية قدرها 1000 درهم.

إضافة إلى «كرنفال الحمير»، تميزت التظاهرة بالكثير من الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية، منها حفل ختان أطفال الأسر المعوزة، وحملة بيطرية، وجولة استعراضية تقليدية للطائفة العيساوية، وقافلة للقراءة، مع تنظيم معرض كاريكاتير ومعرض للكتب وسهرات فنية، علاوة على تكريم فنان الكاريكاتير العربي، الصبان، والناقد والقاص، محمد إدارغة.

ومنذ برمجة فقرة «كرنفال الحمير»، صار منظمو «مهرجان بني عمار» يخصصون جانبا من جهدهم لدعوة الناس إلى التمييز بين المهرجان والكرنفال، والتشديد على أنهم ينظمون مهرجانا يتضمن فقرة تسمى «كرنفال الحمير» ولا ينظمون مهرجانا للحمير. وأبرز بلمو أن «كرنفال الحمير»، الذي طغى على البرنامج العام للمهرجان، بسبب فرادته واهتمام وسائل الإعلام به، ليس حبا فيه، لكن لأنه يوفر عنصر الإثارة الإعلامية، يأتي في سياق التصالح مع هذا الحيوان، عبر إعادة الاعتبار له باعتباره حيوانا نبيلا، ودحض الفكرة الجاهزة والأحكام السابقة حوله.

ويرى بلمو أن «كرنفال الحمير» يبقى صيغة عملية وإبداعية جريئة؛ لتحقيق التفرد وفتح آفاق واعدة، على اعتبار أن مراكمة التجربة والإشعاع ستجعل المهرجان قبلة المهتمين، مما سينعكس إيجابا على الحركة الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة، ويسهل الترويج للسياحة الثقافية والجبلية والقروية كعنصر إضافي، بجانب الفلاحة التي تعاني مشكلات، والأهم من كل ذلك، يضيف بلمو، أن «كرنفال الحمير» يشكل دعوة للتخلي عن المواقف والأحكام الظالمة في حق الحمير، كما أنه يوفر لأطفال القرى مجالا للمنافسة والتألق والنجومية.

وأشار بلمو إلى بعض الطرائف، التي ظلت ترافق تنظيم «كرنفال الحمير»، فقال: «كانت هناك حملة طبية أسهم فيها 12 طبيبا، واستفاد منها أكثر من 250 شخصا، وفي الوقت نفسه كانت هناك حملة بيطرية لفائدة البهائم استفادت منها نحو 200 دابة، من الحمير والبغال. أحد المشاركين في المهرجان صور فيديو لحمار قدم وحده إلى أن وصل نهاية الصف الخاص بالحملة البيطرية ووقف ينتظر دوره، في المقابل عانى المنظمون كثيرا من تزاحم الناس الذين كانوا يريدون الاستفادة من الحملة الطبية، من دون أن ينتظموا في صفوف أمام مكاتب الأطباء وصيدلية الحملة».