في برودة الشتاء ولهيب الصيف.. المدخنون يجلسون خارجا

بسبب حظر التدخين في أوروبا.. وغرامات تتراوح ما بين 30 يورو و600 ألف

بسبب حظر التدخين في عدد من المدن الأوروبية اضطر أصحاب المطاعم والحانات إلى وضع طاولات أمام المحلات للمدخنين (أ.ف.ب)
TT

منذ سريان حظر التدخين في عدد من المدن الأوروبية أصبح من المشاهد المألوفة رؤية المدخنين يقفون خارج أبواب المباني والمطاعم لتدخين سيجارة سريعة قبل العودة إلى الداخل. وفي لندن على سبيل المثال عمدت بعض المطاعم والمقاهي العربية إلى توفير طاولات بالخارج بعدد أكبر لتدخين الأرجيلة، وتشهد خلال شهور الصيف إقبالا واضحا من السياح والمقيمين على حد سواء وهو ما دفع بالأسعار عاليا وأصبح الحصول على طاولة خارج أي مطعم في أجواء الصيف الحارة مطلبا صعبا للكثيرين.

وفي إسبانيا التي بدأت تطبيق القانون في يناير (كانون الثاني) الماضي لم يتخل عدد كبير من المدخنين عن عادتهم التي رافقتهم لسنين وهو ما دفع بعض أصحاب الحانات والمطاعم إلى عمل تعديلات لاستضافة الزبائن المدخنين.

والحل الذي تحول إليه معظم أصحاب الحانات والمطاعم هو وضع الطاولات والكراسي على الأرصفة أمام الحانات والمطاعم.

و حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية فإن مناطق الجلوس الخارجية لم تنتشر بقدر ما هي منتشرة الآن حتى في الطقس السيئ في الشتاء أو في الصيف فإن مناطق الجلوس في ازدياد في مدريد والأماكن الأخرى.

وشددت القوانين الجديدة قيود مكافحة التدخين التي دخلت حيز التنفيذ عام 2006. فالقانون الأول حظر التدخين في مكان العمل. والآن التدخين محظور في نوادي الرقص والحانات ولا يسمح بمناطق خاصة للمدخنين رغم أن هناك عدد مدخنين أكبر نسبيا في إسبانيا من معظم دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. ويواجه المخالفون غرامة تتراوح ما بين 30 يورو و600 ألف يورو.

وقد غيرت مناطق الجلوس العديدة المفتوحة شكل الشارع في العاصمة الإسبانية بصورة كاملة فقال أوسكار لوبيز الذي يدير حانة لا ريبيرا في مدريد «لقد بدأت التخطيط لمنطقة الجلوس الخاصة بالحانة قبل عام، ولذلك لم أفقد زبائني المدخنين». وهو يمتلك الحانة منذ ثماني سنوات، ولكن فكرة وضع الطاولات والكراسي في الخارج جاءت إليه فقط مع حظر التدخين. وقال «الناس يحبونها وهي جديرة بالاهتمام بالنسبة لي».

ويمكن مشاهدة هذه الصيحة خارج العاصمة أيضا، فشمال شرقي مدريد في مدينة جوادالاخارا، هناك 40% زيادة في طلبات التصاريح الخاصة بمناطق الجلوس أمام المقاهي والمطاعم في شهور الصيف أكثر من العام السابق. وفي لوجو شمال غربي إسبانيا، تضاعف الرقم مقارنة بعام 2010.

ولا يحصل أصحاب المطاعم والحانات على هذه التصاريح مجانا. فقد دفع لوبيز إلى إدارة مدينة مدريد مبلغ 2000 يورو (2832 دولارا) للتصريح الخاص به والذي يسمح له بوضع طاولات أمام الحانة لمدة سبعة شهور. وفي العام المقبل سيكون عليه أن يجدد التصريح.

وقال إنه يعتزم أن يتقدم ثانية بطلب الحصول على التصريح لأنه يعتقد أنه استفاد منه.

وهناك عواقب أخرى للقانون الجديد. فعندما فتحت مناطق الجلوس أمام الحانات والمطاعم فور تنفيذ القانون، فإن الحانات والمطاعم التي طلبت شراء دفايات توضع في الخارج كان عليها انتظار تسلمها، وبدأ الناس الذين يعيشون بالقرب من الحانات والمطاعم يشكون من الضوضاء التي يحدثها المدخنون الواقفون في الخارج.

وقبل سريان تنفيذ قوانين مكافحة التدخين، فإن فكرة الجلوس على طاولة خارج حانة أو مطعم كان من الصعب استيعابها. ففي لوجو على سبيل المثال لم يتقدم أي مطعم بطلب تصريح لوضع طاولات وكراسي في الخارج خلال شهور الشتاء. وهذا العام، فإن كل مدير حانة أو مطعم تقريبا لديه مساحة في الخارج يريد تصريحا طوال العام.

وقال لوبيز إن شهور الطقس الدافئ كافية لوضع الطاولات في الخارج للمدخنين. ولتعديلها في شهور الشتاء، فإنه يحتاج إلى دفايات وخيمة شفافة.

وقال «لم أحصل على أي تصريح لمثل هذا الأمر هنا» مشيرا إلى أن سوق راسترو للبضائع والسلع المستعملة في مدريد يقام كل يوم أحد تقريبا أمام باب حانته مباشرة.