جدة بالأبعاد الثلاثية

مشروع شبابي للاعتناء بميادين عروس البحر

صورة جماعية لأعضاء الفريق من الشابات السعوديات («الشرق الأوسط»)
TT

الغرافيتي هو فن بحد ذاته، يصنف ضمن أبواب التعبير عن جمالية معينة في نفس فنان، ولكن البعض يراه عبثا، غير أن ما يراه عدد من الشبان السعوديين يعبر عن واقع مختلف تماما، وهو ما دعاهم إلى تبني فكرة تحويل ميادين مدينتهم إلى مواقع تحوي رسوما جمالية تلفت الانتباه والنظر.

الرسم على الجدران، هواية قادت لأن يلتزم مجموعة من الشباب السعودي ذكورا وإناثا من هواة الرسم، في جدة «غرب السعودية»، بتبني مشروع من شأنه تحويل بعض المواقع التي طالتها يد العبث، والأخرى التي لا تحوي معالم جمالية تتواءم مع عروس البحر الأحمر، إلى تحف فنية، تضيف جمالية على مدينتهم التي تعتبر ضمن أهم المدن من الناحية السياحية على مستوى السعودية.

الخطوة كانت ضمن مشروع اندرج في إطار فعاليات مهرجان «جدة غير 32» ليستهدف شريحة كبيرة من الشباب والشابات، في محاولة منهم للاستفادة من طاقات الشباب، وتوجيهها للعمل الإيجابي، وذلك من خلال التحول من تشويه الجدران، وأعمدة الكباري إلى تزيينها.

المشروع كما تروي آمنة محمد، إحدى المنظمات للفعالية «جدة بالأبعاد الثلاثية»، لـ«الشرق الأوسط»، يركز على رسم لوح ثلاثية الأبعاد على أعمدة كباري مدينة جدة، مؤكدة أن اختيار الرسومات لم يأت من عشوائية، فهي رسومات محددة ضمن إطار معين، جميعها مستقاة من ثقافة مدينة جدة وقعر بحرها.

ولم يغب عن بال فناني، وهواة جدة حين قرروا تزيين مدينتهم مراعاة خصوصيتها وأيضًا تأثير الأمطار عليها، حين استخدموا أجود أنواع الدهانات والصبغات لإنجاز رسوماتهم، إلى جانب رفعهم لها عن مستوى الأرض مترا ونصف المتر، تحسبا في حال هطلت الأمطار مجددا. وتشير آمنة إلى أن الفكرة الأساسية من المشروع، هي التحول من تشويه المدينة إلى تزيينها بطاقات شبابية، إلى جانب شغل أوقات فراغهم، وهو أمر من الممكن أن يعود عليهم وعلى مدينتهم بالفائدة.

ويمثل الازدحام المروري في شوارع جدة نوعا من الضغط النفسي والعصبي، على العشرين هاو من الفنانين المشاركين في المشروع، خاصة في موقع مثل «كوبري البيبسي» على تقاطع طريق المدينة مع شارع التحلية، الذي يعتبر الرئة التي تتنفس منها العروس، كونه أحد الكباري الحيوية. وقد استدعى عملهم في المواقع الحيوية إلى وجود حماية أمنية خلال فترة عملهم التي تمتد من الخامسة عصرا حتى التاسعة مساء.

هذا الأمر علقت عليه آمنة بقولها «نفضل أن توجد سيارة شرطة، بغرض الحماية وحفظ الأمن، وهو ما تم بالفعل حين أرسلت الجهات الأمنية المختصة دورية أمنية سرية للحفاظ على أمننا، على الرغم من مطالبة إحدى الجهات بترخيص رسمي، لكن ما دام الأمر يندرج في إطار فعاليات مهرجان (جدة غير 32)، فالأمر سهل للغاية، الغرفة التجارية في جدة تجري تنسيقا لمتابعة هذا الأمر، وهي على اطلاع بشكل دوري لما نقوم به».

وتابعت حديثها «هذا العام بدأنا من تقاطع شارع التحلية مع طريق المدينة عند كوبري البيبسي، ومن المتوقع خلال شهر أن نكون غطينا جميع أعمدة الكوبري، وفي حال لم ننته سوف نضطر للعمل إلى شهر شوال، فالعمل يتم وفق مجموعات بحسب الاتفاق».

جدة بالأبعاد الثلاثية مشروع تقوم عليه بالتنسيق مع الغرفة التجارية شركة «وايد آنجل»، و«تيمبو ستيبس»، وسوف يغطي المنطقة بالكامل، وسيتم العمل عليه لمدة شهر، وذلك وفق ما أوضحه المشرفون على الفعالية.