أسبوع للأفلام الإيرانية «المدبلجة» في القاهرة

في محاولة للبحث عن مكان في سوق السينما المصرية

TT

في محاولة للبحث عن مكان لها في سوق السينما المصرية، تقيم قناة «أي فيلم» الفضائية المتخصصة في دبلجة الأفلام الإيرانية باللغة العربية، أسبوع الأفلام الإيراني يستمر حتى نهاية الشهر الحالي، وذلك في أحد الفنادق الكبرى بالعاصمة المصرية القاهرة، تحت رعاية «الجمعية المصرية للفنون الجميلة والموسيقى» في مصر. وتعرض القناة التي تتبع الإعلام الإيراني الرسمي، خلال الأسبوع 10 أفلام مدبلجة باللغة العربية، تتنوع موضوعاتها بين أفلام الكوميديا والرومانسية والأفلام التي تتناول القضايا في المجتمع الإيراني، من أبرزها «نغمة الضمير» و«الرحلة الأخيرة» و«اللص الظريف» و«حلم التأشيرة» و«ضرة».

وكان قد حضر في اليوم الثاني من الافتتاح مجتبي أماني، القائم بالأعمال الإيراني لدى مصر، وبعض مسؤولي السفارة، بالإضافة إلى عدد من الفنانين وكتاب السيناريو المصريين ومسؤولي قناة «العالم» الإخبارية و«برس تي في» الإيرانيتين، وعدد من المهتمين بالسينما الإيرانية.

وقال حسين مرتضى، المنظم للمهرجان والمذيع بقناة «العالم» التابعة للإعلام الرسمي الإيراني، إن أسبوع الأفلام هو محاولة للتعاون بين مصر وإيران في مجال العمل السينمائي، لمواجهة الغزو الثقافي الغربي الذي يتعرض له العالم العربي والإسلامي. وأكد حسين مرتضى خلال كلمته، أن إدارة قناة «أي فيلم» وافقت على فتح مكتب لها في القاهرة، وأنه مع تحسن العلاقات سوف يتم ذلك قريبا، وأوضح أنه سيتم عرض أفلام إيرانية مدبلجة باللهجة المصرية بعد افتتاح المكتب وعودة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، على حد قوله. ولفت مرتضى إلى إمكانية عرض أفلام وثائقية، وأفلام باللغة الفارسية مترجمة بالعربية، لأنه في بعض الأحيان يفقد الفيلم رونقه وإبداعه في حالة دبلجته إلى أي لغة أخرى.

من جهته، قال سعيد علي، الملحق الإعلامي لمكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن «أسبوع الأفلام الإيرانية لم تقم السفارة أو أي مؤسسة حكومية في إيران على إقامته، بل تمت الدعوة إليه من قبل المؤسسات الخاصة بالسينما الإيرانية، ونحن سعداء به على الرغم من عدم تدخلنا ومشاركتنا في إقامته».

وأوضح سعيد أن دولة إيران تسعى دائما إلى التقارب مع شعوب العالم العربي، قائلا «نحن نرى أن الفن هو لغة العالم، لأن لغة الفن هي لغة مشتركة بين الجميع دون النظر إلى الجنس والنوع. والشعب المصري، وهو شعب ذو ثقافة وحضارة كبيرة، سعيد بعودة العلاقات ونحن أيضا سعداء بذلك»، مشيرا إلى أن المسؤولين المصريين أكدوا عودة العلاقات بين البلدين، وانتهاء الخلافات السابقة التي كانت موجودة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.

وأشار المتحدث الإعلامي إلى أن السينما الإيرانية بعد قيام الثورة في إيران عام 1979 أصبحت ذات إمكانات متطورة، والآن السينما الإيرانية تطرح نفسها على الساحة العالمية، وتنافس في العديد من المهرجانات وتحصل علي العديد من الجوائز.

وأوضح أن وفدا سينمائيا مصريا توجه إلى إيران منذ يومين، في محاولة لتوطيد العلاقات الثقافية والفنية بين البلدين، لافتا إلى أنه «حتى الآن لا يوجد شيء رسمي وملموس، وإنما هي نقطة بداية لبناء أرضية قوية بين البلدين».

وقبل مغادرته، اعتبر السينارست الدكتور يحيى عزمي، الأستاذ بالمعهد العالي للسينما في مصر، أحد أعضاء الوفد الذي توجه لإيران، أسبوع الأفلام الإيراني خطوة إيجابية، على الرغم من قلة الحضور وقلة الدعاية، كخطوة أولى للتقارب والتعرف أكثر على السينما الإيرانية، ومن المنتظر أن تتبعها خطوات أخرى.

وتحدث عزمي عن الوفد قبل سفره قائلا لـ«الشرق الأوسط»: «الوفد سيتوجه لإيران لفتح مجال للتعارف بين السينما المصرية والإيرانية، وفتح مجال وتبادل الأفكار»، واصفا هذه المحاولة بالجيدة في محاولة للتطبيع الثقافي بعد الثورة المصرية. وعلق عزمي حول إحجام السينما الإيرانية عن عرض بعض الأفلام، قائلا إن السينما الإيرانية تتناول بالفعل موضوعات وقضايا جريئة، ولكن في إطار رؤية أخلاقية مختلفة وتناول مختلف، لافتا إلى أن السينما الإيرانية ليس بها تزمت كما يعتقد البعض، فالسينما الإيرانية تنافس في مهرجانات عالمية وتحصل على العديد من الجوائز.