قناة «إم تي في» تحتفل بعيد ميلادها الـ30

أحدثت ثورة في عالم الموسيقى وأصبحت رمزا لثقافة البوب

المغني الأميركي أشار في قاعة بورصة نيويورك بعدما دق الجرس معلنا بدء المضاربة وذلك احتفالا بالذكرى 30 لعيد ميلاد «إم تي في»
TT

قدم فريق «داير ستريتس» البريطاني الأغنية الأولى عندما انضم إليهم المغني الذي أصبح معروفا باسم «ستينغ» لغناء «آي ونت ماي إم تي في» (أريد إم تي في الخاصة بي) في أغنية «موني فور نثينغ» (مال مقابل لا شيء). وخصص مارك نوفلر أغنية كاملة لقناة الموسيقى التي استمرت بعد ذلك لتلقي بظلالها على ساحة موسيقى البوب بالكامل. وفي ذلك الوقت كان هناك قناة موسيقية واحدة فقط.

وأثرت قناة «إم تي في» على عقد الثمانينات وسيطرت على عالم الموسيقي الشعبية في التسعينات، على الرغم من أنها لم تكن مؤثرة كما كانت في البداية، ومع ذلك تظل القناة قوة رئيسية مع احتفالها بعيد ميلادها الـ30 الذي صادف في أول أغسطس (آب). وبدأ كل شيء من خلال مايكل نيوسميث، المغني السابق بفريق «مونكيس»، بعد أن أدرك مزايا شرائط الفيديو الخاصة بالموسيقى خلال جولة ترويجية لأستراليا. ولم تعد الفرق الموسيقية مضطرة للوجود في استوديوهات للبرامج التلفزيونية كما أصبحت قادرة على ضبط وتشكيل الفيديو بشكل أكثر دقة من الأداء الحي المباشر على المسرح.

وتم تبني هذه الفكرة بسرعة من قبل صناعة الموسيقى التي شمت رائحة سوق جديدة كاملة، وهو الأمر الذي ثبتت صحته. وفي ذلك الوقت كانت قنوات الكابل تدخل مرحلة الازدهار في الولايات المتحدة. وكانت تلك القنوات في حاجة إلى مواد تذاع عليها؛ فلماذا لا يخصصون قناة لأشرطة فيديو الموسيقى؟

وفي أول أغسطس 1981، تم بث أول شريط فيديو على قناة «إم تي في»: «فيديو كيلد ذا راديو ستار»، وكان ذلك بعد منتصف الليل بقليل في ذلك التاريخ. وكانت «إم تي في» في حيرة لاختيار ما تبثه، حيث كان لديها أقل من 170 شريط فيديو على الأرفف، وكان نحو 20 في المائة منها لرود ستيوارت.

ومع ذلك فقد كان وقت الفكرة قد حان لكي تتطور، وشارك فيها الموسيقيون وشركات الشرائط والاسطوانات وشركات البث والجمهور المستمع. ونما سوق الموسيقى المرئية بشرائط الفيديو بدرجة كبيرة كادت تؤدي إلى الانفجار. وأصبح نشر الفيديو لا يقل أهمية عن تسجيل الإسطوانة فعلى سبيل المثال، ما كان أحد ليفكر في أغنيات مايكل جاكسون ومادونا وغيرها من الروائع التي لا تعد ولا تحصى دون شرائط الفيديو القصيرة الخاصة بهم.

وولد شكل فني جديد. وأبدع المخرج جون لانديس (بلوز براذرز) فيديو موسيقى البوب الأكثر تأثيرا في تاريخ الموسيقى لأغنية «ثريلر» لجاكسون. وأنفق «دوران دوران» أكثر من مليون دولار على أغنية «وايلد بويز»، وغنى مارك نوفلر في أول فيديو يتم باستخدام الكومبيوتر في أغنية «موني فور نثينغ».

وأصبحت «إم تي في» سريعا رمزا لثقافة البوب. وكان يتعين على أي شخص يريد أن يصل إلى سوق الشباب أن يظهر على القناة التي تميزت بالمونتاج السريع والتصوير المتحرك والمهتز. على الأقل، هذا ما كان يعتقده الجميع. في غضون ذلك، قال كلاوس بونكيه، أستاذ علم الاجتماع في جامعة ألمانية قام بدراسة تأثير التلفزيون على الشباب عام 1999، في تصريحات أوردتها الوكالة الفرنسية للأنباء: «لقد أدركنا أن تأثيره لم يكن في الواقع بنحو كبير للغاية».

وتابع: «الشباب يبحثون عن توجيه: ماذا أرتدي؟ ما هي الموضات الحالية؟ كيف أتصرف؟ وكانت (إم تي في) على المسار الصحيح، لكنها ظلت على الهامش»، معربا عن اعتقاده أنه تمت المبالغة في حجم تأثيرها.