الطفلة «براتز» تتمكن من تسديد لكمة بنجاح لـ«باربي» الخمسينية

المنافسة اتخذت من المحاكم الأميركية ساحتها.. وتنتهي بمنحها 309 ملايين دولار

مجموعة من عرائس براتز التي تنتمي إلى أصول عرقية مختلفة
TT

على الرغم من أنها ما زالت طفلة في العاشرة من عمرها فإن الدمية «براتز» تغلبت على الشهيرة الخمسينية «باربي» في جولة لم تكن هذه المرة على منصات العرض ودور الأزياء، وإنما اتخذت من المحاكم الأميركية ساحة لها.

تمحورت القضية الأساسية حول مزاعم «ماتل» أنه مبتكر دمى «براتز» عام 1999 عندما كان يعمل بدوام كامل لديها. بينما يؤكد كارتر براينت، الذي انتقل للعمل مع «إم جي إيه»، صاحبة العروس الجديدة في عالم الدمى، أنه ابتكر مجموعة «براتز» منذ عام، أي بعد تركه شركة «ماتل».

ومع ذلك لم يشعر فريق «براتز» بالرضا بعدُ، ويقول إنه سوف يسعى إلى الحصول على مبلغ تعويض أكبر عما سماه اعتداء «إجراميا» من قبل «ماتل». وقال المتحدث إيزاك لاريان: «سوف نقيم دعوى قضائية ضد بوب (ماتل) وبوب إيكرت، رئيسيها التنفيذيين، من أجل الحصول على تعويض كامل عن الأضرار التي ألحقتها الشركة بشركتنا».

بدأت هذه المعركة عندما زعمت شركة «ماتل» أن أحد موظفيها السابقين، وهو كارتر براينت، اخترع خط إنتاج من دمى «براتز» المراهقة أثناء عمله في الشركة وأن قرار تركه العمل في الشركة وتنفيذ الفكرة من خلال شركة أصغر هي «إم جي إيه» يعتبر أمرا يرقى إلى السرقة.

ووصلت القضية إلى ساحات المحاكم. ففي عام 2008 اتفقت هيئة المحلفين على أن براينت خالف شروط «عقد الاختراعات» الذي أبرمه مع «ماتل» بتنفيذ الدمية «براتز» التي اخترعها من خلال شركة منافسة.

لكن تم نقض الحكم في الاستئناف وأعيد النظر في القضية من جديد. في شهر أبريل (نيسان) من العام الحالي، قالت هيئة محلفين جديدة: إن شركة «ماتل» لم تقدم أي شيء يثبت انتهاك حقوقها، بل على العكس من ذلك، شركة «ماتل» هي التي تسرق الأفكار من شركة «إم جي إيه».

وكانت آخر جولة في الصراع الشرس بين الشركة المصنعة للدمية «باربي» ومنافستها الناشئة «براتز» قد انتهت بحكم أصدره قاضٍ في كاليفورنيا. جاء حكم القاضي بإلزام «ماتل»، أكبر شركة مصنعة لألعاب الأطفال، بدفع تعويض قيمته أكثر من 309 ملايين دولار إلى «إم جي إيه إنترتينمينت»، الشركة صاحبة الدمية «براتز» التي أنتجت بهيئات عرقية مختلفة منذ 10 سنوات. وكذلك يلزم الحكم الشركة بدفع المصاريف القضائية الناتجة عن مباراة مصارعة غير لائقة حول دمى بلاستيكية لفتيات.

وأكد الحكم، الذي أصدره القاضي ديفيد كارتر يوم الخميس الماضي، هذا الأمر، ولاقى ترحيبا كبيرا من إيزاك لاريان، الرئيس التنفيذي لشركة «إم جي إيه»، الذي رأى الحكم ثمرة سنوات كللت جهودا للتصدي للشركة المدعية. وقال في تصريح لصحيفة «لوس أنجليس تايمز»: «أشعر أنني أنصفت وسعيد للغاية، أنا سعيد من أجل (إم جي إيه) والعاملين بها وكل الذين صدقونا ولم يتخلوا عنا طوال تلك السنوات».

من جانبها، أشارت شركة «ماتل» إلى أنها لم تكن مستعدة للتصالح بين «باربي» و«براتز». وصرحت الشركة: «تعتقد شركة (ماتل) أنه لا يوجد سند أو دليل للحكم. ما زلنا ملتزمين بالتوصل إلى تسوية معقولة لهذه الدعوى القضائية».

وظلت إمبراطورية «باربي» بلا منافس حتى ظهور دمى «براتز» عام 2001. وحققت الأخيرة نجاحا كبيرا؛ حيث وصلت مبيعاتها السنوية في البداية إلى نحو مليار دولار، مما اقتطع من حصة «باربي» في السوق. أوضح الحكم، الذي صدر عن محكمة الاستئناف العام الماضي، بصراحة رأي القاضي، الذي اعتقد أن شركة «ماتل» لم تكن على حق في إبعاد «براتز» عن السوق. وقال القاضي أليكس كوزينيسكي: «لا يحق لشركة (ماتل) احتكار دمى ترتدي أزياء تتبع آخر صيحات الموضة أو ملابس رياضية باعتبارها أفكار حكرا عليها».

* «براتز»

* سنة الميلاد: 2001 الشركة الأم: «إم جي إيه إنترتينمينت» السعر: 9.97 جنيه إسترليني (15 دولارا أميركيا تقريبا) المبيعات: أكثر من 125 مليون دمية خلال الـ5 سنوات الأولى من إنتاجها الأرباح: تجاوزت المبيعات العالمية لدمى وإكسسوارات «براتز» مليار دولار في قمة ازدهارها عام 2005. وتباع دمى «براتز» في 70 دولة حول العالم.

* «باربي»

* سنة الميلاد: 1959 الشركة الأم: «ماتل» السعر: من 9.97 جنيه إسترليني (15 دولارا أميركيا تقريبا) المبيعات: بيعت أكثر من مليار دمية «باربي» عام 2009، وتمتلك نحو 90% من الفتيات الأميركيات الصغيرات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 3 و10 أعوام دمية «باربي» واحدة على الأقل بحسب شركة «ماتل» الأرباح: فاقت مبيعات «باربي» عام 2005 مبيعات «براتز» بنحو 3 مليارات دولار، لكن تراجعت هذه النسبة بنحو 13% مقارنة بعام 2004. وتباع دمية «باربي» في أكثر من 150 دولة، منها دول الشرق الأوسط التي أنتجت نسخة من هذه الدمية باسم «فلة».