الفنون الجميلة تتجه لجنوب فرنسا في موسم الصيف

مع بداية الإجازة الصيفية

متحف «بول فاليري» في سيتيه بالقرب من بلدة مونبيلييه (...)
TT

عندما تأخذ باريس كلها إجازة صيفية طويلة وتتهيأ العاصمة لظاهرة العودة إلى المدارس والعمل المعروفة، تتنافس المعارض الفنية في جنوب فرنسا مع بعضها بعضا لجذب محبي الفن.

ومن بين الأماكن الشهيرة وسط تلك المعارض متحف «بول فاليري» في سيتيه جنوب غربي مونبيلييه، الذي يتضمن برنامجه العديد من الفعاليات، مما يجعل الكثير من معارض باريس تتوارى في الظل. «خوان غريس تناغم الشكل واللون» هو عنوان أحد المعارض الذي يضم نحو 50 عملا للفنان الإسباني خوان غريس. أنتج غريس (1887 - 1927) 600 عمل فقط طوال حياته، ومن ثم فمن النادر العثور على أعماله ورسوماته. وقد أقيم آخر معرض مقارب في الحجم في مدريد عام 2005.

وإلى جانب بابلو بيكاسو وجورج براك، كان غريس من أوائل أنصار المدرسة التكعيبية التي أحدثت ثورة في الرسم والنحت الأوروبي. تقول مايته فاليس بليد، مديرة المعرض «لزمن طويل كان في ظل الفنانين على الرغم من أن ذلك غير مبرر. ومن بين منجزات غريس إعادة تفسير الحياة التقليدية، وهو أمر يصبح جليا في سيتيه».

ومن بين الفنون التي يمكن الاطلاع عليها حتى يوم 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل «منظر الخليج»، وهي صورة تغاير التكون الحقيقي لرسم غيتار وباب والمحيط وقطعة من السماء. تظهر كل تلك المكونات في شكل قطع في صورة لعبة ألغاز بانتظار تجميعها في شكل له معنى.

أما معرض «لويس فالتات.. فوفي من البداية»، فإنه يجذب الزوار لمدينة لوديف الساحلية الصغيرة جنوب فرنسا على بعد نحو 100 كم من سيتيه. وحتى يوم 16 أكتوبر، يعرض متحف الفنون الجميلة 180 عملا للفنان الفرنسي الذي عاش خلال الفترة من عام 1869 إلى 1952 وكان من بين مؤسسي الحركة الفوفية (التحرر من قيود التقليد). هذا النوع من الفنون مرتبط بشدة بالتعبيرية الألمانية.

كما يحتفل منتجع الريفييرا الفرنسي بستينية الفن المعاصر من خلال إقامة عدد من المعارض تربط أكثر من 300 فنان في 50 موقعا. ومن بين المعارض المشاركة متحف شاغال في نيس الذي يعرض ما يصفه بأنه «نمط آخر من الرسم»، إضافة إلى متحف بيكاسو في أنتيب الذي يعرض أعمالا للفنانة الفرنسية آيتشا هامو. ومنذ نهاية يونيو (حزيران) الماضي، أصبح الساحل الفرنسي المتوسطي يفخر بقبلة فنية أخرى هي متحف بيير بونار. والمبنى يرتفع لعدة طوابق في لوكانيه بالقرب من كان. المعرض مفتوح للجمهور منذ يوم 26 يونيو الماضي، والأعمال المعروضة تؤكد على الظروف الطبيعية التي اجتذبت الفنانين إلى تلك الأجزاء الجنوبية مثل الفراشة إلى الضوء.

أما معرض «بونار ولوكانيه.. الاستحمام في ضوء المتوسط» فيقدم أكثر الأعمال شهرة لرسامي الفترة من 1922 إلى 1947.