رؤية معالم الهند من مقاعد «التوك توك»

متسابقون من مختلف أنحاء العالم يشاركون في سباق «ريكشا تشالنج ـ مومباي إكسبريس 2011»

متسابقون يستريحون في عربات توك توك «ريشا» ملونة أثناء التوقف في بنغالور خلال سباق الريشكا (أ.ف.ب)
TT

كان المشهد اللافت لكل من استخدموا طريق مومباي - تشيناي إكسبريس السريع في الهند، خلال الأسبوعين الماضيين، هو وجود 14 توك توك (ريكشا) طُليت جميعها بألوان براقة حاملة لوحات معدنية بأسماء مضحكة وتشارك كلها في سباق «ريكشا تشالنج - مومباي إكسبريس 2011». وتم طلاء كل عربات التوك توك بألوان زاهية مثل البرتقالي والفضي وزينت بأنماط زينة وخرز ومشاهد أخرى شائقة.

إحدى هذه العربات تحمل صورة شخص أجنبي يحيي المارة، بينما حملت أخرى صورة فتاة بسروال فضي.

تراوحت أعمار هؤلاء المغامرين المشاركين في السباق بين 25 و27 عاما، جاءوا من المملكة المتحدة وتشيلي وإسبانيا وأستراليا ونيوزيلندا وآيرلندا وكندا، وجميعهم كانوا جزءا من مغامرة تمتد لمسافة 2000 كيلومتر. وصل عدد المتسابقين في مسابقة العام الحالي إلى 31 متسابقا دوليا يشكلون 14 فريقا جاءوا بهدف رؤية معالم الهند من مقاعد التوك توك، والمشاركة في «ريكشا تشالنج - مومباي إكسبريس 2011»، لجمع تبرعات للمشاريع المختلفة التي تقيمها منظمة راوند تيبل إنديا غير الحكومية التي تعنى بالمحرومين.

أقيم سباق التوك توك للمرة الأولى في الهند عام 2006، ويقام بانتظام منذ ذلك الحين. ويقول أندور، أحد المشاركين في المسابقة عن التوك توك: «إن التجربة، حتى الآن، تعتبر مرهقة؛ حيث إن الطرق سيئة للغاية ومليئة بالحفر. ويقوم كل متسابق في الفريق بالقيادة لساعة متواصلة وهذا كافٍ بالنسبة لنا، فالرحلة كانت مرهقة للغاية». وأشار إلى أن ما زاد من متعة الرحلة أنه لم يكن لديهم خرائط لكي يسيروا عليها. كان توك توك أندرو يقل فريقا من 3 أفراد هم أندرو نفسه وصديقاه ريتشي وجورجيا، وكانت تلك أول زيارة له إلى الهند. وقال: «قرأت عن سباق التوك توك على الإنترنت وقلت لنفسي إنه رائع. ما إن قرأت عنه حتى علمت أنني أود المشاركة فيه، لكن أكثر ما جعله أمرا مميزا بالنسبة لي هو أنه يهدف إلى نشر الوعي بشأن قضية اجتماعية».

ويقول ريتشي فالايز، 25 عاما، الذي يعمل مقدم خدمات مالية: «ينبغي أن يقال وزير المواصلات الهندي، ما السبب وراء سوء حالة الطرق الهندية على هذا النحو؟ لماذا لا توجد إدارة للمرور؟ يجب أن تطبق غرامات مالية كبيرة على انتهاك قواعد المرور. فمستخدمو المركبات في الهند يتمتعون بحرية في انتهاك قواعد الطريق». وأشار إلى أن نظام المرور سيئ وإدارة المرور أسوأ.

ويشير كريستيان غيل، مشارك من إسبانيا، إلى أن هذه المرة الأولى التي يقود فيها مركبة ذات سرعات. ويقول: «من الخطورة بمكان القيادة على الطرق السريعة الهندية، لكن التجربة لا تقدر بثمن؛ إذ يجب علينا أن نسأل السكان المحليين للتعرف على الطريق وإنهاء التحدي. والناس هنا متعاونون إلى حد بعيد».

ما زاد من صعوبة التحدي أنه لم يقدم للمساعدين بصورة رسمية أي خرائط أو معدات لمساعدتهم في التعرف على الطريق خلال الرحلة.

وتشكو جوانا باكهاوس، من المملكة المتحدة، من أن الطرق الهندية بها عدد كبير من الحفر، وهو ما يجعل الرحلة أكثر وعورة، لكنها أضافت أن التحدي كان مثيرا وأن العمل الخيري كان الملمح الأفضل.

وعلى الرغم من شكوى الجميع بشأن الطرق وإدارة المرور السيئة، فإنهم جميعا عبروا عن مدى حبهم للتجربة الرائعة في التعامل مع الأفراد، تشير كارولين (28 عاما)، من أستراليا، إلى أنها سعدت كثيرا بتشجيع الهنود للسباق. وتقول: «التقينا قرويين وصيادي أسماك وطلبة وتعاملنا معهم، كانت تجربة رائعة».

يقول آرافيند بريماناندام، أحد منظمي الحدث، في مقابلة معه عبر الهاتف: «كان الهدف الوحيد من السباق المغامرة في الهند عبر السفر، وبدلا من المرور من أماكن مختلفة، أردنا من المشاركين أن يتفاعلوا مع الأفراد، وقد اخترنا التوك توك كسيارة للسباق لأنه يعتبر أصدق تمثيل عن الهند، وتعددها».

من جانبهم، يبدي المتسابقون سعادة كبيرة بما لمسوه عن الهند خلال السباق؛ فيقول مايكل دياموند، الذي يعشق الذرة التي تباع على جانب الطريق: «على الرغم من توقعنا للحالة السيئة للمرور والطرق، فإن البلاد ككل جميلة، والشعب الهندي هنا ودود للغاية والطعام شهي إلى حد بعيد، أما الجزء الأفضل فهو سؤال الأفراد من أجل العثور على الطريق. كان علينا أن نطلب من الأفراد من يدلوننا على الطريق، لكننا كنا نصاب بالارتباك والحيرة في بعض الأحيان عندما يقول لنا شخص ما يمين ويشير ناحية اليسار».

أما ماغوي لينارس، من إسبانيا، فتؤكد أن المسابقة تلك ستكون قصة رائعة لكي تحكيها لأصدقائها لدى عودتها إلى إسبانيا. وتقول: «كان فريقي نسائيا خالصا يقود توك توك، وهو يمثل تحديا في الفوضى المرورية. وقد تلقينا تدريبا رسميا واعتدنا الآن على القيادة وسط الشوارع المزدحمة».

ويثني روس، متسابق من نيوزيلندا، بقوة على الهند وشعبها وطعامها الشهي.

وقال آرافيند بريماناندام، المدير الإداري لشركة «تشيناي إيفنت ماندجمنت سرفيسز»، منظم الحدث، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف إن السباق جمع ما يقرب من 100 ألف يورو.

وسوف يحصل الفائز على تذكرة دخول مجانية إلى سباق التحدي القوقازي، الذي يتألف من 6000 كيلومتر تمر عبر 11 دولة أوروبية وعداد توك توك كجائزة. السباق، الذي بدأ في مومباي في 30 يوليو (تموز) واستمر لمدة 14 يوما، مر عبر مدن أليباج وبوني ومهاباليشوار ورانتاغيري وباناجي موروديسوار مانغالور وميسور وبنغالور واختتم في مدينة تشيناي.