المسلسلات الرمضانية تستقطب أصوات المطربين اللبنانيين

وائل جسار فتح الباب.. ودينا حايك في المرتبة الأخيرة

دينا حايك ونانسي عجرم
TT

كما تستقطب المسلسلات الرمضانية نجوم الدراما التلفزيونية والسينمائية للظهور على الشاشة الصغيرة في موسم يحظى بنسبة مشاهدة عالية، كذلك تحولت هذه المسلسلات إلى حلبة منافسة بين المطربين، الذين وضعوا أصواتهم في خدمة المقدمات الغنائية لتلك الأعمال، التي تعرف عادة بـ«التترات» أو «الشارات» أو «الجنريك».

بين الدراما المصرية والسورية، يتوزع المغنون اللبنانيون ضيوفا مكرمين على الدراما العربية، بعضهم من خلال الصوت فقط، وبعضهم الآخر صوتا وصورة (دينا حايك ظهرت لها مشاهد أثناء تسجيل مقدمة المسلسل السوري «العشق الحرام»)، واللافت أن هذا النوع من الأعمال يمكن أن يحقق انتشارا أكبر من الذي تحققه أغنيات الفنان الخاصة، أحيانا لارتباطها وجدانيا بعقل المشاهد، وأحيانا أخرى لأنها تكون أجمل كلاما ولحنا من أغنياته الخاصة، وفي بعض الأحيان لأن الجمهور يتعلق بها جراء تكرار سماعها طيلة أيام الشهر الفضيل.

وتجربة غناء مقدمات المسلسلات الرمضانية، بالإضافة إلى ما يمكن أن تؤمنه من رصيد فني ومعنوي للفنان، فإنها تضيف أيضا إلى رصيده المادي، فبعض الفنانين يطالبون بمبالغ خيالية تتجاوز العشرين ألف دولار لقاء أدائهم لأغنية مسلسل رمضاني، بينما فنانون آخرون يفعلون ذلك، دون أي مقابل مادي، وفي معظم الأحيان بسبب علاقة الصداقة التي تربطهم بنجوم المسلسل، كما هو حال المطرب عاصي الحلاني الذي أدى بصوته، قبل سنتين، أغنية المسلسل السوري «بيت جدي»، نظرا للصداقة التي تجمعه بالممثل سامر المصري، الذي طلب منه أن يغني شارة المسلسل عندما التقاه في مهرجان الخالدية في السعودية فوعده خيرا، وعاد وكرر طلبه مجددا في بيروت، فوافق على الأمر، بعدما استمع إلى الأغنية، وأعجب بها كلمات ولحنا ووجد أنها تنسجم مع لونه الغنائي، بعيدا عن أي اعتبارات مادية أو شهرة إضافية يمكن أن توفرها له، على الرغم من أن أغنية «الشام العدية» حققت انتشارا واسعا بين الناس.

إلى ذلك يحرص بعض الفنانين على اختيار الأغنيات الهادفة، التي تبرز طاقاتهم الصوتية، كما هو الحال بالنسبة للفنان معين شريف، الذي خاض التجربة من خلال المسلسلين السوريين «الحوت» و«قاع المدينة»، فهو يعتبر أنه فضلا عن أن أبطال هذين العملين مهمون جدا، وهم من رشحوه شخصيا للغناء، فإن الأغنيتين تحملان رسالة مهمة في مضمونهما، هذا بالإضافة إلى أن أغنية مسلسل «الحوت» مدتها ثلاث دقائق، فيها أربع مقامات وتبرز أربع شخصيات مختلفة في صوته، ونجاحها هو الذي شجعه لتكرار التجربة في مسلسل « قاع المدينة».

وإذا كانت بعض أغنيات المسلسلات تمر مرور الكرام، وتنتهي مع انتهاء عرض العمل، فإن هناك أغنيات تترك بصمة عند الناس، وتحقق نجاحا لافتا، وفي هذا الإطار تعتبر أغنية «ضاع الحلم» التي غناها أيمن زبيب في مسلسل «الدبور» هي الأكثر انتشارا مقارنة بأغنيات المسلسلات الأخرى، ويرى زبيب أن السبب في ذلك يعود إلى أن بها كل مقومات النجاح كلاما ولحنا، فضلا عن أن مسلسل «الدبور» أعيد عرضه على شاشات التلفزيون أكثر من مرة، قبل أن يعرض الجزء الثاني منه هذا العام، وهذا ما جعل الأغنية تترسخ أكثر وأكثر عند الناس وتؤثر فيهم، كما أوضح زبيب أنه كان يفترض أن يعاد تسجيل الأغنية وبتوزيع جديد، قبل عرض الجزء الثاني، ولكن ضيق الوقت حال دون ذلك، كما يوضح زبيب «أي عمل ناجح يمكن أن يضيف إلى رصيد الفنان، كما أن الجمهور العربي أحب المسلسل وتابعه، ومن المعروف أن كل الأفلام والمسلسلات، تبدأ بأغنيات أو موسيقى تصويرية، وأنا لن أكون أول ولا آخر فنان يخوض تجربة مماثلة».

وبعيدا عن السائد والمألوف الذين ينتهجه كل المطربين عند الغناء «سولو» في مقدمات المسلسلات، خرجت نانسي عجرم عن القاعدة، وتعتبر تجربتها في مسلسل «ابن الأرندلي» هي الأولى من نوعها لأنها كانت عبارة عن دويتو غنائي، جمعها ببطل المسلسل النجم يحيى الفخراني، فجاء العمل مميزا بطابعه الكوميدي، يعكس خفة الدم و«الشقاوة» في الكلام واللحن، وهو الطابع الذي اشتهرت بتقديمه في أغنياتها الخاصة.

نانسي كررت التجربة هذا العام في مسلسل «سمارة» للفنانة غادة عبد الرازق، لأن الإعلان الخاص به أثر فيها كثيرا، كما أن الموسيقى الخاصة بالأغنية رائعة جدا، وتقول «الناس يتابعون المسلسل وهذا ما يجعلني أشعر بالسعادة لأنها وضعت اسمي على مقدمة عمل يحظى بنسبة مشاهدة عالية. ولا مانع عندي من تكرار التجربة في المستقبل، إذا توفرت فيها العناصر الجيدة على مستوى الكلمة واللحن، وإذا كانت تتوافق مع أسلوبي الغنائي، كما أنني أحرص على أن تكون الأغنية غير تقليدية ولا تشبه ما يقدمه الآخرون».

ويعتبر الفنان وائل جسار، «فاتح عهد» غناء مقدمات المسلسلات بين الفنانين اللبنانيين كما كانت له تجربة أيضا في غناء مقدمة فيلم «قبلات مسروقة». تجربته الأولى في غناء «التترات» كانت مع النجمين نور الشريف وسوسن بدر في مسلسل «الدالي»، وهو له شروطه قبل القبول بأي عمل، فهو لا يوافق على تجربة الغناء في المسلسلات الرمضانية، من أجل أسماء نجومها وشهرتهم فقط، بل أيضا يجب أن تكون أغنية التتر عبارة عن عمل متكامل، لحنا وكلاما، مثلها مثل أي أغنية خاصة يقدمها بصوته، ويؤكد جسار «السبب الأبرز الذي يجعل الفنان يُطلب لغناء مقدمات المسلسلات، يعود لكونه صاحب نجاحات فنية».

وإذا كان الفنان وائل جسار يأتي في مقدمة الفنانين اللبنانيين الذين فتحوا الباب أمام المطربين اللبنانيين لتقديم هذا النوع من الأعمال الفنية، فإن الفنانة دينا حايك تحتل المرتبة الأخيرة في هذا المضمار، فهي خاضت هذا العام أولى تجاربها، من خلال مسلسل «العشق الحرام»، وذلك بناء على طلب المخرج تامر إسحاق الذي اختارها دون غيرها من الفنانات، لأنه وجد فيها صوتا حنونا وحساسا يتناسب مع طبيعة العمل، أما بالنسبة إليها فهي تقول «الأغنية راقية كلاما ولحنا وتوزيعا ومستواها ليس عاديا على الإطلاق، ولذلك وافقت على طلب المخرج، خاصة أن الأغنية ستبث في رمضان، وفي هذا الشهر تحديدا يبتعد الفنان عن طرح أعمال جديدة له. وأنا لا أمانع من تكرار التجربة في السنوات المقبلة إذا توفر العرض المناسب».

بالإضافة إلى كل هؤلاء النجوم، كانت لفنانين آخرين تجارب مماثلة، من بينهم رامي عياش الذي غنى لمسلسل «قلب ميت»، وملحم زين الذي أدى «تتر» في مسلسل «أهل الراية»، وكارول صقر التي وضعت صوتها على أغنية مسلسل «الخبز الحرام»، وآدم الذي أدى جنريك مسلسل «قلوب صغيرة» وسارة الهاني التي غنت شارة مسلسل «صبايا».