في الوقت الذي كانت فيه شوارع الأحياء في المنطقة الشرقية تعج بعشرات الآلاف من الأطفال الذي احتفلوا منتصف شهر رمضان بواحدة من أقدم الفعاليات الشعبية التي ما زالت صامدة رغم السنين، وهي «القرقيعان»، كانت هذه الفعالية، تؤدى بشكل مسرحي في خيمة «أرامكو» الثقافية في الظهران، بحضور نحو عشرين ألفا من الأطفال وعائلاتهم.
وقد احتفل أطفال الشرقية مساء أول من أمس بـ«القرقيعان» حيث خرج الأطفال زرافات عصر أمس والبارحة يجوبون الشوارع في الدمام والقطيف والأحساء ينشدون الأهازيج ويحصلون على الحلوى والمكسرات.
وتحيي العائلات الخليجية في اليوم الذي يصادف النصف من رمضان بـ«القرقيعان» وهو أحد أبرز المورثات الشعبية القديمة، حيث تقوم العوائل بتزيين منازلهم وأحيائهم بالأنوار ابتهاجا بالـ«قرقيعان» وبتوزيع الحلوى على الأطفال الذين يجوبون الشوارع ويطرقون البيوت.
وفي الظهران، قال منظمو مهرجان «أرامكو»، إنهم سجلوا رقما قياسيا في عدد الزوار لليلة واحدة، حين وفد على المخيم الرمضاني نحو 18500 زائر، حيث كان الأطفال يرتدون الملابس التقليدية ويعتمرون فوق رؤوسهم «الطواقي» في حين كان البنات يرتدين الملابس المعروفة محليا وأزياء خاصة بهن، عبارة عن فساتين ذات ألوان زاهية ونادرة.
وشهدت الفعالية تنظيم أوبريت القرقيعان في خيمة الفنون المسرحية بأرض المهرجان، حيث نجح مخرجه ومؤلفه في تصوير الحالة الاجتماعية لهذه العادة السنوية عبر لوحات وأدوار قام بها عدد كبير من أطفال وممثلي جمعية الثقافة والفنون في مدينة الأحساء، مما أضفت هذه المشاهد متعة فاقت التعبير وأدخلت الجمهور الذي ملأ المسرح في جماليات ماضي هذه الاحتفالية عبر مقطوعات موسيقية ومعالجة درامية متميزة.
وقال مؤلف العرض المسرحي الذي حمل اسم «بهجة القرقيعان» الدكتور سامي الجمعان، مدير جمعية الثقافة والفنون في الأحساء، إن العرض يحيي هذه المناسبة التراثية بشكل فني مبسط في إطار غنائي يحوي دراما خفيفة، وقال الجمعان «بهجة القرقيعان يقدم فكرة القرقيعان بشكل بعيد عن التقليدية، فالنص يتحدث عن إحدى شخصيات ألف ليلة وليلة تترك كل لياليها وما تحويه من قصص وتاريخ بحثا عن المشاركة في ليلة القرقيعان مع بقية الأطفال، حيث تعتبر أن ذلك هو ما تريده بما تتخلله ليلة القرقيعان من فرحة للأطفال ينتظرونها كل عام».
وشارك في العرض بالإضافة للممثلين 36 طفلا، وفكرة العمل لإيمان الطويل، وعلياء بوطويبه، فيما كان السيناريو والحوار من تأليف سامي الجمعان، وصممت الأزياء علياء بوطويبه، وأخرج الأوبريت سلطان النوه وساعدته إيمان الطويل. وفي نهاية المشهد قام عدد من شباب وفتيات التطوع في «أرامكو»، يشاركهم ممثلو هذا الأوبريت، بتوزيع أكياس الحلوى والمكسرات على ضيوف المهرجان.