رمضان يبدل نشاط محال الفيديو في الرياض من الأفلام إلى تسجيل المسلسلات.. ويرفع إيراداتها 30%

بعضها يمتلك مكتبات مرئية للمسلسلات عمرها يتجاوز 20 سنة

أسهم شهر رمضان المبارك في رفع إيرادات محال الفيديو 30% جراء حجم الطلب على المسلسلات عوضا عن الأفلام («الشرق الأوسط»)
TT

بات شهر رمضان بالنسبة لمحال ومتاجر الفيديو في العاصمة السعودية، أفضل وقت لتحقيق أرباحا إضافية، بعد أن انتهزت هذه المحال فرصة ذروة الموسم الدرامي لتسجيل معظم المسلسلات التي تعرض في شهر رمضان، بقصد إعادة بيعها وتوفيرها للراغبين في امتلاك حلقات مسلسل معين، أو لمن لم يستطع مشاهدتها بسبب ظروفه في هذا الشهر الكريم، أو بسبب عرض العديد منها في التوقيت نفسه. وأجمع عدد من العاملين في محال الفيديو خلال جولة قامت بها «الشرق الأوسط» في حي الشميسي (وسط العاصمة)، وهو الحي الذي يشتهر في قلب العاصمة السعودية الرياض بكثرة متاجر الفيديو ويكتظ بالعديد من تلك المحال، على أن موسم بيع المسلسلات لا ينشط إلا في رمضان، حيث يعوضهم نسبة ركود مبيعات الأفلام في هذه الفترة، التي انخفضت لأكثر من 70 في المائة عما كانت عليه قبل دخول الشهر الكريم، كما أشاروا إلى ارتفاع في الأرباح بسبب بيع الحلقات المسجلة في هذا الشهر تجاوز الـ30 في المائة، ميزته عن الشهور الأخرى من حيث الدخل.

صابر محمود، مدير أحد محال الفيديو في العاصمة السعودية، أكد أن القبول الكبير الذي تشهده محالهم يأتي نتيجة تسجيلهم مسلسلات رمضان فقط، مشيرا إلى أن عدد الأشرطة والسيديهات التي باعوها منذ بداية الشهر وحتى الآن تجاوزت 240 شريطا و«دي في دي»، لافتا في الوقت ذاته إلى أنهم يضعون كل ثلاث حلقات في أسطوانة واحدة تباع بعشرة ريالات، مخمنا أن مبيعاتهم في نهاية الموسم قد تتجاوز 1200 شريط، وكشف صابر عن مكتبة مرئية كبيرة موجودة في محله، ممتلئة بأعداد كبيرة من المسلسلات سواء القديمة أو الجديدة، لافتا إلى أن لديه مسلسلات عرضت منذ أكثر من 20 عاما. وحول أكثر المسلسلات المطلوبة من الزبائن، اعتبر محمود أن المسلسل السعودي الذي يعرض على القناة الرسمية الأولى يغرد خارج السرب، حيث إنه يتفوق بمراحل عديدة على العديد من المسلسلات الأخرى من ناحية المبيعات، ثم يأتي في المرحلة التي تليه مسلسل «طاش ما طاش» ممثلا في أجزائه العشرة، مضيفا أن الطلب على الأفلام انخفض بشكل كبير تجاوز 70 في المائة نتيجة رواج المسلسلات في هذا الشهر الكريم، والقلة الملحوظة في متابعه الأفلام.

من جهته، لم يخفِ سليم خان، وهو أحد العاملين في أحد محال الفيديو، سعادته البالغة من الإقبال الكبير الذي تشهده محلات الفيديو، مؤكدا أن تجارة بيع المسلسلات لا تحتاج إلى جهد كبير أو مال، فكل ما تحتاج إليه هذه التجارة هو جهاز تسجيل وتلفزيون ووقت طويل يتم استغلاله لالتقاط موعد لبث برنامج متابَع ليتسنى تسجيله وبالتالي بيعه، مشيرا إلى تناوبه وعمال المحل على الجلوس أمام التلفاز لتسجيل المسلسلات، حتى لا يفوتهم أي مسلسل.

وأشار خان إلى أنهم وقبل موسم رمضان يستعينون بزبائن المحل، لتحديد المسلسلات التي تشهد إقبالا كبيرا، وفي أي قناة تعرض، حتى يتم التركيز عليها، وتسجيلها ونسخ أكبر عدد ممكن منها، معللا ذلك بأنهم أجانب ولا يعون كثيرا ما يفضله السعوديون من مسلسلات. وأشار خان إلى أنهم يتأثرون بنجاح أو فشل مسلسلات رمضان، وذلك بقلة أو زيادة المبيعات، مستشهدا بأنهم قبل ثلاثة مواسم حققوا مبيعات هائلة، وذلك بفضل تساوي ثلاثة مسلسلات من حيث قوة الحضور وزيادة الطلب، مما انعكس إيجابا على مبيعاتهم، مؤكدا أنه باع في ذاك الموسم قرابة 1350 شريطا.

وحول المسؤولية القانونية التي يمكن أن تطولهم في محالهم جراء بيع حقوق لا تعود إليهم، أكد صابر أن هناك مسؤولية قانونية يعونها جيدا، مشيرا إلى أن من ينشد الربح في محال الفيديو، لا يمكن أن يعتمد على بيع النسخ الأصلية للأفلام والمسلسلات؛ إذ إن الإنترنت سحب كل زبائنهم السابقين، فصار الاعتماد على بيع النسخ المسجلة من التلفزيون بشكل كبير، لضمان إيجاد مداخيل لمحالهم. أما عبد الغفور محمد، وهو أحد مديري تلك المحال، فقد رأى أن هذا الارتفاع في الطلب عليهم من حيث شراء النسخ المسجلة من المسلسلات، يعود إلى كثرتها وبثها بالتزامن بعضها مع بعض في وقت واحد، حيث يضطر بعض المهتمين بمشاهدة التلفزيون إلى الاستعانة بهم لتوفير بعض الحلقات، مقدرا الارتفاع الذي حصل في المبيعات بأكثر من 30 في المائة عما كانت عليه قبل دخول الشهر الفضيل.

وأبدى عبد الغفور استياءه من بعض مواقع الإنترنت التي تنافسهم في الدخل عبر توفيرها بعض الحلقات بشكل كامل وسريع دون مقابل مادي، إلا أنه أكد أنها مجرد منافس وليست احتكارا، فـ«الجميع يجد أرباحا من هذه المسلسلات، ومن يستطع حصر أكبر عدد ممكن من هذه المسلسلات، فإنه سيستطيع في المقابل الحصول على أكبر إيرادات ممكنة»، طبقا لوجهة نظره.