محمد العبدالله الفيصل.. صاحب الريادة والسبق في تأسيس المجلس الشرفي الأهلاوي

محمد العبدالله الفيصل صاحب الريادة والسبق في تأسيس المجلس الشرفي الأهلاوي
TT

لم يعرف الأهلي حقبة زمنية أفضل من تلك التي ترأس فيها الفقيد الأمير محمد العبدالله الفيصل هيئة أعضاء شرف النادي الأهلي كأول ناد سعودي يؤسس مجلسا شرفيا، حيث كان للفقيد الريادة والسبق في تأسيسه عام 1396هـ وقد ترأس المجلس في عدة فترات منذ تأسيسه، كما أنه حقق مع النادي العديد من الإنجازات التي سجلت باسم قلعة الكؤوس بالإضافة إلى إحضاره نجوما عالميين للعب في صفوف الفريق الأهلاوي بجانب المدربين الكبار الذين أحضرهم لتدريب الفريق.

ترأس الفقيد مجلس إدارة النادي الأهلي عام 1980، ومجلس أعضاء الشرف والفخريين حتى عام 2003 وأشرف على فريق كرة القدم بالنادي حتى ذات العام، وترأس اللجنة المنظمة العليا لدورة الصداقة منذ إنشائها عام 1997م إلى 2004م.

من جهته، اعتذر أحمد عيد حارس المنتخب السعودي السابق وعضو الاتحاد السعودي الحالي والصديق المقرب للفقيد عن الحديث من هول الصدمة، مكتفيا بالقول: لا أعلم ما أقول وما أتحدث به، فالصدمة كبيرة والمصاب جلل، مقسما أنه إلى ساعة حديثنا معه لم يستطع أن يستوعب الأمر، واستدرك قائلا إنا لله وإنا إليه راجعون.

في المقابل، وبكلمات تسبقها العبرة قال عبد الرزاق أبو داود عضو شرف النادي الأهلي بحزن: تلقيت صدمة وفاة الرجل الكريم الأمير محمد العبدالله الفيصل وتقف الكلمات في الحناجر ففي القلب غصة وألم للفراق وإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأل الله المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.

وأشار أبو داود إلى أن وفاة الفيصل هي خسارة جسيمة للوطن ولكل محب له، مشيرا إلى أن للفقيد العديد من المساهمات العظيمة والمآثر سواء خلال خدمته وطنه من منبر التعليم أم كرياضي امتدادا لوالده الأمير عبد الله الفيصل رحمهما الله.

وأوضح أبو داود أن الفقيد يعد رائدا من الرواد على جميع الأصعدة الثقافية والاقتصادية والرياضية، باعتباره إحدى الركائز الأساسية التي أسهمت في نهضة رياضتنا السعودية، من إسهامه في العديد من الأنشطة الرياضية ودعمها. وفي آخر حديثه رفع أبو داود أسمى آيات التعازي والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ونائبه الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني الأمير نواف بن عبد العزيز ولجميع أبناء الفقيد وبناته، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته.

وأضاف «كان الفقيد إحدى الركائز الأساسية في ثالوث الأهلي في التسعينات والتي مكنت الفريق من السيطرة من خلالها على معظم البطولات في تلك الفترة. والتي أشار إليها الفقيد بأنها من أجمل أيام العمر، حيث كان الأهلي فيها هو سيد البطولات وزعيمها المتوج». مؤكدا أن وجود الثلاثة إضافة إلى بقية رجالات الأهلي الأوفياء كان يشكل دعما قويا لعمل المدربين، ليرحل عنا صاحب الابتسامة النقية والإحساس المرهف والكلمة التي أثرت الساحة الشعرية بجميل العبارات وأروع القصائد الأمير محمد العبدالله الفيصل عن عمر يناهز الثلاثة وستين عاما، فهو العاشق لليل والبحر تربطه بجدة وسكانها «عشرة عمر» فمن يعرفه لا يمل مجلسه وهو الساحر في طرحه والواضح في أطروحاته، والحالم في كتاباته.

وفضل الأمير محمد العبدالله الابتعاد عن الساحة الرياضية بعد ركض طويل ومثمر استمر لسنوات، في حين لم تكن الساحة الشعرية هي الأخرى في معزل عن ابتعاده، ليبتعد المحب عن معشوقته الرياضة بعد صولات وجولات سجلها.

وورث الفقيد محبة مجالي الشعر والرياضة أبا عن جدا، خصوصا أن والده الأمير عبد الله كان شاعرا فذا إلى جانب أنه من أسس الرياضة في المملكة وأكسبها الصفة الرسمية وأعطاها الضوء الأخضر للانطلاق، حيث كان الفقيد يجد أن الجمع بين الشعر والرياضة ليس صعبا، كون كل منهما فن قائم بذاته وقد لا توجد بينهما علاقة مباشرة ولكنهما يسيران في خطين متوازيين.

وأسهم الفقيد بشكل قوي في نهضة الكرة السعودية، باعتبار أنه أسهم في وضع القواعد الأساسية للعب في البطولات استنادا على اللائحة الداخلية بالأندية، ليفضل الترجل عن الساحة الرياضية رغم أنه كان لديه الكثير ليقدمه ويثري به جماهيره إلا أنه فضل الانسحاب بهدوء، مشيرا في حينها إلى أن الأهلي سيظل قويا إلى الأبد، حيث قال: هناك في النادي حاليا عقليات أفضل بكثير من عقليتي، غير أن المادة هي التي تعوقهم، فأنا أختلف عنهم أن لدي المادة لأنها الركيزة الأساسية في أي عمل، وصدقني أن فكرا بلا مادة لا يساوي شيئا، كما أن مادة بلا فكر أيضا لا تساوي شيئا، ومتى ما توفرت لهم المادة سترون نتاج ذلك، فالعين بصيرة واليد قصيرة، ولو دعموا بالشكل المطلوب لرأيتم أفضل مما سبق، ويعيبنا نحن السعوديين الحكم المتسرع وعدم منح الآخرين الفرصة الكافية.

والفقيد من مواليد عام 1943 بمكة المكرمة، قضى ما يقارب عشر سنوات بسويسرا لإكمال دراسته الثانوية والجامعة، أجاد معها التحدث بالفرنسية كون الدراسة في تلك الفترة تتم بثلاث لغات ومن الضروري على الطالب اختيار إحدى اللغات المطروحة.