تونس: «مانفستو الثقافة».. عروض رمضانية مجانية

مع ورش للإبداع والمشاركة في هذه التظاهرة بالأحياء الشعبية «المحرومة»

TT

لم يكن من السهل على شباب الأحياء الشعبية المحيطة بالعاصمة والمدن الداخلية المحرومة التمتع بعروض ثقافية راقية أو إبراز طاقاتهم الإبداعية طوال عقود من الزمن. الثورة الأخيرة غيرت الكثير من المعادلات، وأصبحت تلك المناطق المحرومة في صدارة الاهتمامات الجديدة، باعتبار أن الثورة قامت ضد التوزيع غير العادل لكل شيء، بما في ذلك العروض الثقافية.

شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية أصبح رمزا للثورة التونسية؛ إذ إنه كان الفضاء الأخير الذي حشد آلاف التونسيين في يوم 14 يناير (كانون الثاني)، وهو ما أدى إلى الإطاحة بنظام بن علي. هذا الشارع أصبح مفتوحا اليوم أمام تظاهرة «مانفستو الثقافة» التي انطلقت أخيرا وتتواصل إلى يوم 25 من هذا الشهر.

حول هذه التظاهرة التي تجمع الكثير من الفنون دفعة واحدة، قالت فاطمة جغام المنسقة للتظاهرة: «إن أحياء شعبية كثيرة من مختلف جهات البلاد تفتقر للفضاءات الثقافية، وحُرم تبعا لذلك شبابها لسنوات من تعاطي الأنشطة الثقافية وصقل مواهبهم، هؤلاء الشباب من حقهم اليوم المطالبة بثقافة بديلة تقاطع ممارسات الماضي»، وأضافت أن هذه التظاهرة تعمل على نشر «تعبير فني حر وملتزم».

الطريف في تظاهرة «مانفستو الثقافة» أن بدايتها كنت ببادرة من مجموعة من شباب حي التضامن قبل ثورة 14 يناير في إطار ورشات للإبداع والمشاركة في هذه التظاهرة، تعبيرا من شباب الأحياء الشعبية المحرومة «عن غضبهم والمطالبة بتحقيق الحرية والكرامة»، وأراد هؤلاء أن يكون شارع الحبيب بورقيبة فضاء مفتوحا لإقامة مجموعة كبيرة من العروض الفنية تعكس المواهب المغمورة وتبرز اهتمامات الشباب وطموحاتهم.

ويسهم شباب من عدة أحياء شعبية بالعاصمة، إلى جانب ولايات القصرين وسيدي بوزيد، وممثلون عن مكونات المجتمع المدني وأساتذة جامعيون وشخصيات ثقافية معروفة، في إنجاح هذه التظاهرة.

وإلى جانب العروض الفنية الليلية تقترح تظاهرة «مانفستو الثقافة» معارض للفنون التشكيلية وورشا ومنحوتات فنية وموائد مستديرة وندوات على غرار ندوة «الممارسة الفنية خارج الجدران وتأثيرها على الشارع التونسي» يشرف عليها التونسي حافظ الجديدي، إلى جانب مائدة مستديرة حول أدب السجون يشرف عليها الصادق بن مهني، «وشارع الفلسفة» الذي يشرف عليه التونسي لطفي بن عيسي، وكذلك «التعبيرات الفنية الروحية» التي يشرف عليها التونسي محمد بالحاج سالم.