كتاب يسجل عادات وتقاليد مصرية خلال 150 عاما

«وحوي يا وحوي.. رمضان صور وحكايات»

TT

يسجل كتاب مصور صدر في القاهرة أمس الاثنين حكايات وطرائف عن عادات مصرية في شهر رمضان، إضافة إلى طبع «الإمساكية» التي تحدد مواعيد الإمساك عن الطعام والشراب منذ الفجر وتشمل أيضا مواعيد الصلاة.

ولا يحدد ياسر قطامش مؤلف الكتاب متى طبعت أول إمساكية، ولكنه يرجح أنها طبعت في عصر محمد علي الذي تولى حكم مصر عام 1805، ويورد الكتاب إمساكية لرمضان عام 1262 هجرية/ سبتمبر (أيلول) 1846 ميلادية، وطبعت بـ«بولاق مصر القاهرة» على ورقة صفراء ذات زخارف طولها 27 سنتيمترا وعرضها 17.5 سنتيمتر.

وكتب على الإمساكية التي تحمل صورة محمد علي «أول يوم رمضان الاثنين ويرى هلاله في الجنوب ظاهرا كثير النور قليل الارتفاع... ومكثه خمس وثلاثون دقيقة». أما مواعيد الصيام والصلاة، فكتبت بالتوقيت العربي، فمثلا موعد أذان الفجر 9.25 عربي وتساوي 3.25 فجرا بالتوقيت الذي نتعامل به حاليا.

ويقع كتاب «وحوي يا وحوي.. رمضان صور وحكايات» في 269 صفحة ويضم أكثر من 140 صورة، وصدر عن الدار المصرية اللبنانية.

ويورد الكتاب إمساكية رمضان 1356 هجرية /نوفمبر (تشرين الثاني) 1937، وصممها وطبعها توفيق علي هدايت أفندي التاجر بمدينة بورسعيد الساحلية وحرص على وضع صورته أعلى الإمساكية تليها صورة رئيس الوزراء مصطفى النحاس، ثم صورة الملك فاروق وكان صبيا في السابعة عشرة. وكانت هذه الإمساكية جزءا من كتيب يبلغ 28 صفحة من القطع الصغير (كتاب الجيب) يضم إعلانات عن بضائع هدايت وخلاصة أحكام الصيام وصفحات بيضاء لمن يريد تدوين مذكراته ومواعيده. ويقول قطامش إن صاحب هذه النسخة من الإمساكية كتب فيها «27 قرشا لزوم سهرة مع فيلم (سلامة في خير) للريحاني والسحور خارج المنزل مع حرمنا الست بهيجة والأولاد».

ويسجل أن مشاهدة الأفلام والمسرحيات الغنائية كانت جزءا من طقوس ليالي رمضان بالقاهرة، ففي عام 1915 كان يمكن بعشرة قروش الذهاب إلى «تياترو الأوبرا السلطانية لتشاهد جوقة جورج أبيض وسلامة حجازي في رواية (الحاكم بأمر الله) أو تسهر مع الشيخ سيد درويش وهو ينشد.. حب الوطن فرض عليا - أفديه بروحي وعينيا».

ويقول المؤلف إن سهرات رمضان عام 1935 كان أبرزها في دار الأوبرا الملكية التي افتتحت موسمها يوم الخميس 16 رمضان 1354 الموافق 12 ديسمبر (كانون الأول) بنخبة من الممثلين والممثلات. وكان سعر التذكرة سبعة قروش للصالة.

ويسجل أن فيلم (العزيمة) الذي عرض في السادس من نوفمبر 1939 «أول فيلم رمضاني في السينما المصرية»، إذ عرض لأول مرة يوم 25 رمضان ومعظم أحداثه تدور في شهر رمضان.