أسبوع «لاكشمي» الهندي للموضة لملابس الشتاء

المصممون عرضوا ملابس الزفاف المطرزة بلمسة عصرية وبعضهم عادوا بتصميماتهم إلى القصات المحافظة

مانيش مالهوترا، مبدع أزياء نجوم هوليوود الرجال، كان أكثر رسمية بتصاميمه من الشرواني (معطف طويل إلى الركبة يرتديه الرجال في شبه القارة الهندية)
TT

تنانير طويلة وفساتين انسيابية شفافة من الحرير المطرز بلمسة نسائية ناعمة وأساليب هادئة، وخامات، مثل الكتان والأورغانزا والكريب والحرير والستان والأربطة والشيفون والقماش المخملي والمعادن، جاءت بألوانها الأزرق والكريمي والخمري والأحمر القاني والأحمر الفاتح، الممتزجة بالتطريزات الفارسية والكشميرية والقصات الإسبانية والتقنيات الأخرى لتشكل توجها رئيسيا بارزا في أسبوع «لاكشمي» للموضة في الهند لملابس الشتاء الذي اختتم هذا الأسبوع. ومع كون الأعياد وحفلات الزفاف قاب قوسين أو أدنى مع بداية عيد الفطر، انتهز مصممو الموضة الهنود الفرصة لعرض ملابس الزفاف المطرزة بلمسة عصرية.

بدأ عدد قليل من المصممين مجموعاتهم بالعودة إلى القصات المحافظة والأكمام الطويلة والملابس الواسعة والرقبة العالية، وإطلالة بانورامية على الأساليب المختلفة التي سادت حقبة ما قبل الاستقلال الهندي مثل السراويل القطنية الهندية الانسيابية التي تسمى شالوارز قميص، والسراويل النسائية الواسعة والبيجامات الفارسية والأوشحة والعمائم أو تأثيرات الكوفية العربية.

كانت الطبيعة واضحة أيضا هناك، فخطفت بعض المجموعات الصديقة للبيئة العرض بلمسة الإبهار الكثيف التي أضافها إليها وجود نجوم الصف الأول في بوليوود.

وبغض النظر عن الشكل الرسمي الذي كان للاحتفال، يهدف إلى اجتذاب المرأة العصرية، كانت هناك الكثير من السراويل القصيرة والعباءات القصيرة والتونيك، وفساتين الزفاف، والألبسة العلوية مفتوحة الظهر، وملابس البحر والملابس المستوحاة من الأزياء التقليدية اليابانية المصنوعة من أقمشة انسيابية، في الوقت الذي هيمنت فيه ألوان البني والبيج والأخضر الزاهي والأسود والأبيض والبرتقالي الفاتح. وقد شهد الموسم الحالي مشاركة 87 مصمما و10 رعاة.

بدأ المصمم الهندي المقيم في دلهي روهيت بال أسبوع الموضة بمجموعة سماها «شانتي» التي تعني «السلام»، تميزت بمجموعة جميلة من الملابس الطويلة التي غلب عليها اللونان العاجي والذهبي، وتميزت بمشدات الخصر الذهبية والتنورات الواسعة ذات الأطراف المزركشة.. كما كانت القصات الإسبانية حاضرة في العرض من خلال أزياء العروس الشفافة المزينة بتطريزات على الأكتاف.

وفي مجال الملابس الهندية التقليدية، حملت مجموعة الساري التي صممتها المصممة الهندية أنيتا ودنغري الألوان الحمراء واللون البني ولون الكوبلت والقمصان السلوار (السراويل والتونيك الهندية) التي تحمل ملامح العمل اليدوي الرائع لولاية راجستان. كما عرضت رينا ذاكا قطعا علوية تقليدية وتنورات وألبسة هندية ضيقة، لكن تفسيرها كان عصريا للغاية، كما كان واضحا في الأجزاء العلوية وبلوزات الساري التي تضم قواطع بيت العنكبوت. وشملت الأقمشة التول والدانتيل والليكرا في لوحة من ألوان العاج والأحمر القاني والأرجواني التي وضعت على التطريزات النغمية. وقدم المصمم فيندل رودريغيز مجموعة الهيمالايا «الطبيعة العضوية». كانت النماذج تفيض بالرياضية والإحساس. ولاستخدام الأقمشة التي تتسق مع الفكرة استخدم رودريغيز كتان القطن الطبيعي المصبوغ، والحرير النقي والأقمشة المطوية كأساس للمجموعة، واستخدم ألوان الباستيل الناعمة ورذاذ اللون الأرجواني. تميزت المجموعة بأربعة أقسام: قسم «ناتشورالي يورو» وهي الملابس التي صنعت من الكتان كقاعدة مع الزهور الطبيعية، وجاءت الملابس الخارجية بإبداعات أصيلة استخدمت فيها الألوان البيضاء والصفراء، وقسم «إينديان ووتر» الذي استخدم فيه الحرير كقاعدة، و«جبل بروكس بالماء البراق» الذي استخدمت فيه الأقمشة المكشكشة لتحقيق تفاصيل المياه البراقة، وقسم «راني بينك كاربت غلام» الذي اختتم به العرض بالعباءات الأنيقة وملابس الساري المنمقة بقطرات الماء الأكريليك المقصوصة بالليزر.

ثم كان هناك المصمم ديجفيجاي سنغ الذي قدم مجموعة صديقة للبيئة، كانت تتسم بالهدوء وضبط النفس مع مجموعات الساري الجميلة والأغطية بمزيج من القطن العضوي وحرير كورا الطبيعي وشيفون الحرير الهندي الطبيعي. هذا الخط الذي أطلق عليه «غيومي تريز» أقيم على أسس الانصهار المعاصرة للهندسة والأشجار التي زينت بتطريزات النباتات على الساري والأغطية. كانت المجموعة تعتمد على أسلوب الموغول في استخدام توليفة من الهندسة والنباتات وخلطة التطريزات التي تشتهر بها ولاية غوغارات في غرب الهند.

ثم كانت هناك المطبوعات الفارسية بتدرجات لونية مدهشة دمجت بنظرة صريحة للسبعينات للمصمم بريا كاتاريا بوري، لمجموعة «كوين أوف برينتس»، خلال أسبوع الموضة. واستخدم بورس التطريزات الفارسية ذات الأعمال البدوية، والتي استخدمت فيها الأزرار والشرائط البراقة الذهبية التي تحولت إلى ألوان رئيسة جعلت المجموعة تبدو أخاذة ونسائية. ربما يكون سابياساتشي موكيرجي، هو أكثر المصممين الذين استوحوا تصاميمهم من الهند لكن برؤية تتجاوز الثقافات فتتسم مجموعته بالأشكال العرقية التي أكدتها أعمال التطريز الكشميرية وتطريزات الأزهار الفضية التي كانت مذهلة في بساطتها، وجاء الساري في توليفة من المخمل الشفاف بصحبة بلوزات محافظة مغطاة بالتطريزات الكثيفة التي تشبه الجواهر.

كانت ملابس «فيوشن» إحدى الماركات الشعبية الأخرى التي وجودت خلال العروض والتي قدم من خلالها المصمم فيجاي بالهارا مجموعته الخفيفة التي استندت إلى الطابع الأوروبي وشملت الفساتين الطويلة التي استخدمت فيها الكشكشة والقطع العلوية والتونيك الطويل المصنوع من الأقمشة الانسيابية والطبيعية. في الوقت ذاته، استخدم كوتشهار، الذي يصمم لنفس الدار أيضا، أقمشة الحرير والأورغانزا المزركشة في القمصان والفساتين والتونيك والجمبسوت المزينة برسومات رقمية تصور الخطوط الفنية الهندية. وعلى الرغم من اقتراح الحرس القديم الملابس التقليدية، فإن الجيل الجديد نظر إلى الغرب لخلق التصميمات المعاصرة والحديثة.. وأطلق رامان فيج منسوجات قوية مستوحاة من الساموراي والنينجا اليابانية. وجاءت الفساتين بأكتاف سميكة وطبقات من متموجة بألوان خفيفة من الرمادي والأخضر الغامق واللون العاجي والبني. كان من بين العروض المتميزة الأخرى العرض الذي رعته شركة «ديل إتش إل» للمصمم سوابنيل شندي الذي حمل اسم «سرعة الصوت» واتسم بالرقة والعصرية التي تعمل على استشراف المستقبل، استخدم في ملابسه الطيات واللفائف المصنوعة من البلاستيك لتغطية الفساتين والتنورات بلمسة أنثوية.

نالت ملابس السهرة اهتماما بالغا من الحضور، وكان التألق الأبرز فيها للمصمم جاتين فاما في مجموعته «باباراتزي». جاءت الفساتين المثيرة والأنيقة والطويلة ممتزجة بالكثير من الفرحة أو بأشكال واسعة انسيابية برسومات حيوانات رقمية لنظرة معاصرة.

لم تكن ملابس الرجال لتغيب عن المشهد، فقد استخدم الكثير من المصممين الملابس الرجالية لتصاحب العروض النسائية. والحقيقة أن ملابس الرجال حملت العديد من الألوان التي امتزجت بجرأة بتوافق غير تقليدي.

مانيش مالهوترا، مبدع أزياء نجوم هوليوود الرجال، كان أكثر رسمية بتصاميمه من الشرواني (معطف طويل إلى الركبة يرتديه الرجال في شبه القارة الهندية)، بأساور عريضة ومعاطف طويلة استخدمت فيها في بعض الأحيان بعض الكشكشات - وفي أوقات أخرى كانت ضيقة فوق الكورتاس. كانت الألوان ذكورية خالصة من الرمادي الأسود إلى الأبيض والخمري مع لمحات خفيفة من الفوشيا للياقات والأساور.

على الصعيد ذاته، استلهم ناريندرا كومار، مجموعته «غريت غاسبي» من سترات التدخين الرجالية التقليدية، والتي جاءت بلمحة عصرية وشكل ضيق وبأقمشة شملت الحرير والقماش المطرز. وقدم محمد جاويد خان، أحد مصممي الجيل الجديد شيئا أقل رسمية بنظرة غير تقليدية للتحضر. كانت المجموعة رائعة وسهلة ومريحة.

وكان من المصممين الذي أبهروا المهرجان أنيث آرورا، التي ستمثل الهند في أسبوع «مرسيدس بنز» للموضة في برلين لخريف عام 2012 والذي يقام في يناير (كانون الثاني)، بماركتها الشهيرة «بيرو» والتي تعني «ارتداء الملابس» وتضمن عرضها مجموعة من الملابس النسائية والرجالية لتحقيق نظرة متكاملة. حفرت آرورا اسمها في عالم الموضة بإبداعاتها الهندية في مجال الموضة التي نقلت إلى الأزياء الغربية. استخدمت المصممة في إبداعاتها أقمشة الخادي والكوتا والدوريا والتشاندري والكتان والصوف لتعطي نظرة متعددة الطبقات. وتنقلت في استخدامها الألوان بين القرنفلي والأرجواني والخمري والرمادي والطوبي والوردي والأخضر الداكن في القمصان الراقية والسراويل والسترات الفخمة، والجمبسوت والسترات القصيرة والمعاطف الخارجية.