«المزهرة».. المزرعة الأبرز في أرض القصيم وسلة غذاء الفقراء في السعودية والعالم

قبلة ضيوف المنطقة وتؤمن التمور للسفارات وملحقيات المملكة والطلاب المبتعثين في الخارج

نخيل مزرعة المزهرة تبدو حاملة ثمرها تمهيدا لقطفه والاستفادة منه في الداخل والخارج («الشرق الأوسط»)
TT

تعد مزرعة المزهرة في بريدة «وسط السعودية» أحد أوجه الخير التي يبذلها الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي، فهي سلة غذاء الفقراء والمحتاجين محليا وخارجيا، ويصل إنتاجها لجميع مناطق السعودية ودول العالم من التمور ودقيق القمح، وتتحرك منها القوافل الإغاثية محملة بالتمر والدقيق في كل ما يصيب الدول المنكوبة من كوارث طبيعية لإغاثة البلدان والشعوب.

ويصل إنتاج «المزهرة» أيضا للسفارات السعودية حول العالم وملحقياتها العسكرية والثقافية، ولمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وغزة وجمعيات وجهات خيرية داخليا، ومراكز إسلامية في كافة أصقاع الأرض، حيث يقوم المسؤولون عن هذه المزرعة واستباقا لشهر رمضان بشحن التمور من منتجات هذه المزرعة ومنتجات أخرى سنويا لتلك الجهات والدول الإسلامية المحتاجة.

و«المزهرة» تعتبر محط أنظار الضيوف والزوار لمنطقة القصيم «وسط السعودية» فهي ضمن المواقع التي يحرص على زيارتها ضيوف منطقة القصيم، للاطلاع على ما تنتجه المزرعة من منتجات التمر والحمضيات المختلفة.

وبحسب القائمين عليها، فـ«المزهرة» تعد من المزارع الرائدة على مستوى المملكة العربية السعودية، حيث تم إنشاؤها على أحدث الطرق الزراعية، فريها بالتنقيط وبأحدث الوسائل، والقمح والتمر أحد أهم مزروعات المزرعة وهي من المنتجات التي تعود على الإنسان بالخير والنفع.

ويردد علي الراشد مسؤول مزرعة المزهرة، ما قاله الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، في حديثه عن شخصية الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية بقوله: «إن الأمير سلطان بطبعه منذ خُلق، وهو مؤسسة خيرية بذاته، وصاحب خير، ويسعى للخير، وكل مكان يكون فيه لا بد أن يكون له فيه عمل خير، فسلطان بحق هو مؤسسة خيرية قائمة بذاتها».

وشدد الراشد في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على أن هناك توجيها من الأمير سلطان بن عبد العزيز بأن يتم توزيع جميع إنتاج مزارعه في القصيم، لإخوانه الذين يعملون في السفارات والملحقيات العسكرية والتعليمية لخادم الحرمين الشريفين بالخارج، وكذلك أبناؤه الطلبة الذين يتلقون تعليمهم خارج المملكة وجميع الجمعيات الخيرية داخل المملكة، وتم التأكيد والتوجيه منه على أن تكون الأولوية للمناطق التي لا تتوفر فيها الزراعة.

وبالعودة لمزرعة «المزهرة» والتي تقع لشمال من مدينة بريدة، والتي وصفها الراشد بالمزرعة الرائدة بمنطقة القصيم وفي السعودية، حيث تم إنشاؤها على أحدث الطرق الزراعية، من حيث الري بالتنقيط والتخطيط لجميع المزروعات كالنخيل والحمضيات والعنب.

وقال الراشد «إن المزرعة تحتوي على 216,742 نخلة بأنواعها المختلفة، وتصل أنواع النخيل إلى 34 نوعا مختلفا، وتشتهر القصيم بالسكري والخلاص والبرحي والشقرى وغيرها من أنواع النخيل».

وأوضح الراشد أن للنخلة عناية خاصة في المزهرة، حيث يتم الاهتمام بالنخلة والعناية بها منذ غرسها وحتى تصل لمرحلة الإنتاج، فتقليم النخلة يتم بواسطة العارفين بها وبالوقت المناسب، وكذلك إزالة الأشواك منها وتعديل التمور الصغيرة فيها، قبل أن تصبح بلحا، ووقت السقيا وتسميد التربة وبرامج أخرى للاهتمام بالنخلة.

وذكر الراشد أن المزهرة تضم أيضا مصنع تمور يعمل على أحدث الطرق التي توصلت إليها الصناعة في هذا المجال، ويتم تعبئة التمور بطرق مختلفة. وأبان أن المزرعة تعمل على تدوير بعض نفاياتها، وتستخدم البعض الآخر كجريد النخيل الذي يستخدم بشكل واسع في المزرعة، وتم عمل قاعة للاستقبال الضيوف داخل المزرعة.

وأشار الراشد إلى أن القمح من المحاصيل الزراعية التي تزرع في المزهرة، وللقمح أيضا اهتمام كبير، فهناك حقول للقمح تمتد على مساحات شاسعة، لإنتاج أفضل أنواع القمح في المزهرة، والتي عادة ما تبدأ في وقت محدد، حتى يتم حصاد القمح بواسطة الآلات الحديثة.

ويزرع بمزرعة المزهرة كما ذكر الراشد شتلات من الحمضيات بأنواع مختلفة، كـ«البرتقال والليمون والبومولي والغريب فروت» تتم زراعتها وحققت نجاحا متميزا، ونظرا لارتفاع درجات الحرارة في منطقة القصيم والتي قد تصل إلى 47 درجة مئوية في وقت الظهيرة في شهر أغسطس (آب)، فإن شتلات الحمضيات يتم زراعتها بين أشجار النخيل، لتوفر لها حماية وظلا تستطيع أن تعيش في درجات الحرارة المرتفعة.

وأبان الراشد أن هناك شخصيات عدة زاروا الموقع من سفراء ودبلوماسيين، آخرهم السفير الأميركي في الرياض «جيمس سميث» وأمضى ساعات في المزرعة وتجول فيها برفقة الوفد المرافق، والذي أبدى إعجابا بالمزرعة وبدقة العمل داخلها، وتوقف طويلا من زراعة البرتقال تحت النخيل لتستفيد من ظلالها لضمان إنتاج أفضل.

وتعتبر النخلة بالنسبة للسعودية رفيقا أساسيا منذ القدم، حيث تناقلت الأجيال جيلا بعد جيل العلاقة تلك بين الإنسان والنخلة، والتي من شأنها توفير الظلال والمأكل وما يدخل في السكن من الجريد والسعف الذي يتم الاستعانة به لجلب الظلال في المنازل والحماية من أشعة الشمس الحارقة.