انتهى المجلس الأعلى للآثار في مصر من مشروع تطوير وإضاءة منطقة آثار مارينا العلمين، التي كانت تعرف في العصر اليوناني الروماني بـ«لوكاسيس». حيث كانت «لوكاسيس»، التي تعني «الصدفة البيضاء»، موضع عبادة إلهة الجمال في الحضارة اليونانية القديمة «أفروديت»، في العصور اليونانية الرومانية.
المشروع المؤجل افتتاحه منذ نحو عام تقريبا، جعل زيارة المكان ممكنة مجددا، بعد انتهاء أعمال صيانة وإضاءة هذه المنطقة الأثرية. ويأتي افتتاح المنطقة للسياح ضمن محاولات الجهات المعنية في مصر لاستعادة معدلات السياحة الوافدة لمصر والتي تضررت بعض الشيء بعد أحداث ثورة 25 يناير، وسبق أن تأجل افتتاح هذا المشروع لعدة شهور، حتى أصبحت على موعد لتحقق هدفها في الجذب السياحي للبلاد.
وجاء تنفيذ المجلس الأعلى للآثار لمشروع التطوير والإضاءة لهذا الموقع الأثري، في إطار صيانة المباني الأثرية والقطع الأثرية المكتشفة، والتي جاءت نتاج حفائر منطقة آثار مارينا، وهي الأعمال التي جرت بالتعاون بين مجلس الآثار مع المعهد البولندي للآثار الشرقية بالقاهرة ومركز البحوث الأميركي.
وفي محاولة لجذب الحركة السياحية من المصريين للمنطقة، فقد تقرر تخفيض رسوم زيارات المصريين للمنطقة، لتشجيع السياحة الداخلية إليها، خاصة أن المنطقة تضم مجموعة من المقتنيات والمناظر المعمارية الخلابة.
واستهدف مشروع الصيانة أن تكون المدينة القديمة في مواجهة البحر المتوسط، بما يجعلها متحفا معماريا مفتوحا للسياحة بإنارتها ليلا، وهي الإضاءة التي ساهمت في الربط بين عناصر المدينة الأثرية وشوارعها القديمة، ولذلك، فإنه وبعد افتتاح المنطقة للزيارة السياحية، سيجد الزائرون أنه بوسعهم زيارة المنطقة ليلا، بعد إضاءتها بأحدث التقنيات الحديثة، بالشكل الذي يظهر روعة وجمال المناظر المعمارية التي تتسم بها المواقع الأثرية التي تم اكتشافها، وجرى ترميمها.
وحرص موضوع إضاءة وتطوير المنطقة على إخراجها بشكل يتناسب مع تاريخها، حيث لم تؤثر الإضاءة الحديثة، مع طبيعة المنطقة وتاريخها. وبحسب الأساطير القديمة، فكان هناك اعتقاد بأن «أفروديت» تظهر في هذه المنطقة، وهي خارجة من الصدفة البيضاء، ولذلك اشتهرت المنطقة بهذا الاسم، بالإضافة إلى أن العديد من الأثريين يرجعون أهمية المنطقة إلى وجود العديد من الآثار الرومانية القديمة فيها مثل منطقة الفيلات الرومانية، والحمام الروماني، والسوق التجارية القديمة وبقايا الكنيسة والمقابر المكتشفة من العصرين اليوناني والروماني بالإضافة إلى الشوارع الأثرية والمسرح الروماني.
وتعتبر منطقة آثار مارينا العلمين، هي المنطقة الوحيدة التي يسمح فيها بالزيارة ليلا من مناطق الآثار الموجودة في شمال مصر، وذلك في إطار سياسة المجلس للاهتمام بالمناطق الأثرية الممتدة على شريط البحر الأبيض المتوسط وإعدادها وإتاحتها للزيارة خلال وقت المساء.
ويرى الأثري الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار، والذي أشرف على تطوير المنطقة، أن أهم ما يميز منطقة آثار مارينا أنها أهم وأشهر الموانئ الأثرية القديمة بمصر في العصرين اليوناني والروماني، وأنها تعتبر أول موقع أثري في الساحل الشمالي يتم إعداده وتجهيزه كمزار سياحي.
وتقدر مساحة منطقة آثار مارينا بنحو 189 فدانا، وتوصف بأنها منافع عامة للآثار وهي من أكبر المواقع الأثرية بالساحل الشمالي والغنية بالعناصر المعمارية المختلفة من العصر الروماني.