ارسم مبارك داخل القفص.. مسابقة فنية مثيرة للجدل

أثارت تهديدات بالقتل للمشاركين فيها

TT

لا تزال محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك تثير الجدل في مصر، فبعد أن شاهده ملايين المصريين خلف القضبان في قفص الاتهام عبر جلستين متتاليتين، جاء قرار قاضي المحكمة بمنع التصوير في قاعة المحكمة ليلهم المصريين حيلة أخرى لتصوير مبارك في قفصه، لكن عبر فرشاة الرسم، لا كاميرا التلفزيون هذه المرة. ويستقبل ميدان التحرير، قبلة ثوار مصر، في الفترة ما بين 10- 13 سبتمبر (أيلول) الحالي مسابقة فنية تحمل عنوان «ارسم مبارك وهو داخل القفص» وهو ما يجعلها المسابقة الفنية الأغرب، والأكثر إثارة للجدل في مصر منذ قيام ثورة 25 يناير. ويقول الفنان التشكيلي إسلام المصري، صاحب فكرة المسابقة، لـ«الشرق الأوسط»، «كان لا بد من تخليد لحظة المحاكمة، فمبارك كان من المحرمات أن نرسمه في أي لوحات فنية، اللهم إلا تلك التي تمجده وتعلي من شأنه، عكس دول أوروبا وأميركا، حيث يقوم الفنانون برسم الرؤساء بل والسخرية منهم بلا خوف». وتجتذب المسابقة ثلاثين فنانا أعلنوا استعدادهم لخوض غمار المسابقة التي ستقام في ميدان التحرير، وعن سبب اختيار ميدان التحرير كمقر للمسابقة، قال المصري «اخترنا ميدان التحرير لأنه رمز الثورة وبات علينا اليوم أن نحوله إلى ساحة للابتهاج والفنون الراقية وليس فقط للاعتصامات»، وسيرأس اللجنة التحكيمية للمسابقة الدكتور عماد الهواري أستاذ قسم التصوير بكلية التربية الفنية. ولا تضع المسابقة أي قيود أمام المتسابقين، فكل الخامات الفنية والمساحات مفتوحة بلا قيود ولكن الشروط الأساسية لدينا هي أن يرسم الفنان لوحته التشكيلية في الميدان أمام الناس لخلق حالة من التفاعل بين ما يقوم به وبين الجمهور، فضلا عن عدم الإساءة إلى المجلس العسكري أو أعضائه بأي شكل من الأشكال، حيث قال المصري «شرط عدم الإساءة للجيش نابع من إيماننا أن الجيش هو من حمى الثورة لذا فهو خط أحمر بالنسبة لنا».

المثير، أن المسابقة أثارت الجدل حتى قبل أن تبدأ، فبمجرد فتح باب التقديم للمسابقة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، انهالت العديد من تهديدات القتل على منظمي المسابقة والفنانين المشاركين فيها، حيث قال المصري لـ«الشرق الأوسط» «تلقيت العديد من الاتصالات التي تتوعدني والفنانين بالقتل أو التشويه إذا ما حملت لوحات المسابقة أي استهزاء أو تقليل من شأن الرئيس السابق حسني مبارك» وهو ما قال عنه المصري «لن يجبرنا أحد على التراجع عن إقامة المسابقة».

وكشف منظم المسابقة أن رجل أعمال مصريا شهيرا سبق وأعلن تكفله بإقامة المسابقة وتقديم الجوائز القيمة للفائزين الخمسة الأوائل إلا أنه تراجع فجأة دون إبداء أسباب، لذا ستكون الجوائز عبارة عن شهادات تقدير دون مبالغ مادية. وتابع قائلا «في المقابل اتصل بي البعض مرحبين بفكرة المسابقة، بل أبدوا استعدادهم لشراء هذه اللوحات بأي ثمن وبشيكات مفتوحة إذا استلزم الأمر».

لكن المصري استدرك قائلا، بنبرة يملأها التفاؤل «سبق أن أقمت مع مجموعة من الفنانين التشكيلين معرضا فنيا في محطة مترو أنفاق السادات عقب الثورة لعرض بعض اللوحات المرتبطة بأحداث الثورة».