فيلم باكستاني يقتحم قلعة بوليوود ويتغلب على الأفلام التجارية الهندية

لقي احتفاء شديدا من جانب الجمهور والنقاد

TT

عادة ما يجذب الهنود جيرانهم الباكستانيين بأفلامهم، لكنهم الآن مذهولون بشدة من الفيلم السينمائي الباكستاني الأخير«بول» (كلمات).

ووجد الفيلم الباكستاني، الذي تم عرضه في وسط الأسبوع في الهند في العيد مع الفيلم الهندي الرائع «بودي غارد»، احتفاء شديدا من جانب الجمهور الهندي كما لاقى استحسانا من قبل النقاد والسينما الهندية.

وقد حظي فيلم «بول»، الباكستاني المحبوب الذي يبرز القمع والازدواجية في المجتمعات الذكورية التي تحرم المرأة من حقوقها الأساسية، بنجاح شديد في الهند التي نادرا ما تشاهد أفلاما باكستانية.

ويعرض فيلم «بول» الكثير من الأعراف الثقافية والاجتماعية البالية التي تسيطر على الحياة اليومية في الهند وباكستان. ويركز على قضايا أخرى مستفحلة، من بينها المجتمع الذي يهيمن عليه الذكور وعدم وجود حقوق للنساء وقصور التعليم والقضايا المتناقضة الأخرى الخاصة بأساليب «رجعية» في مجتمع «متقدم» (في هذه الحالة، لاهور). ومن الممكن أن يتمكن الهنود بسهولة من الربط بين هذا الفيلم وحياتهم نظرا لوجود قضايا مماثلة تثير استياءهم في الهند. ويروي الفيلم قصة فتاة صغيرة تحدت الأعراف البالية في مجتمعها الذي يعامل النساء من دونية. ويهدف الفيلم، الذي تم تصويره في لاهور، إلى إبراز أزمة النساء الذين غالبا ما تتم معاملتهم كثقل من قبل نسبة كبيرة من المجتمع.

وقال ساتين كيه بوردولوي، الناقد السينمائي الهندي الذي منح فيلم «بول» 4 من 5 نجوم: إنه من المخزي أن نجد فيلما باكستانيا يتغلب على أغلب الأفلام التجارية الهندية، خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا أن باكستان تنتج حفنة من الأفلام سنويا مقارنة بالهند. وأضاف أن الفيلم تطرق لقضايا تحرير المرأة وحق التعليم والتقوى، مما جعل الجمهور يتعايش مع هذه القضايا. كما ذكر بوردولوي أنه من السهل أن يقوم الجمهور الهندي بالربط بين هذا الفيلم وحياتهم اليومية، مشيرا إلى عملية وأد البنات في الهند، وأضاف أن الفيلم يقدم رسالة للجميع مفادها هو مواجهة القمع سواء أكان هذا القمع في المجال السياسي أم الشخصي. كما أن الفيلم شديد الأهمية، خاصة أنه يبعث بعدة رسائل في وقت واحد، كما أنه يجذب المشاهدات من النساء. وقال رينو، الذي صاحب مجموعة من زملائه في الجامعة لرؤية الفيلم: «إنني مفتون بهذا الفيلم؛ فهو يبدو مألوفا للغاية ويعكس قضايا اجتماعية تقض مضجع الهند أيضا».

وقال نصر الدين شاه، الممثل الهندي البارز، الذي عُرض عليه دور رئيسي في هذا الفيلم لكنه اعتذر عنه؛ نظرا لارتباطه بفيلم آخر، إنه تمنى أن يكون جزءا من هذا الفيلم. وقد شاهد الفيلم في سينما مومباي مؤخرا وأحبه للغاية. وأضاف: «نادرا ما أشاهد فيلما بهذه القوة وهذا الإحساس».

وبدا أن هذا لم يكن مدحا كافيا من قبل أحد الممثلين الكبار في الهند، الذي اصطحب أصدقاءه وأفراد أسرته في عرض خاص آخر للفيلم. كما أشار تارون داس، ناقد سينمائي آخر، إلى أن الفيلم يعد أحد الأعمال الدرامية الاجتماعية الأخاذة في الوقت الحالي التي تبرز أزمة النساء. وكتب في مقاله النقدي: «لقد كان هناك اهتياج شديد في الهند، كما أن السينما الهندية مذهولة بهذا العمل الذي لا غبار عليه الذي أظهره المخرج والأداء الرائع للممثلين بمن فيهم الممثلة البارزة هميما مالك».

كان فيلم «بول» هو ثاني فيلم يعرض في الهند للمخرج الموهوب شعيب منصور والفيلم الآخر هو «خودا كه ييه» (في سبيل الله) الذي عرض عام 2007. وكان ذلك أول فيلم باكستاني يتم عرضه خارج البلاد وقد حاز الكثير من الأوسمة في مهرجانات سينمائية دولية. وتطرق إلى الإسلام المعاصر وتأثيره على العالم. وقد ضرب الفيلم على وتر حساس برسالته الضمنية كما كان ممتعا في الوقت نفسه.

وتوجد هميما مالك، العارضة الباكستانية التي تحولت إلى ممثلة وبطلة هذا الفيلم، في الهند للترويج للفيلم. وقالت في حديث لها مع وسائل الإعلام إن صناعة السينما الباكستانية تقدم مشاريع جيدة، ولقد خرجت في النهاية من تحت عباءة السينما الهندية.

وترى هميما أن العقلية العامة للباكستانيين تتغير أيضا، والدليل على ذلك هو تزايد حرية التعبير التي تمارسها النساء. وقالت: «لا أستطيع أن أدعي أن النساء في باكستان يتمتعن بحرية التعبير في جميع مجالات الحياة، لكن الوقت الحالي أتاح لهن حدا معينا من الخروج على العادات التقليدية. على سبيل المثال، فإن عارضات الأزياء والممثلات اليوم في باكستان يستمتعن بالحرية التي تقدمها لهن مهنهن. لكن على الرغم من ذلك فإننا جميعا يجب أن نحافظ على القواعد العامة للسلوك». وأشارت هميما إلى أن رحلتها نحو عالم الاستعراضات لم تكن سهلة، خاصة بعد أن تعرضت لتجربة زواج فاشل وكان عليها أن تقاتل حتى تصبح ممثلة. وأضافت: «عندما يكون أخوك طبيبا ووالدك يدير المنزل بحزم شديد، يكون انتقالك إلى عالم الأفلام أمرا ليس سهلا. في البداية، كان عليَّ أن أواجه موجة لا تنتهي من النقد، لكن مع مرور الوقت بدأت أسرتي في تقبل الأمر. وفي العرض الأول لفيلمي، عندما بكت أمي بعد العرض، علمت أنهم فخورون بي للغاية».