مصر: البدء في المرحلة الثالثة من مشروع المتحف المصري الكبير

أثريون يرونه من أهم المشروعات الثقافية في القرن الواحد والعشرين

التصاميم الهندسية المجسمة للمتحف المصري الكبير من الخارج («الشرق الأوسط»)
TT

انتهى مسؤولو الآثار المصرية من نقل قرابة 20 ألف قطعة أثرية من المخازن والمتاحف المختلفة إلى المتحف المصري الكبير، الذي تقيمه مصر حاليا بطريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، ويقام على مساحة 117 فدانا.

وأعلن محمد عبد الفتاح، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر، أنه تم إيداع القطع بمخازن المتحف المصري الكبير، التي تم إعدادها على أعلى مستوى من التقنيات الحديثة، ليتم لاحقا نقل العدد الباقي من القطع التي سيضمها المتحف إلى هذه المخازن، لحين انتهاء أعمال التشييد الجارية له حاليا، وينتظر الانتهاء منها في شهر مارس (آذار) من العام 2015 المقبل، لافتا إلى أنه جار استكمال نقل 80 ألف قطعة أثرية من جميع المخازن والمتاحف إلى مخازن المتحف الكبير.

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد عبد المقصود، المشرف العام على المتحف المصري الكبير، أن أهم المجموعات التي سيتم نقلها إلى المتحف الكبير هي المجموعة الذهبية التي تعود للملك «توت عنخ آمون»، التي سيتم جلبها من المتحف المصري بميدان التحرير، مشددا على أن المتحف المصري الكبير لن يكون بديلا للمتحف المصري أو العكس، وأن مجموعة الفرعون الذهبي ستصل إلى نحو 4 آلاف قطعة أثرية، نظرا لأهميتها التاريخية والأثرية والفنية».

وأضاف عبد المقصود «تم الانتهاء بالفعل من المرحلتين الأولى والثانية من المتحف المصري الكبير، وهى المراحل الخاصة بمركز الترميم والمخازن ومحطات الطاقة والإطفاء التي صارت تعمل بكامل طاقتها الآن»، وتابع «تم أمس (أول من أمس) فتح المظاريف المالية الخاصة بالمناقصة العالمية لإنشاء المرحلة الثالثة للمتحف المصري الكبير، وهي المرحلة الرئيسية التي سيتم خلالها تشييد المبنى الخارجي للمتحف، وتتضمن أيضا إنشاء مبنى المتحف وقاعات العرض»، مشيرا إلى أنه تقدم عدد كبير من شركات المقاولات المصرية والأجنبية للفوز بالمناقصة، وأنه يجري تقييم العروض التي قدمتها هذه الشركات واختيار العرض الأفضل.

وأوضح عبد المقصود أنه تم الحصول على موافقة بنك اليابان للتعاون الدولي على نسخة التقييم الفني طبقا للاتفاقية الدولية الموقعة بين مصر واليابان بهذا الخصوص، التي تتعلق بالقرض الياباني لمصر، والمقدر بنحو 300 مليون دولار، من أجل إقامة وإنشاء هذا المتحف.

ويوصف المتحف بأنه أحد المشروعات القومية، ويرى العديد من الأثريين أن مصر سوف تحتفي بهذا المشروع لقرون عدة من الزمان. المشروع الذي تبلغ كلفته الإجمالية نحو 600 مليون دولار، وصفته العديد من الصحف والمجلات العالمية بأنه المشروع الأهم والأكبر في مجال الثقافة في القرن الواحد والعشرين، لما يضمه من آلاف القطع الأثرية النادرة والمهمة، التي تحكي تطور الحضارة الفرعونية.

وعلى الرغم من أن العديد من المواقع الأثرية تعرضت للسطو المسلح، جراء أحداث الانفلات الأمني عقب أحداث ثورة 25 يناير، مما تسبب على إثرها في وقوع سرقات، إلا أن المتحف الكبير لم تمتد إليه أيدي اللصوص، فلم يتعرض لأية اعتداءات.

وينتظر أن تكون أهم القطع الأثرية الكبيرة التي سيتم نقلها إلى المتحف قريبا تمثال «ميريت آمون»، ابنة «رمسيس الثاني»، إضافة إلى مركب الشمس، والموجود حاليا في منطقة أهرامات الجيزة، ويعد من القطع المعرضة للانهيار، جراء عوامل الزمن.