تونس: معرض للطوابع البريدية جمع بين السياحة والسياسة

اظهر الولع بهواية جمع الطوابع

جانب من مجموعات الطوابع المعروضة
TT

واصلت دار الثقافة ابن خلدون، الواقعة وسط العاصمة التونسية، عرض المئات من الطوابع البريدية في محاولة للاستجابة لآلاف الزوار الذين أعادوا اكتشاف الكثير من الأحداث السياسية والخصوصيات الثقافية التونسية من خلال طوابع بريدية تؤرخ للحظات زمنية تتراوح بين الحزن والفرح. المعرض كان مبرمجا للفترة المتراوحة بين 18 و28 أغسطس (آب)، إلا أن إدارة دار الثقافة واصلت عرض تلك الطوابع البريدية التي جلبت لها روادا من نوع خاص.

فالمهتمون بعوامل السياسة وجدلها وتواريخها الكثيرة وجدوا في بعض الطوابع البريدية التي تؤرخ لإعلان الجمهورية التونسية في شهر يوليو (تموز) من سنة 1957 ضالتهم وأعادتهم إلى أجواء تأسيس الجمهورية التونسية بعد التخلص من حكم البايات العثمانيين، وهذا يتلاءم تماما مع أجواء الجدل بخصوص انتخابات المجلس الوطني التأسيسي المقررة ليوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وهو ما تم تقريبا بعد إعلان الجمهورية، ووُجد مجلس تأسيسي كذلك، تواصل من سنة 1956 إلى سنة 1959. أما المهتمون بذاكرة الثورة التونسية الجديدة فقد وجدوا ضالتهم من خلال التاريخ لها بطابع بريدي يخلد الشاب محمد البوعزيزي ويحمل كذلك عبارة «تحيا تونس حرة»، كما أن الباحثين عن خصوصيات تونس الثقافية والسياحية وجدوا ما يثلج الصدور من خلال مميزات كثيرة من مدن ومعالم سياحية وملابس تقليدية، بما يوحي بأن الدور الحضاري لتلك الطوابع البريدية يتجاوز كونها مساحات ورقية ضئيلة لتصبح حاملة لكثير من الأفكار والمواقف السياسية والاجتماعية والاقتصادية كذلك.

معرض الطوابع البريدية أظهر ولع التونسيين بهواية جمع الطوابع البريدية التي بدأت منذ أكثر من 100 سنة، وتواصلت حتى الآن وستظل ترافق الكثير من بينهم.

ويعود تاريخ هواية جمع الطوابع البريدية لدى التونسيين إلى أواخر القرن الـ19، إثر صدور أول طابع بريدي تونسي في 1 يوليو 1888. وتتوافر لدى هواة جمع الطوابع البريدية مجموعات كبيرة من الطوابع البريدية، البعض منها يفوق عدده ألفي طابع بريدي، بالإضافة لمنتجات أخرى على ارتباط وثيق بعالم الطوابع البريدية مثل ظروف اليوم الأول للإصدار والنماذج الممتازة والبطاقات البريدية.

وضم المعرض طوابع بريدية جمعها الهواة التونسيون من شتى أنحاء العالم، البعض منها مقبل من كوريا الشمالية، والبعض الآخر يؤرخ للاعتداء الأميركي على ليبيا سنة 1986 على باب العزيزية، الذي أصبح محط الأخبار خلال الفترة الأخيرة من الأحداث الدائرة في ليبيا.

والملاحظ أن تلك المجموعات تعالج الكثير من المواضيع مثل النباتات والحيوانات والمواقع والمعالم، الرياضة والترفيه، الفنون والتكنولوجيا، مشاهير التونسيين ورجال السياسة.