عمالقة هوليوود يتجهون إلى الأفلام ثلاثية الأبعاد

مارتن سكورسيزي وفرانسيس فورد كوبولا وستيفن سبيلبيرغ يستعدون لخوض المجال

سبيلبيرغ من فيلم «مغامرات تان تان: سر وحيد القرن»
TT

لا تجد استوديوهات هوليوود غضاضة في الاتجاه بكل ثقلها نحو إنتاج أفلام بتقنية الأبعاد الثلاثية، سواء كانت أفلام رسوم متحركة، أو أفلام حركة، أو حتى أفلاما درامية تقليدية، وذلك بعد النجاح الساحق الذي لاقته تلك الأفلام منذ أن أطلق المخرج جيمس كاميرون فيلمه «آفاتار» منذ عامين.

وحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية، فإن استوديوهات هوليوود وجدت دعما واضحا من قبل ثلاثة من عمالقة الإخراج، هم مارتن سكورسيزي، وفرانسيس فورد كوبولا، وستيفن سبيلبيرغ، للاتجاه نحو تلك النوعية من الأفلام، إذ يستعد الثلاثة لإطلاق أعمالهم الأولى بتقنية الأبعاد الثلاثية قبل نهاية العام الحالي.

سكورسيزي الذي اختار أن يكون أول ظهور له بوصفه مخرجا في عالم الأفلام ثلاثية الأبعاد من خلال فيلم يحمل عنوان «هوجو»، يمثل دون شك الحالة الأكثر إثارة للدهشة، فـ«هوجو» عمل درامي، يصفه جيمس كاميرون، أستاذ استخدام تقنية الأبعاد الثلاثية، بأنه عمل قد يستفيد بشكل كبير من تقنية كهذه.

العمل المقتبس عن رواية لبرايان سيلزنيك، من المقرر أن يعرض أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وكما أوضح كاميرون نفسه، فإن اختيار سكورسيزي عملا دراميا كي يدفع المشاهدين لارتداء النظارة السوداء داخل قاعات السينما، أمر رائع. أما كوبولا الذي استلهم أحداث «تويكست» آخر ما أنتجته قريحته السينمائية من كابوس راوده، فمن المتوقع أن يترك بصمة شخصية على استخدامه تقنية الأبعاد الثلاثية، مخرج «غاد فاذر» أو «العراب» العبقري، سيضمن قصته إشارات تطلب من مشاهديه ارتداء نظاراتهم في مشاهد بعينها، بحيث لا يتوجب عليهم ارتداؤها طوال مدة مشاهدة الفيلم.

ويبدو جليا دون شك أن الأفلام ثلاثية الأبعاد ستبقى بيننا لفترة.

الحدث الأبرز سينتظر حتى أعياد الميلاد، عندما يقدم سبيلبيرغ رائعته «ذي أدفنتشرز أوف تنتن: سكرت أوف يونيكورن» أو «مغامرات تان تان: سر وحيد القرن»، وهو اقتباس عن إحدى قصص رسام الكاريكاتير البلجيكي الأشهر، جورج ريمي، «هيرجيه»، كما أنه أول عمل كرتوني روائي يقدمه مؤسس شركة ستدوديو «دريم وركس».

كان سبيلبيرغ، الذي يعمل مع بيتر جاكسون حاليا منتجا، قد أعرب خلال مؤتمر سان دييغو الدولي للقصص المصورة «سان دييغو كوميك كون»، عن أمله أن تتطور تقنية الأبعاد الثلاثية بطريقة ما لتصبح - دون أن يلحظ المشاهدون - أداة تحكي قصة.

وعلى الرغم من اختياره العمل بتقنية الأبعاد الثلاثية، فإن مخرج «جوز» أو «الفك المفترس»، و«إي تي»، و«شيندلرز ليست» أو «قائمة شندلر»، بخلاف روائع أخرى، يؤكد أنه ليست كل الأفلام تصلح للإنتاج بتقنية الأبعاد الثلاثية.

على الرغم من هذا، فإن كل استوديوهات الإنتاج السينمائي تتسابق لتقديم أعمال بهذه التقنية لتحسين أداء مبيعاتها. «دريم وركس» نفسها أنتجت أعمالا بتقنية الأبعاد الثلاثية، إذ من المقرر أن تطلق باكورة إنتاجها «بوس إن بووتس» أو «هر يرتدي حذاء» في الرابع من نوفمبر.

هذا العمل الذي يعد استكمالا لملحمة القط «شريك» الكرتونية، من إنتاج جيليرمو ديل تورو، ويشارك فيه بالأداء الصوتي النجم أنطونيو بانديراس، والنجمة سلمى حايك.

كما تعتزم «ورنر براذرز» إطلاق الجزء الثاني من «هابي فيت»، المعروف تجاريا باسم «مدينة البطريق السعيد»، الذي يقوم كل من إيلايجه وود وروبين ويليامز وصوفيا فيرجارا بالأداء الصوتي لأبطاله. «ديزني» هي الأخرى تستعد لطرح أول أعمالها ثلاثية الأبعاد «ذي مابيتس» أو «الدمى»، ليعود أبطال هذا العمل للنور بعد 12 عاما، فيما تستعد شركة «توينتيث سينشري فوكس» لإطلاق «ألفين آند ذي تشيب مونكس: تشيب ركت» أو «ألفين والسناجب البرية».

لكن الأمر لم يتوقف عند أفلام الرسوم المتحركة والمخرجين المعروفين الذين يريدون تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من مد الأفلام ثلاثية الأبعاد. لذا ظهرت أعمال أخرى أقل شهرة، مثل إعادة إنتاج فيلم الرعب «بيرانا»، وفيلم «دولفين تيل» أو «قصة دولفين»، بطولة النجم مورغان فريمان وهاري كونيك جي آر وآشلي جاد.

وبعيدا عن الأفلام ثلاثية الأبعاد، فلا تزال هناك الكثير من الأفلام التقليدية شديدة النجاح المنتظر إطلاقها في نهاية العام الحالي، ومنها «ذا توايلايت ساجا: ذا بريكنغ دون» أو «ملحمة الغسق: بزوغ فجر»، الذي يلعب فيه كل من كريستن ستيوارت وروبرت باتينسون وتايلور لوتنر أدوار مجموعة مصاصي الدماء، المعروفة ثانية.

هناك أيضا الجزء الثالث من «بارانورمال أكتيفيتي» أو «نشاط فوق الطبيعي» الذي حقق الجزء الأول منه أرباحا بلغت 194 مليون دولار حول العالم عام 2009، ليحتل مكانه بين أكثر الأفلام تحقيقا للأرباح على الإطلاق.

ويحدو الأمل استوديوهات الإنتاج بشأن «شيرلوك هولمز: أجيم أوف شادوز» أو «شيرلوك هولمزك لعبة الظلال»، من إخراج جاي ريتشي، حيث يلعب روبرت داوني جي آر دور محقق ذائع الصيت.

نسخة هوليوود من فيلم «ذا جيرل ويز ذا دراجون تاتو» أو «الفتاة ذات وشم التنين»، من إخراج ديفيد فينشر، والمقتبس عن الرواية السويدية الأكثر مبيعا التي تحمل الاسم نفسه، للمؤلف ستيج لارسن، من المتوقع أن يحقق نجاحا مبهرا، شأنه في هذا شأن النسخة الجديدة من الفيلم الغنائي الراقص «فوتلوس»، التي من المقرر أن تخرج للنور في الرابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.