القصيم تنفض غبار 400 منزل طيني وتحولها لمزار سياحي

تعتبر أول قرية تراثية على مستوى السعودية

TT

نفضت منطقة القصيم (وسط السعودية) الغبار عن أكثر من 400 منزل طيني، شيدت على الطراز السعودي القديم، لتتحول لمزار سياحي يقصده أهالي المنطقة والقادمين لها خلال الإجازات الرسمية.

وحظيت أول قرية تراثية في السعودية بإقبال كبير من الزوار والسياح من داخل وخارج المملكة، لمشاهدة المباني والأسواق الطينة المبنية على النمط العمراني القديم.

وكان أهالي الخبراء في منطقة القصيم قد قاموا، مؤخرا، بدعم من جهات حكومية، بإعادة ترميم ووضع اللمسات لمنازلهم الطينية، وقادت شراكة فاعلة بإشراف مباشر من إمارة منطقة القصيم والهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة الشؤون البلدية والقروية، ممثلة في بلدية الخبراء، بتهيئة المجتمع المحلي، نحو إعادة تأهيل القرية التراثية والاستفادة سياحيا واقتصاديا، وشهدت الفترة الماضية تفاعل المجتمع المحلي في برنامج تهيئة القرية التراثية، وإعادة تأهيل بعض الأجزاء في القرية الشهيرة.

وتعد بلدة الخبراء التراثية الواقعة بالقرب من الطريق السريع الرابط بين منطقة القصيم والمدينة المنورة، إحدى القرى التراثية المعتمدة في المملكة، وتحتوي على أكثر من 400 منزل طيني قائم، تم بناؤها على شكل أشعة الشمس في نمط عمراني مستوحى من طراز معماري معتاد في نجد (منطقة وسط المملكة).

وكانت السياحة وبلدية الخبراء الواقعة على ضفاف وادي الرمة الشهير، المعتاد أن يشهد جريانا في حال هطول الأمطار بالقرب من القرية، قد فعلتا الكثير من الاتفاقية لصالح القرية القائمة، وإعادة الحياة لساحات البلدة، التي صنفتها الهيئة العامة للسياحة والآثار ضمن البلدات التراثية، وتعتزم الهيئة تطوير تلك المواقع، وإعادة الحياة لها كما كانت في السابق.

وقادت جهود متعددة لتأهيل القرية القديمة، من خلال إقامة الكثير من الفعاليات والمناسبات هناك، حيث تمت تهيئة الموقع أمام المستثمرين خلال الاحتفالات الرسمية، في خطوة تهدف إلى تسويق المنطقة وجلب الكثير من الزوار لمثل تلك المواقع، لتحقيق دخل اقتصادي يحققه المجتمع المحلي.

وظهرت القرية التراثية بعد أن كانت مندثرة، وأبرزت جهود رجال عملوا على إنجاز هذا المشروع بشكله الحضاري الذي خرج به مؤخرا، ليرمز لتراث عميق، ولعمل منسق مركز على أسس تاريخية واضحة، إلى أن يكون الموقع معلما من معالم السياحة في منطقة القصيم.

رئيس بلدية الخبراء، المهندس إبراهيم القريشي، يرى أن الشراكة التي تم تفعيلها مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وبلدية الخبراء بالتعاون مع المجتمع المحلي، الرامية لتأهيل البلدة التراثية، تسير في خطى مرسومة، تهدف في نهاية المطاف لتأهيل الموقع للمستثمرين ورجال الأعمال.

وعدد البعض من الأنشطة الشعبية والتراثية التي تقام في ساحات بلدة الخبراء التراثية، والتي فعلها أبناء الخبراء، عبر التفاعل مع برنامج إعادة تأهيل البلدة التراثية.

وجاءت الأسر من مختلف منطقة القصيم داخل ساحات الخبراء التراثية، لتطلع على المنازل القديمة التي تم إعادة ترميمها، فيما فتحت الكثير من المحلات التجارية القديمة أبوابها أمام الزوار، وتواجد الحرفيون والباعة لبيع الهدايا التذكارية على زوار القرية القديمة، فيما عملت الكثير من الأسر المنتجة في جنبات القرية لتقديم بعض الوجبات الخفيفة للزوار، المكونة من الأكلات الشعبية النجدية.

واعتبر في الوقت ذاته، الدكتور جاسر الحربش، المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في القصيم، أن احتفالات أهالي الخبراء في البلدة التراثية حافز كبير نحو قيام استثمارات كثيرة في مثل هذه المواقع، وهو الأمر الذي يدل على دعم كبير يجده قطاع السياحة في المنطقة، منوها في الوقت عينه بدراسات للفرص الاستثمارية في القرية التراثية ستطرح لمن يرغب في الاستثمار من رجال الأعمال.

وعد الحربش مشروع تطوير بلدة الخبراء التراثية أحد المشاريع التي تدل على تفعيل الشراكة بنجاح، سواء مع الجهات الحكومية، أو المجتمع المحلي الذي تفاعل لتنفيذ البرامج والمشاركة والحضور بفعالية في مثل هذه المناسبات.

القرية التراثية شهدت فعاليات أخرى، كان أبرزها ورشة عمل عن البناء بالطين، نظمتها الهيئة بالتعاون مع البلدية والمؤسسة العامة للتدريب التقني. واتجهت السعودية، مؤخرا، نحو تفعيل خصوصيات المناطق السعودية والقرى والمحافظات، وبلغت مرحلة تسعى خلالها لتفعيل ما تمتلكه المناطق، وما تملكه الأسر فيها، وباتت تطلق عليهم الأسر المنتجة، في خطوة تهدف من خلالها لتفعيل دور تلك الأسر في خلق منتجات خاصة بها، تعود عليها بالنفع بالدرجة الأولى، وعلى المنطقة بشكل عام.