ختام مهرجان فينيسيا جاء تتويجا لدورة امتلأت بالأفلام الجيدة

الممثل الآيرلندي مايكل فاسبندر يحمل جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم «شيم» أو «العار» (أ.ب)
TT

بعد ساعات قليلة من حديث الممثل مايكل فاسبيندر لـ«الشرق الأوسط»، الذي نُشر في عدد أمس، تلقّى الممثل البريطاني مكالمة هاتفية سأله فيها المتحدّث إذا ما كان يزعم مغادرة المهرجان قبل حفلة النهاية. يقول لي الممثل بعد إعلان الجوائز: «سألته لماذا فقال إنه يريد أن يعرف لأسباب إدارية محضة. قلت له إنني مدعو لحضور حفلة الختام، لكني أدركت أن الأمر قد يكون أكثر من ذلك».

رغم هذا تلقى إعلان اسمه في حفل الجوائز كوقع مفاجئ، فقد فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم ستيف ماكوين «عار». وعلق فاسبيندر: «نهضت من مكاني وكل ما كان يجول في بالي هو أن أشكر ذلك المخرج لأنه السبب في فوزي الآن، كما كان السبب في وضعي على مطلع الطريق قبل ثلاثة أعوام».

حفلة النهاية كانت تتويجا لبعض أفضل الأفلام والشخصيات التي شاركت هذه الدورة الثامنة والستين. رئيس لجنة التحكيم، المخرج دارن أرونوفسكي، الذي كان فاز بالجائزة الأولى في العام الماضي عن فيلمه «بجعة سوداء»، أحب فيلم «فوست» وكذلك أعضاء لجنة التحكيم، والمتردد هنا هو أنه كلما حاولت اللجنة في تداولها البحث عن فيلم آخر تجده يرتفع إلى ذات المستوى الروحاني والفني لفيلم ألكسندر زوخوروف، كلما عادت إلى حيث انطلقت. الفيلم الخاص والداكن للمخرج الروسي تميّز بأسلوب عمل متشابك وصعب ولم يكن هناك بد من منحه الجائزة الأولى.

كذلك كان فيلم المخرج الصيني ساي شانغوين عن فيلمه «أناس الجبل أناس البحر» الذي كان اعترف في مؤتمره الصحافي أن السلطات الصينية قصّت من الفيلم ما اعتبرته «مسيئا للصين». هذا الحذف لم يمنع معظم المشاهدين من حب الفيلم الذي يدور حول ذلك الرجل الذي يبحث عن قاتل شقيقه بقدر ما يبحث الفيلم في شخصيته وفي الظروف الاجتماعية التي يعيشها. الفيلم لم ينل جائزة، لكن شانغوين حصد جائزة أفضل إخراج.

والسينما الإيطالية، التي عرضت بعض أفضل أعمالها هذا العام، مُنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «تيرا فيرما» لإيمانويل شرياليس. كما نالت الصين جائزة ثانية حين فازت ديني ييب بجائزة أفضل ممثلة عن الدراما «حياة بسيطة».

طبعا، في دورة امتلأت بالأفلام الجيدة، من «منتصف أشهر مارس» إلى «أشلاء» ومن «قرية كرتونية» إلى «عدوى» لم يكن بالإمكان توزيع جوائز إضافية، وكان لا بد من خسائر.

إنها الدورة الأخيرة لمدير المهرجان الفني ماركو موللر والصحافة الإيطالية تتحدّث عن احتمالات كثيرة، فهو قد يوافق على التمديد إذا ما عُرض عليه، لكن هل سيُعرض عليه أم أن مهرجان روما المنافس سيخطفه؟ مهما يكن فطعم الفوز بدورة ناجحة سيبقى في الذاكرة حتى العام المقبل بالتأكيد.