أسبوع الموضة في نيويورك.. سيل من الألوان والزهور والطيور

فيكتوريا بيكام تعود للخطوط الهندسية ودونا كاران تحيي نيويورك بالتاكسي الأصفر

TT

لم تتوقف عروض أسبوع نيويورك للأزياء يوم أمس على الرغم من الاحتفال بالذكرى العاشرة لأحداث سبتمبر 2001 التي ألقت بسحابة حزينة وثقيلة على المدينة. ولكن العروض استمرت واكتفى المصممون بمراعاة دقيقتي صمت لتحية لضحايا التفجيرات. ومن خلال عروض متعددة شهدها يوم أمس أثارت مجموعة فيكتوريا بيكام الكثير من التعليقات الإيجابية. واكتفت بيكام بالجلوس في الصف الأول لمتابعة عرضها إلى جانب حشد من نجوم المجتمع والمهتمين بالموضة في نيويورك. وجاءت مجموعة فيكتوريا بيكام لتؤكد على أسلوبها الذي يتسم بالخطوط المستقيمة الواثقة التي ميزت الفساتين في مجموعاتها السابقة. واستعانت أيضا بقطع إضافية لإضافة لمسة خاصة مثل معاطف مصنوعة من الساتان و«كاب» تغيرت ألوانه وخامته بتغير الزي. واتسمت المجموعة عموما بالخطوط الهندسية التي يبدو أن فيكتوريا بيكام تفضلها حتى في ملابسها.

ومن ناحيتها قررت المصممة دونا كاران إرسال تحية إلى مدينتها نيويورك عبر عرض «دي كي إن واي» عبر استخدام أحد أهم رموزها وهو التاكسي الأصفر. وعلى خلفية احتلتها سيارة أجرة صفراء انطلقت عارضات كاران مرتديات قمصانا طويلة وشورتات بطول الركبة وقبعات متمايلة. وأضافت كاران بعض اللمسات المشرقة إلى مجموعتها مثل إدخال اللونين الأحمر والأبيض والورود الزاهية. ومن دونا كاران إلى عرض المصممة دايان فون فورستنبورغ التي أطلقت على مجموعتها اسم «بدايات» ومن خلالها طغت اللمسات المنعشة ولكنها ابتعدت عن البهرجة. وقالت فورستنبورغ قبل بداية العرض لجمهور ضم المصممين أوسكار دو لا رنتا وفالنتينو «الضوء هنا يظهر ويغير كل شيء».

وتميز يوم السبت ومع دخول أسبوع الموضة يومه الثالث بومضات من اللون الليموني الشمسي الحار والبنفسجي المثير التقت مع درجات ألوان البحر الصامتة فوق ممرات مليئة بالورود، الحقيقية والصناعية.

وانتشرت الألوان في كل مكان، جنبا إلى جنب مع حماس عبر عنه آدم غلاسمان، المدير الإبداعي لمجلة «أو»، أو مجلة «أوبرا» بقوله: «اللون البنفسجي مغر جدا، وسوف يكون هو اللون الأساسي في الربيع» حسب تقرير لوكالة أسوشييتدبرس.

وغلب اللون البنفسجي الناعم على التصميمات الزهرية ذات الطابع التقدمي لمصمم الأزياء برابل غورونغ وتضمنت مجموعته التنورات الطويلة والسراويل الضيقة. وحيث توجد الزهور، توجد الطيور، وهو ما بدا واضحا في المنصة الخاصة بشركة «آدم»، حيث ظهرت الأشكال ذات الأجنحة بألوان الوردي والأرجواني والأبيض.

إنها ألوان السعادة، الألوان في كل مكان. فلا بد أن شركة «بانتون» للألوان كانت تفكر في حفلة على الشاطئ عندما كانت تختار الألوان العشرة الأساسية للموضة النسائية في الربيع المقبل وهي: لون اليوسفي والشمس والأزرق الملكي والبنفسجي والليموني ولون الأضواء ولون الخشب واللون الأرجواني الفاتح واللون المستوحى من ألوان الببغاء ولون نجمة البحر.

ويكاد اللون الكاكي يختفي مع الألوان الكئيبة الأخرى. حتى الألوان السوداء بدت مبهجة - على الرغم من أن الموسيقى لم تكن - في عرض هيلمت لانغ لملابس الأسود والأبيض الذي لم يقطعه سوى اللون الأصفر. وظهرت ومضات خاطفة من النيون من اللون الأبيض البصري الشفاف، في مجموعة الربيع الخاصة بألكسندر وانغ، حيث افتتح عرضه باللون البرتقالي الضارب إلى الحمرة المتدرجة واختتمه باللون الأرجواني الزاهي، الذي يبدو أنه قد أصبح لونا أساسيا. وليس هناك شك في عبقرية سينثيا رولي في اختيار الألوان، حيث تمحورت الفكرة الأساسية لمنصتها ذات المرايا حول «الحيوية البصرية للون الذهبي» جنبا إلى جنب مع «تكوينات من أشكال الزهور»، وفقا لملاحظتها.

وسينتقل العرض بعد ثمانية أيام من العرض التجريبي لمجموعات فصل الربيع في نيويورك إلى لندن ومن ثم إلى ميلان وباريس.

واتسمت التصميمات الأنثوية البسيطة لمجموعة لجيل ستيوارت بالنعومة، في درجات هادئة مريحة، تذكرنا بأوائل الستينيات مضافا إليها أشجار النخيل. وقد استوحت الملابس الداخلية المريحة، من كتاب عن الملابس الداخلية، كانت قد عثرت عليه في كوبنهاغن.

و نقلت أسوشييتدبرس عن ستيوارت قولها: «أردت أن تكون هذه المجموعة حلما أو خيالا».

وقد جاءت ألوان مجموعتها على خلفية من لون النعناع الأخضر وأحمر الشفاه الوردي والبرتقالي المائل إلى الحمرة، والأصفر الفاتح بلون حجر المرو الكريم.

وقد جعلت جيل أزيائها في المواسم الأخيرة أكثر نعومة بشكل ملحوظ. فهي قد ابتعدت عن شكل الأزياء الصادم الذي تشتهر به المغنية ستيفي نيكس والتي كانت من السمات المميزة لجيل ستيوارت. وبدت الأزياء التي عرضت على منصتها هذه المرة أكثر ملائمة للجيل القادم الذي يشبه الممثلة دوريس داي.

وكانت الفساتين القصيرة تتسم بعذوبة مثيرة، وكذلك السراويل التي تشبه التنورات والتنورات ذات الكسرات أيضا. وبدت الأثواب الفضفاضة، والتي تشبه قمصانا داخلية قصيرة لطيفة، إلا عندما تراها عن قرب، ملائمة هنا. بينما حافظت على طابعها النسائي، لم تكن متزمتة أو رثة، وهو الشيء الذي يعد بالغ الأهمية بالطبع بالنسبة لعملاء ستيورات من الشابات مثل إيما روبرتس، التي جلست في الصف الأول. وقد اختارت ستيوارت موضوعين أساسيين للأشكال المطبوعة، وهما شجر النخيل والطيور المحلقة واللذان كان يذكرانها «بأوقات سعيدة».

أما مصمم الأزياء برابل غورونغ الحائز على جائزة مجلس مصممي أزياء أميركا للمواهب الناشئة العام الماضي فقد كان على المستوى المتوقع منه.

وإذا كان غورونغ يعد جزءا من مستقبل عالم الموضة، فإن موضوعات تصميماته العصرية لم تكن لتحقق هذا الهدف بشكل أفضل من هذا. فقد بدا الثوب البنفسجي المغطى بالأزهار ذات الخصر الساقط، والظهر المنخفض، والتنورة القصيرة دائرية الشكل، وكأنما صمم لإلهة من عصر الفضاء. كما تميزت بهذا الطابع المستقبلي أيضا بعض السترات ذات الأكتاف الحادة البارزة، ومعها سراويل ضيقة بعضها ذو لون أرجواني يشبه طلاء غير متقن. كما يمنح أحد الأثواب البيضاء المصنوع من قماش الكريب المجعد وذو أشرطة سوداء على الجانبين ومشدّ حديث، الذي تم تعديله بحيث يمكن ارتداؤه خلال النهار قوة الشخصية للمرأة. وستكون هناك نجمة شابة محظوظة ترتدي الثوب الأسود ذا الكسرات الحادة الرفيعة على الجانبين.

كما اتضحت مهارة غورونغ كخبير في التفاصيل من خلال الشورت الجلدي المقصوص بالليزر، على الرغم من أن المرء قد يتساءل عمن يمكن أن ترتدي هذا الشورت وإلى أين ستذهب.